«منتدى شباب العالم».. هل تصدّر مصر فكرتها للأقاليم الدولية؟

كتب: دينا عبدالفتاح

«منتدى شباب العالم».. هل تصدّر مصر فكرتها للأقاليم الدولية؟

«منتدى شباب العالم».. هل تصدّر مصر فكرتها للأقاليم الدولية؟

كان من الصعب على أحد أن يتوقع أن تلقى تجربة منتدى شباب العالم هذا النجاح الضخم، فى غضون عامين فقط من انطلاقه، فقد تحولت هذه التجربة لـ«براند عالمى» فيما يتعلق بخريطة المؤتمرات الدولية التى تستقبلها غالباً الدول المتقدمة وبالتحديد واشنطن ونيويورك والمدن الأوروبية الشهيرة مثل بروكسل وفيينا وباريس.

ولم يكن هذا النجاح من فراغ، بل جاء نتيجة عبقرية واضحة للقائمين على تنظيمه، فى تكوين منصة عالمية تجمع الشباب من أنحاء العالم لفتح حوار مفتوح حول مستقبل العالم، والقضايا الشائكة التى تهدد الأرض التى نعيش عليها.

وشهدت الدورة الثانية للمنتدى التى عُقدت خلال الفترة من 3 إلى 6 نوفمبر الحالى حضور 5 آلاف شاب يمثلون حوالى 150 دولة، أجروا عشرات الجلسات التى سلطت الضوء على قضايا ريادة الأعمال والتطور التكنولوجى والتنمية المستدامة، والأمن والسلم الدوليين، فضلاً عن التكامل القارى فى إطار عالم تحكمه العولمة بمنطق القرية الصغيرة.

بينما شهدت الدورة الأولى للمنتدى التى عقدت خلال الفترة من 4 : 10 نوفمبر 2017 مشاركة نحو 3 آلاف شاب من نحو 100 دولة، وطرح العديد من الموضوعات المهمة.

وكانت التوصيات التى خرجت عن المنتدى بدورتيه الأولى والثانية محور حديث الكثير من وسائل الإعلام العالمية التى سلطت الضوء على المنتدى باعتباره آلية لتعزيز التقارب فى الفكر والرأى بين الشباب من مختلف أقاليم وقارات العالم.

{long_qoute_1}

وتضمنت الدورة الثانية 10 قرارات أبرزها إعلان مدينة أسوان عاصمة للشباب الأفريقى لعام 2019، على أن يتم خلال هذا العام انطلاق منتدى الشباب العربى الأفريقى، وإعلان شرم الشيخ مدينة للتكامل العربى والأفريقى، وتكليف الأكاديمية الوطنية لتدريب الشباب، بوضع برنامج لتدريب الشباب العربى والأفريقى فى كافة المجالات السياسية والاقتصادية، وإطلاق البرنامج الرئاسى لتدريب الشباب الأفريقى على القيادة، وقيام أجهزة الدولة بالتنسيق مع إدارة المنتدى، بتنفيذ حملة دعائية لتوعية الرأى العام بخطورة قضية الأمن المائى ووضعها على أجندة العالم. كما تضمنت القرارات إطلاق مبادرة دولية لتطوير وتدريب 10 آلاف شاب مصرى وأفريقى، كمطورى ألعاب وبرامج إلكترونية خلال الـ3 سنوات المقبلة، ودعم وإنشاء 100 شركة فى هذه المجالات، فضلاً عن توجيه كافة أجهزة الدولة لإنشاء مركز إقليمى لتقديم كافة سبل الدعم للشركات الناشئة فى مصر ودول المنطقة. ويتضح من هذه القرارات اهتمامها الكبير بالشباب الأفريقى، وذلك بالتزامن مع اقتراب تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى رئاسة الاتحاد الأفريقى لعام 2019، حيث من المقرر أن يتسلم الرئيس المنصب الجديد على هامش مؤتمر «أفريقيا 2018» الذى تستقبله مدينة شرم الشيخ فى شهر ديسمبر المقبل. وتناولت الكثير من وسائل الإعلام الأفريقية قرارات المنتدى بترحاب شديد، وأكدت على دورها فى تعزيز التكامل الأفريقى، وتحسين تمثيل قارة أفريقيا فى المحافل العالمية، الذى أصبح منتدى شباب العالم واحداً منها.

ويرى الكثير من المحللين أن وجود الرئيس السيسى على رأس الاتحاد الأفريقى فى 2019، سيعطى دفعة قوية لجهود التنمية والتكامل الاقتصادى فى القارة، وتحقيق أهداف استراتيجية أفريقيا 2063. فيما أعد مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية لحزب مستقبل وطن دراسة حول مكاسب مصر من تنظيم هذا المنتدى العالمى، حيث أكدت الدراسة أن المنتدى أسهم فى ترويج السياحة فى مصر، وبالتحديد فى مدينة شرم الشيخ، ونقل صورة حقيقية عن الوضع الآمن والمتطور فى مصر لكافة دول العالم، فضلاً عن الاهتمام العالمى المتنامى بالمنتدى بما يؤهله لأن يصبح منصة عالمية تعقد بشكل سنوى لتهتم بأفكار الشباب فى تطوير العالم.

{long_qoute_2}

بينما أكد العديد من الخبراء والمتحدثين المشاركين فى المنتدى أن مصر قادرة على تصدير فكرة المنتدى لكافة دول العالم، بحيث يكون من هذا المنتدى عدة نسخ تعقد كل عام فى أقاليم جغرافية متنوعة تشمل أفريقيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية وآسيا وغيرها، بينما تعقد نسخته الرئيسية فى مدينة شرم الشيخ بشكل دورى، ورشحوا قيام مصر بإدارة هذه المؤتمرات على غرار المنتدى الاقتصادى العالمى الذى انطلق من مدينة دافوس فى سويسرا وأصبح يطلق عليه «منتدى دافوس». وحول انعكاس المنتدى على الاقتصاد المصرى، أكد العديد من المحللين أن الاهتمام بأفكار الشباب وتمكينهم من إنشاء مشروعات ريادية سيدفع لتحسن مؤشرات النمو فى المستقبل، ويهيئ لتوسيع مساهمة عدد من القطاعات فى الناتج المحلى أبرزها تكنولوجيا المعلومات، والخدمات المالية، والتجارة الإلكترونية.


مواضيع متعلقة