«عفاف» ترسم ريف «الكنانة» على القماش: لا يقدره إلا الأجنبى
![«عفاف» ترسم على القماش بالتطريز](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/6987367831541701967.jpg)
«عفاف» ترسم على القماش بالتطريز
امرأة تحلب البقرة، والأخرى تصنع خبزاً أمام فرن بلدى بُنى بالطوب اللبن، وبجوارها طيور تبحث عن طعام، وخارج المنزل من تضع الملابس المبللة على حبل منصوب فى الهواء الطلق، هذه ليست مشاهد لأحد الأعمال الدرامية أو السينمائية، ولكن هذا ما ترسمه عفاف عطية، ابنة سوهاج المقيمة فى القاهرة، على قطع القماش بالقلم، ثم بغرز تطريز لا تشبه مثيلاتها، لتخلد تراث الريف بإبرة وخيط.
تقول «عفاف»: «عمرى 30 سنة وتوفى زوجى عام 1992، لأبدأ رحلة البحث عن عمل بعد أن أصبحت عائل المنزل، وتعرفت على امرأة إنجليزية تُدعى «بيولا»، وهى سيدة مولعة بمصر، دربتنى ومعى عدد من السيدات اللاتى اضطرتهن الظروف للبحث عن عمل دون سابق إنذار، على الرسم على القماش، وكانت السيدة الإنجليزية توفر الخيوط والأقمشة والإبر مجاناً للمتدربات»، وتضيف: «ساعدنى فى ذلك أننى تعلمت بدايات فن التطريز فى أثناء الدراسة، فأصبحت فى أيام قليلة مدربة»، وأضافت: «ساعدتنا السيدة الإنجليزية فى تأسيس جمعية سيدات المعتمدية، وتضم ما يزيد على 160 محترفة لفن التطريز على القماش، ليذيع صيتنا وتصل أعمالنا إلى خارج مصر، من خلال شركات ومؤسسات أعجبها تراث الريف المصرى المرسوم يدوياً على القماش، ومنها المدرسة الألمانية». وتحكى ابنة سوهاج بصوت يغلبه التعجب، عن منتجاتها قائلة: «ما بيخدهاش إلا الأجنبى، هو الوحيد اللى بيقدّر قيمتها والمصرى ما بيدورش عليها، ويوم ما ياخد قطعة يبقى علشان يهديها لشخص أجنبى».
تدربت على يد سيدة «إنجليزية» بعد وفاة زوجها
أما عادل محمود فيستيقظ فى الصباح الباكر كى يذهب إلى حقل العائلة، يقوم بأعمال الزراعة من حرث وتسميد ورى وحصاد، باحثاً عن مورد رزق له ولأولاده، ليعود فى الليل ويدخل إلى عالم الفن والإبداع وينحت من النخيل تحفاً مستوحاة من الواقع، فتارة تجد عملاً فنياً يجسد الأم وسط أعبائها اليومية، وتارة أخرى تمثالاً لفلاح مصرى يعمل فى أهبة النشاط والحيوية بأرضه، أو يستغل موهبته الفنية فى نقل التراث بصنع نماذج من البيوت.