مؤتمر الجمعية العربية لدراسة أمراض السكر: مضاعفات المرض تقتل مريض كل 6 ثوان

مؤتمر الجمعية العربية لدراسة أمراض السكر: مضاعفات المرض تقتل مريض كل 6 ثوان
نحو خمس المصريين فقط من يتبعون نظاماً غذائياً صحياً، الذى يجب أن يحتوى على 5 مكاييل من الفواكه والخضراوات. ومصر من البلاد التى تتميز بزيادة الوزن لمواطنيها، فهناك 70% من السيدات فى مصر يعانين من السمنة مقابل 50% من الرجال. وتعد السمنة مع النظام الغذائى الضار أهم العوامل للإصابة بمرض السكر، هذا ما أوضحته ا. د. إيناس شلتوت، أستاذ أمراض الباطنة العامة والسكر بطب قصر العينى، أثناء حضورها المؤتمر السنوى الثامن للجمعية المصرية لدراسة أمراض السكر والميتابوليزم.
تقول «شلتوت» فى تصريحاتها لـ«الوطن»، إن «أكثر ما يميز مؤتمر هذا العام أنه تم تنظيمه تحت رعاية جامعة الدول العربية، وبحضور الوزير المفوض ليلى فهيم، مدير إدارة الصحة والمساعدات الإنسانية بالجامعة العربية، وشارك 3 آلاف من أطباء السكر والغدد والباطنة وطب الأسرة والأطفال».
وأرجعت «شلتوت»، رئيس الجمعية، أسباب الإصابة بمرض السكر فى مصر إلى عدم اتباع نظام غذائى صحى، حيث إن المصريين يتناولون أغذية ضارة تحتوى على نسب عالية من السعرات الحرارية، مثل النشويات والسكريات فضلاً عن الوجبات السريعة، وذلك نتيجة الدعاية الهائلة التى تشجع على تناول تلك الوجبات، وفى المقابل لا يكثر المصريون من تناول الألياف، مثل الفواكه والخضراوات بالرغم من أهميتهما القصوى.
وتضيف «شلتوت» أن «السمنة أيضاً تعد من أهم الأسباب، ويشمل ذلك سمنة البطن أيضاً. ومصر تعد من أكثر الدول انتشاراً فى معدلات السمنة وخاصة عند السيدات، فيوجد فى مصر عدد قليل من السيدات النحيفات، وذلك نتيجة المتغيرات النسائية فى مصر والدول العربية، فضلاً عن نمط الغذاء وقلة ممارسة الرياضة».
وعن أحدث الإحصائيات الخاصة بانتشار مرض السكر، توضح «شلتوت» أن مصر فى المركز التاسع عالمياً من حيث نسبة الإصابة، حيث وصل عدد المصابين إلى 7 ملايين ونصف المليون، ومن المتوقع أن يصل العدد إلى 12.4 مليون بحلول عام 2030، لتصبح مصر فى المركز الثامن عالمياً.
وتؤكد «شلتوت» أن المشكلة الأكبر فى أن نصف المصابين بالمرض فى مصر يجهلون أصلاً أنهم مرضى، وذلك نتيجة قلة الوعى والفهم للمرض ومضاعفاته الخطيرة، التى إذا تفاقمت ربما تؤدى إلى الوفاة، فهناك 5 ملايين مريض يموتون يومياً نتيجة مضاعفات السكر فى العالم، وكل 6 ثوانٍ هناك مريض يموت بسبب السكر فى العالم، و50% من وفيات مرض السكر تحدث تحت سن الستين فى العالم، وهذه تعتبر وفيات فى سن مبكرة.
وللوقاية من مرض السكر تقول «شلتوت» إن «مرض السكر من الأمراض التى يمكن منع الإصابة بها، وحتى إذا تمت الإصابة يمكن التحكم بالمرض، وأن ينعم المريض بحياة طبيعية شريطة أن يهتم بالمرض ويتناول العلاج بانتظام. وأهم عوامل الوقاية ضرورة توخى الحذر من قبل الفئات التى لديها استعداد وراثى للسكر، فهؤلاء الأشخاص هم أكثر عرضة من غيرهم للإصابة، وبالتالى يجب أن يتنبهوا إلى أسلوب حياتهم ونوعية طعامهم، كما يجب أن يجروا فحصاً دورياً حتى يتم اكتشاف المرض فور الإصابة به، فالتشخيص المبكر أحد أهم العوامل فى التحكم فى السكر والوقاية من مضاعفاته»، وتضيف «شلتوت» أنه «يجب أيضاً التأكيد على دور الرياضة فى الوقاية من السكر، ويجب تغيير مفهوم أن الرياضة ليست هامة، ففى المدارس يتم إلغاء حصة الألعاب بحجة أنه لا يوجد وقت للرياضة، فالخمول وقلة الحركة من عوامل الخطورة للإصابة بالمرض».
وتشدد «شلتوت» على أهمية التوعية بالمرض، وذلك من خلال وسائل الإعلام وتنظيم المؤتمرات والندوات التثقيفية وقيام الجمعيات الطبية بمجهودات تحد من انتشار المرض.