"داعش" ينسحب من جنوب سوريا.. وعشرات القتلى في غارات تستهدفه شرقا

كتب: أ.ف.ب

"داعش" ينسحب من جنوب سوريا.. وعشرات القتلى في غارات تستهدفه شرقا

"داعش" ينسحب من جنوب سوريا.. وعشرات القتلى في غارات تستهدفه شرقا

سيطرت قوات النظام السوري، اليوم، على آخر جيب تحصن فيه تنظيم "داعش" الإرهابي على تخوم محافظة السويداء جنوباً، فيما تعرضت مواقعه في شرق البلاد لضربات شنّها التحالف الدولي بقيادة واشنطن أوقعت عشرات القتلى.

ومُني التنظيم المتطرف، خلال العامين الماضيين، بهزائم متلاحقة في سوريا، حيث لم يعد يسيطر إلا على جيوب محدودة في أقصى محافظة دير الزور وفي البادية السورية شرق حمص.

وبعد نحو أربعة أشهر من القصف والمعارك، سيطرت قوات النظام اليوم على منطقة تلول الصفا ذات الطبيعة الجغرافية الوعرة والواقعة عند الحدود الإدارية بين محافظتي السويداء وريف دمشق، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال مدير المرصد، رامي عبدالرحمن، لوكالة "فرانس برس": "سيطرت قوات النظام اليوم على تلول الصفا بعد انسحاب مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية منها، باتجاه البادية السورية شرقاً".

وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا"، من جهتها نقلا عن مصدر عسكري، بأن وحدات الجيش أحرزت "تقدماً كبيراً في تلول الصفا" بعد سيطرتها "على أعلى التلال فيها"، وهي تتابع "تطهير المناطق المحررة من مخلفات تنظيم داعش الإرهابي" بعدما "قضت على أعداد كبيرة منهم".

وبعد شنه هجمات دموية طالت مدينة السويداء وريفها الشرقي، 25 يوليو، تسببت بمقتل أكثر من 260 مدنياً، وخطف إثرها نحو ثلاثين مدنياً، انكفأ التنظيم إلى هذه المنطقة التي تعرف بجروفها الصخرية القاسية وكثرة كهوفها.

وتتعرض المنطقة منذ نحو أربعة أشهر لغارات ازدادت وتيرتها في الأسابيع الأخيرة مع حشد قوات النظام تعزيزات عسكرية في محيطها وخوضها مواجهات عنيفة ضد مقاتلي التنظيم.

وتسببت الغارات والمعارك بمقتل 245 من قوات النظام ومسلحين موالين لها مقابل 425 على الأقل من الجهاديين، بحسب المرصد.

ورجّح عبدالرحمن أن يكون انسحاب ما بين 700 وألف مقاتل من التنظيم من هذا الجيب قد تمّ "جراء اتفاق مع قوات النظام التي حاصرتهم على مدى أسابيع واستهدفت مواقعهم بغارات كثيفة".

وتأتي سيطرة قوات النظام على المنطقة، بعد أيام من إعلان دمشق تحرير 17 مخطوفاً من نساء وأطفال، احتجزهم التنظيم خلال هجمات دموية شنها في 25 يوليو على محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية.

وخطف التنظيم حينها 30 شخصاً، أعدم اثنين منهم بينما توفيت امرأة مسنة خلال فترة خطفهم، ثم أفرج عن ستة رهائن الشهر الماضي بموجب اتّفاق تبادل أسرى مع الحكومة السورية.

وقتل ثلاثة آخرون قبل تحرير من تبقى في الثامن من الشهر الحالي، إثر عملية للجيش، وفق ما أعلنت دمشق.

على جبهة أخرى في شرق البلاد، أفاد المرصد السبت عن مقتل "36 مدنياً بينهم 17 طفلاً من افراد عائلات التنظيم في غارات نفذها التحالف، فجر السبت، على قرية أبو الحسن الواقعة في آخر جيب تحت سيطرة الجهاديين في محافظة دير الزور.

كما قتل سبعة آخرون جراء هذه الضربات، لم يتمكن المرصد من تحديد ما "إذا كانوا مدنيين أم جهاديين".

وقال عبدالرحمن، إنها "حصيلة القتلى الأكبر جراء غارات للتحالف، منذ بدء قوات سوريا الديموقراطية هجومها" في المنطقة في 10 سبتمبر.

وأكد المتحدث باسم التحالف الدولي، الكولونيل شون راين، في تصريح لـ"فرانس برس"، السبت: "توجيه قوات التحالف ضربات على منطقة أبو الحسن،" مشددا أنه "ما من خسائر مدنية مرتبطة بتلك الضربات".

ويكثف التحالف في الأسبوعين الأخيرين وتيرة استهدافه لهذا الجيب، وأعلن تنفيذه في الفترة الممتدة بين الرابع والعاشر من الشهر الحالي 150 ضربة.

ومنذ بدء الهجوم، أحصى المرصد مقتل 234 مدنياً بينهم 82 طفلاً جراء ضربات التحالف، الذي غالباً ما ينفي تعمّد استهداف مدنيين في ضرباته ضد الجهاديين.

ويُقدّر التحالف وجود نحو ألفي عنصر من التنظيم في هذا الجيب.

ويوضح راين، أن المعركة ضد التنظيم "لا تزال معركة صعبة، ويزيد من صعوبتها استخدام التنظيم في أماكن مثل هجين المدنيين كدروع بشرية".

ويضيف: "يستولون (الجهاديون) على دور العبادة وأماكن أخرى كالمستشفيات ويستخدمونها للتخطيط وكمقرات قيادة".

وغالباً ما يلجأ التنظيم عند حصاره ومع اقتراب المعارك من معاقله الى استخدام المدنيين كدروع بشرية في محاولة للحد من الضربات الجوية ضد مواقعه ومقراته.

واستأنفت قوات سوريا الديموقراطية، الأحد الماضي، هجومها ضد التنظيم، بعد عشرة أيام من تعليقه رداً على قصف تركي طال مواقع كردية في شمال البلاد، وهي تحظى بدعم من قوات التحالف عبر غارات جوية وقصف مدفعي.

ولم تتمكن هذه القوات من تحقيق أي تقدّم بارز منذ بدء عملياتها، بعدما استعاد التنظيم كافة المواقع التي تقدّمت إليها منذ سبتمبر.

وقال القيادي في صفوف قوات سوريا الديموقراطية، ريدور خليل، لـ"فرانس برس"، اليوم: "العمليات مستمرة الآن، وأحرزنا تقدماً ميدانياً خلال الأيام الماضية لكنه تقدم حذر نتيجة حقول الألغام والتحصينات التي أقامها داعش من خنادق وأنفاق ومتاريس".

واستقدمت قوات سوريا الديموقراطية وفق المرصد نحو 1700 مقاتل من مناطق سيطرتها في اليومين الأخيرين إلى محيط الجيب الأخير للتنظيم، في إطار مساعيها لإنهاء وجود الجهاديين في شرق الفرات.

وتشهد سوريا نزاعاً دامياً تسبب منذ اندلاعه في منتصف مارس 2011 بمقتل أكثر من 360 ألف شخص وبدمار هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.


مواضيع متعلقة