محافظ القليوبية: مستشفياتنا فى الإنعاش.. ونستقبل قمامة «القاهرة والجيزة»

08:34 م | الجمعة 09 نوفمبر 2018

أكد الدكتور علاء عبدالحليم مرزوق، محافظ القليوبية، أن المحافظة تعانى من مشكلات كثيرة، على رأسها منظومة القمامة وتدهور المنظومة الصحية وأزمات القطاع الطبى المتمثلة فى الحضّانات وغرف العناية المركزة، إلى جانب مشاكل فى قطاعات مياه الشرب والصرف الصحى والتعليم والطرق.

{long_qoute_1}

وأضاف المحافظ، فى حواره لـ«الوطن»، أنه وضع خطة متكاملة، بمساعدة فريق العمل بالمحافظة ورؤساء المدن والمراكز والمصالح الحكومية، لمواجهتها بطرق غير تقليدية، لافتاً إلى أن تنمية القناطر سياحياً من أهم أولويات المحافظة، نظراً لتمتعها بمقومات عالمية. واعترف المحافظ بأن مستشفيات المحافظة تعانى من أزمة نتيجة دخولها خطة التطوير دفعة واحدة، مشيراً إلى أن المحافظة فى طريقها لإنهاء خطط التطوير لتدخل جميع المنشآت الطبية، وتطرّق المحافظ فى حواره إلى العديد من القضايا التى تهم المواطن القليوبى، إلى نص الحوار:

بداية، حدثنا عن أهم الملفات التى حازت اهتمامكم منذ تولى المسئولية؟

- الملفات متشعبة ومتعددة وتحتاج لعمل دائم ومتواصل يتماشى مع عملية شاملة لتحسين البنية التحتية والخدمات وإيجاد فرص استثمارية واقتصادية وتجارية تتيح للمحافظة توفير فرص عمل من خلال تشجيع المشروعات الصغيرة والمتوسطة، بما يعود بالنفع على مواطنى المحافظة، تنفيذاً لتوجيهات القيادة السياسية ورئيس الوزراء ووزير التنمية المحلية بالحفاظ على أراضى الدولة وعدم التعدى على الأراضى الزراعية وأملاك الدولة وإزالة أى مخالفات.

ما آخر المستجدات والإجراءات الخاصة بحملة «حق الشعب»؟

- تقوم اللجان الخاصة بتقنين أوضاع أملاك الدولة بفحص الحالات المتقدمة للتقنين وتثمين الأراضى، وفى القريب العاجل ستصدر العقود النهائية لأصحاب الحالات المستوفاة للشروط، بالتزامن مع إعداد خطة لاستغلال باقى الأراضى التى تم إعادتها خلال موجات الحملة فى أغراض المنفعة العامة.

ما جهود المحافظة فيما يخص المبادرة الرئاسية للكشف عن الأمراض السارية والقضاء على فيرس «سى»؟

- المبادرة كانت حلماً لم يتوقع أحد تحقيقه على الأرض، وكطبيب وأستاذ جامعى قبل أن أكون محافظاً، المبادرة بمثابة معجزة يصعب تحقيقها، ولكن الرئيس السيسى حقق المستحيل، والقليوبية منذ انطلاق الحملة، أوائل الشهر الماضى، حققت أكثر من نصف المستهدف، حيث تم الكشف على مليون و400 ألف مواطن من جملة 2.9 مليون مواطن مستهدف على أرض المحافظة، وخلال الشهر الثانى للحملة سنبدأ فى استراتيجية جديدة للكشف والتحليل من خلال تفعيل النقاط المتحركة التى ستنظم حملات طرق أبواب وقوافل طبية للكشف والتحليل فى أماكن العمل الخاصة بالمؤسسات العامة والصناعية والأماكن البعيدة عن النقاط الثابتة وعددها 256 نقطة تمركز، كما يتم حالياً بدء صرف العلاج لمن تثبت إصابتهم بالفيروس فى كل مدن المحافظة.

