"إني أغرق".. لاجئو "دير بلوط" بسوريا يتنقلون بـ"مركب" داخل "مخيم عائم"

كتب: سمر صالح

"إني أغرق".. لاجئو "دير بلوط" بسوريا يتنقلون بـ"مركب" داخل "مخيم عائم"

"إني أغرق".. لاجئو "دير بلوط" بسوريا يتنقلون بـ"مركب" داخل "مخيم عائم"

خيام بيضاء متلاصقة تأوي بين أركانها عشرات السكان من أعمار مختلفة، تخلو من أبسط وسائل المعيشة الميسرة لا سبيل للرفاهية بها، يتلاشى داخلها فرق العمر، فالطفل الصغير كالمسن الكبير سواء بسواء، كلاهما بات يحلم بحياة كريمة والعودة إلى بيته، الذي حرمته منه الحرب والصراعات، تزداد متاعبهم جميعا تحت وطأة حرارة شمس الصيف وبرودة الشتاء القارسة، وما بين ذلك يتشوقون لرؤية العالم الخارجي.

حل فصل الشتاء بالسيول مبكرا على اللاجئين السوريين ساكني مخيمات دير البلوط القريبة من حلب، حيث اقتلعت الرياح خيامهم وأغرقت الأمطار أرضهم وجرفت معها أغراضهم، كأنه مشهد من وسط بحر عميق، يبعثون من بين أمواجه استغاثة للعالم، "نحن نغرق".

صورة واحدة فقط عادلت في قسوتها شهور من معاناة أهالي مخيم "دير بلوط" بسوريا خلال فصل الشتاء، رصدتها عدسة المصور السوري رامي السيد، الأربعاء الماضي، بعد موجة الأمطار الغزيرة التي ضربت البلاد،  تظهر اثنين من الرجال من سكان المخيم على متن قارب صغير، أحدهما ممسكا بقطعة من الخشب يجدف بها، وحسب قول المصور، الشباب أرادوا لفت انتباه العالم للناس الموجودة بالمخيمات من باب السخرية من الواقع الذي يعيشون به مع بدء موسم سقوط الأمطار.

القارب الذي لجأ إليه الشباب كما أظهرت عدسة المصور السوري رامي، مصنوع من زجاجات المياه الفارغة ملتفة بقماش متين يستخدمها عادة أهل "دير البلوط" المهجرين من العاصمة دمشق عند الذهاب إلى النهر، وحسب حديثه لـ"الوطن" تسببت الأمطار في ارتفاع منسوب المياه خارج المخيمات، لعدم وجود شبكات صرف صحي لتصريف مياه المطر ولجأ الأهالي إلى استخدام القوارب النهرية على اليابس.

"الصورة حقيقية مش فوتوشوب، ولكن غرضها السخرية من الواقع اللي بنعيشه بالمخيم"، هكذا عبر المصور صاحب الصورة المتداولة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي في حديثه عن الصورة، مؤكدا أن منسوب المياه لم يكن بالارتفاع الشديد، الذي يضطرهم إلى استخدام القوارب، ولكنهم فعلوا ذلك للفت أنظار الناس إلى معاناتهم في فصل الشتاء وغرق مساكنهم بعد سقوط الأمطار،  حسب تعبيره.


مواضيع متعلقة