بالفيديو| رجل يقنع 1000 شخص بالانتحار الجماعي

كتب: حاتم سعيد حسن

بالفيديو| رجل يقنع 1000 شخص بالانتحار الجماعي

بالفيديو| رجل يقنع 1000 شخص بالانتحار الجماعي

في مثل هذا اليوم 18 نوفمبر من عام 1978 وقعت حادثة انتحار جماعي في أمريكا بمدينة جونز تاون خلفت 913 قتيلًا باستخدام السم.

وجونز تاون هو اسم مشروع معبد الشعوب الزراعية، مجموعة دولية تكونت عن طريق طائفة دينية من الأمريكين من أعضاء المعبد بقيادة جيم جونز.

وتعتبر جماعة الأب جيم جونز هي طائفة بروتستانتية متطرفة تأسست في ولاية كاليفورنيا عام 1963 وبلغ عدد اعضائها 30 ألفًا، وتلقى الأب جونز الدعم من عدد من رجال الكونجرس وعمدة سان فرنسيسكو ومن زوجة الرئيس كارتر وتلك التزكيات شجعت حاكم غيانا على أن يمنحه قطعة أرض من 37 الف فدان يقيم عليها مستعمرته ويحقق عليها حلمه المزعوم بمجتمع تسوده المحبة والتعاون والإخاء وتزول فيه الطبقات.

في عام 1965 انتقل جونز 100 شخص من أتباعه الي مدينتهم الجديدة وبدأت الجماعة في التكاثر وانشاء العديد من دور العبادة التي يجتمع فيها أعضاء هذه الطائفة، وبالرغم من الصورة التي حاول "جيم جونز" أن يصدرها للرأي العام بأنه زعيم محبوب وداعي للسلام الا انه كان يخبئ بداخله حقيقة رجل مضطرب نفسيا.

وقام جيم جونز بإنشاء معبد سماه "معبد الشعب" مستندًا إلى بعض الأفكار الماركسية في مدينة إنديانا، وكان يحلم جونز أن تكون تلك المدينة هي المدينة المثالية ولكن غريب بالأمر أن أغلب من زاروها كانوا يشعرون بالاحباط والصدمة الكبيرة فكانت البيوت خشبية صغيرة لا تكفي لاستيعاب عدد الأفراد الوافدين للمدينة، ومعظم ساكني تلك المدينة كانوا يجبرون علي العمل بشكل شاق في درجة حرارة عالية لمدة قد تصل الى 16 ساعة في اليوم.

ومع مرور الوقت أصبح جيم جونز لسكان تلك المدينة هو الشخص الذي لا يعصون له أي أمر أبدا ولا يناقشوه بأي شيء فقد رأوه بأنه زعيمهم ومخلصهم من الكوارث وكان يخطب فيهم مهاجما الرأسمالية والعنصرية وكان يحذرهم من وجود أعداء متربصين بهم.

مع الوقت وصل أمر هذه القرية وما يحدث بها الى الكونجرس الأمريكي، فقرر نائب الكونجرس "ليو رايان" الذهاب الى هناك ليرى ما يحدث ويتحقق بنفسه مما يجرى بهذه القرية واصطحب معه عددا من الصحفيين، في البداية رأى النائب أن الأمور تسير بشكل طبيعي في تلك القرية وقد اقاموا ليلة زيارته حفل كبير وظل الجميع يرقص ويغني.

ولكن أثناء الحفل تسلم أحد الصحفيين المرافقين لنائب الكونجرس ورقة مدون بها أسماء بعض الأشخاص الذين يريدون أن يتركوا القرية ولكن يخافون من ردة فعل جيم جونز، وهنا بدأ يتضح للنائب أن هناك اشخاص بالفعل محتجزون داخل القرية دون أرادتهم.

وفي يوم 18 نوفمبر من عام 1978 أعلن النائب "ليون ريان" بأنه يريد أن يصطحب معه من يرغب في ترك القرية ولكن الذين استجابوا كان عدد قليل خوفا من رد فعل زعيم القرية "جيم جونز"، وبدأ فعلا بركوب شاحنة كان قد أحضرها النائب وبدأت تتحرك باتجاه المطار وعند وصولهم كانت جميع الطائرات قد أقلعت فظلوا ينتظرون حتي تأتي طيارة أخرى وفي تلك الأثناء جاءت سيارة محملة بأشخاص مسلحون قاموا باطلاق النار على الجميع فقتلوا خمسة من ضمنهم النائب "ليون ريان".

في ذلك الوقت دعا "جيم جونز" جميع أتباعه للاجتماع في المعبد وظل يخطب فيهم ويحذرهم بأن الجنود الأمريكيون قادمون بطائرتهم وأسلحتهم يقتحمون قريتهم الهادئة وتقتلهم وأطفالهم ولا حل سوى اللجوء الى فعل ثوري لم يشهده التاريخ من قبل وأقنعهم بالانتحار الجماعي، وحينما حاولت احدى السيدات معارضته تلقت هجوما عنيفا من الجميع الذي يصدقون زعيمهم دون أدنى تفكير.

وحينما علم "جيم جونز" بنبأ مقتل نائب الكونجرس ظل يلح ويشجع أهالي القرية على تنفيذ خطتهم في الانتحار، وبالفعل بدأ الأشخاص في شرب مادة السيانيد السامه الممزوجة بعصير العنب وبدأت بعض القيادات الخاصة في القرية التابعة له بحقن الأطفال الصغار بمادة السيانيد.

ونتج عن هذا الانتحار الجماعي مقتل 913 شخص من بينهم 276 طفلًا، ثم انتحر "جيم جونز" باطلاق رصاصه برأسه ولكن نجا بعض الأشخاص من تلك الحادثة المروعة عن طريق الهروب داخل الأدغال أو الاختباء في القرية ليرووا فيما بعد أحداث تلك المأساة المرعبة.

 

 


مواضيع متعلقة