{long_qoute_2}

التعليم والصحة ركنان أساسيان فى منظومة بناء الإنسان المصرى ماذا قدمت المحافظة لتطويرهما؟!

- الرئيس عبدالفتاح السيسى وضع على رأس أولويات الفترة الرئاسية الثانية ملفَّى «الصحة والتعليم» كأساس لبناء الإنسان المصرى. ونحن هنا فى القليوبية نركز على منظومة التعليم، وقمنا بافتتاح عدد كبير من المدارس يصل إلى 200 مدرسة، وجار إنهاء مشكلات عدد من المشروعات المتعثرة فى هذه المدارس، من خلال المتابعة اليومية لهذا الملف، لافتتاحها قريباً، لبدء الدراسة ولمواجهة أزمة الكثافة فى الفصول فى بعص الأماكن. وفى هذا الإطار تقابلت مع رئيس هيئة الأبنية التعليمية، وجار التنسيق لبناء المدارس الجديدة ودخولها الخدمة قريباً، بجانب إطلاق مبادرة لتشجيع المواطنين على التبرع بالأراضى والأموال لبناء المدارس ضمن أعمال المشاركة المجتمعية.

ما تقييمك كطبيب أولاً، وكمسئول تنفيذى ثانياً، للمنظومة الصحية بالمحافظة؟!

- أعترف بوجود قصور فى الخدمة وأزمات مزمنة فى مجال توفير الحضّانات والعناية المركزة، وحالة المستشفيات كأنها مريض فى الإنعاش، حيث دخلت 5 مستشفيات كبرى بالمحافظة منظومة التطوير دفعة واحدة، مما أثر على الخدمة، ولكننا نعمل الآن على دراسة أسباب التعثر فى مشروعات تطوير المستشفيات والعمل على إنهاء التأخير فيها وافتتاحها على مراحل فى القريب العاجل، بالتنسيق مع وزارة الصحة، حتى تكون قادرة على تقديم الخدمة فى أقرب وقت لأهالينا فى كافة أنحاء المحافظة بصورة لائقة وتساهم فى حل أزمات العناية المركزة والحضانات ومراكز الغسيل الكلوى، وهذه المستشفيات هى قها وكفر شكر وشبين القناطر والخانكة وبنها التعليمى، وبدخولها الخدمة ستنتهى قوائم الانتظار تماماً، خاصة فى التخصصات النادرة التى يوجد بها عجز.

وماذا عن المستشفى الجامعى الجديد؟

- وقّعنا بروتوكول تعاون لإنشاء المستشفى الجامعى الذى تعثر العمل فيه منذ قيام وزير التعليم العالى والمحافظ السابق بوضع حجر أساسه، حيث التقيت بالدكتور حسين المغربى، القائم بأعمال رئيس جامعة بنها، وتم حل الإشكاليات التى تسببت فى توقف المشروع، وتم توقيع بروتوكول مع جامعة بنها يقضى بتخصيص أرض مساحتها 9033 متراً مربعاً وتقع عند تقاطع شارع كورنيش النيل مع شارع فريد ندا، لإنشاء المستشفى بالمشاركة بين المحافظة والجامعة، بحيث تساهم المحافظة بقطعة الأرض، وتساهم الجامعة بتمويل إقامة المشروع، فى سبيل تحقيق حلم أبناء القليوبية، وتخفيف العبء عن المستشفى الجامعى الحالى.

{long_qoute_3}

وضعت المحافظة خريطة استثمارية جديدة ضمن مخطط تنمية المحافظة 2030، حدثنا عن هذا الأمر.

- نولى الاستثمار اهتماماً خاصاً، ونقدم كافة التسهيلات، حيث يتم حالياً دراسة كافة الفرص الاستثمارية المتاحة ووضع خطة عاجلة لجذب المستثمرين من خلال تطوير مشروعات المنطقة الصناعية بعزبة نجيب فى بنها ومنطقة الصناعات الشبابية بالخانكة، وجار حل كل المشاكل التى تواجه المستثمرين وتقديم الخدمات المطلوبة للمناطق الصناعية القائمة وإيجاد فرص استثمار حقيقية توفر فرص عمل لائقة لأبناء المحافظة.

شكاوى المواطنين جزء لا يتجزأ من عمل أى جهاز تنفيذى، وتوليها الدولة فى الفترة الأخيرة اهتماماً خاصاً، فما جهود المحافظة فى هذا الصدد؟

- منذ أول يوم توليت فيه المسئولية هناك اهتمام بشكاوى المواطنين، وسرعة حلها بمخاطبة رؤساء المدن والأحياء بضرورة العمل والنزول على أرض الواقع وسط المواطنين. ودائماً أقول لهم: «مكانكم الشارع وقعدة المكتب بتجيب أمراض»، ولدينا بالقليوبية منظومة متطورة فى هذه المجال من خلال الخط الساخن وأرقام وجروبات «الواتس آب»، وصفحات التواصل الاجتماعى المختلفة، والتى يمكن للمواطن التقدم من خلالها بالشكوى المطلوبة. وأنا أقوم بنفسى بمتابعة هذا الأمر ومراجعة الاستجابة لكل الشكاوى التى ترد للمحافظة بالطرق المختلفة، فضلاً عن الزيارات الميدانية المفاجئة لرؤية الوضع على الطبيعة ليلاً ونهاراً حتى يتم محاسبة أى مقصر فى عمله وتطبيق مبدأ الثواب والعقاب.

القمامة تُعد من أهم أزمات المحافظة، ما طرق مواجهتها؟

- القمامة مشكلة عامة، ولها خصوصية فى محافظة القليوبية، كون المحافظة تستقبل كميات كبيرة من القمامة الخاصة بالمحافظات المجاورة، ومنها القاهرة والجيزة فى المناطق الحدودية، مما يتطلب بذل جهود مضاعفة لحل المشكلة من المنبع، حيث تم التوصية باتباع طرق تتناسب مع كل مدينة أو قرية، وتبنِّى المنظومة التى تنجح بفاعلية فى مواجهة المشكلة، وتعميمها بعد ذلك، وتم تكوين ما أطلقنا عليه فريق التدخل السريع بالمحافظة، للتعامل مع التراكمات الهائلة من القمامة ببعض المناطق، خاصة فى شبرا الخيمة، لإزالتها فوراً، حيث تم إزالة 800 طن دفعة واحدة بحملات شبرا الخيمة بمنطقة عرابى وأم بيومى فى إطار التنسيق مع منظومة الشكاوى الحكومية بمجلس الوزراء، كما تم عقد عدة اجتماعات مع المصانع التى تقوم بإعادة تدوير القمامة وإعادة تصنيعها بما يحقق فائدة من تلك الصناعة، وفى القريب العاجل سيتم إقرار منظومة جديدة للنظافة على مستوى الجمهورية بالتوازى مع عملنا على حل المشكلة بكل جدية حتى تظهر المحافظة بالصورة اللائقة، ومن المنتظر تحسن الحالة مع تشغيل المحطات الوسيطة فى مركز طوخ والقطاوى بشبرا الخيمة.

الإسكان أزمة مستمرة، والمدن الكبرى تعانى من البناء المخالف، ما خطط المحافظ فى هذا الصدد؟

- الفترة الأخيرة شهدت تحمل وزارة الإسكان عبء توفير الوحدات السكنية الاجتماعية للمواطنين، مما قلص دور المحافظة فى مجالات الإسكان إلى توفير قطع أراض للمشروعات الخاصة بالوزارة فى حال وجود أراض تصلح، والملف برمته انتقل للوزارة وهى المسئولة عنه.