المؤسسات الدينية تواجه الاستخدام السلبى لمواقع التواصل.. ومناهضة «الشائعات والإرهاب»

08:03 م | الأربعاء 07 نوفمبر 2018

أطلقت المؤسسات الدينية حملات للتحذير من الاستخدام السلبى والخاطئ لمواقع التواصل الاجتماعى، مشيدين فى الوقت ذاته بإعلان الرئيس عبدالفتاح السيسى تدشين لجنة قومية لتعظيم الاستفادة من مواقع التواصل خلال منتدى شباب العالم.

{long_qoute_1}

وحذر الدكتور مختار جمعة، وزير الأوقاف، من خطورة الاستخدام الخاطئ لمواقع التواصل الاجتماعى، كنشر الشائعات وإضعاف النفوس، مشيراً، فى بيان له، إلى أن بث الشائعات عبر مواقع التواصل إحدى وسائل حروب الجيل الرابع والجيل الخامس لتدمير المجتمعات من داخلها، من حيث التركيز على الإثارة، والتهوين من الإنجازات، والتركيز على السخرية والتهكم، والعمل على نشر اليأس والإحباط وخلق الأزمات، وفق خطط مدروسة وممنهجة وممولة، وعلى شراء الذمم قبل المساحات الإلكترونية قائمة، حيث لا وازع من دين ولا خلق ولا وطنية ولا إنسانية.

وقال الشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الدينى بالأوقاف، لـ«الوطن»، إن الوزارة تعمل على مواجهة أزمات الاستخدام الخاطئ للسوشيال ميديا من خلال الدروس والندوات والفعاليات والقوافل الدعوية ممثلة فى الأئمة، فبعض الشائعات والافتراءات التى تخلقها وتفتريها وترددها بعض صفحات الجماعات الإرهابية والمتطرفة والمأجورة قد يرددها بعض من ينخدع أو يقع فى فخ أو شراك هذه الصفحات أو الجماعات، فالشائعات التى تنشرها مواقع التواصل أشد خطورة من الكذب.

وقال عبدالغنى هندى، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن المؤسسات الدينية تأخرت كثيراً فى الدخول لساحة وسائل التواصل الاجتماعى ومجال الإنترنت عموماً، فلا نجد للأسف موقعاً أو وسيلة تواصل تابعة لمؤسساتنا فى موقع متقدم على مستوى الشرق الأوسط، وجاء نداء منتدى شباب العالم ليوقظ تلك المؤسسات وينبه لأهمية وسائل التواصل الاجتماعى وضرورة الدخول لهذا العالم المهم فى عصرنا الحالى.

وأضاف: لدار الإفتاء المصرية اهتمام ملحوظ بتلك الوسائل وبدأت الصفحات الرسمية للأزهر والأوقاف فى مخاطبة الجمهور عبر صفحاتهم ولكن نحتاج لمن يقدم محتوى دينياً مميزاً ورفيعاً لاستقطاب هؤلاء الشباب وليس مجرد جمع إعجابات منهم للمنشورات، فوسائل التواصل لها آلية وطريقة خاصة فى التعامل لا بد من وجود خبراء تقنين على مستوى عالٍ لتيسير الوجود والظهور على محركات البحث، فما زال وللأسف الشديد حينما تبحث عن أى فتوى تجد النتائج كلها من مواقع متشددة ونتائج البحث المتعلقة بالأزهر والإفتاء بعيدة جداً عن القارئ العادى، فعلى مؤسساتنا التواصل مع شركات الإنترنت الكبرى كمحرك جوجل ومطالبته بتحسين موقعهم وبيان خطورة استمرار الأمر على ما هو عليه الآن، فهذا مهم جداً. وتعمل دار الإفتاء على تكثيف وجودها عبر السوشيال ميديا وبين الشباب، وقال الدكتور إبراهيم، نجم مستشار مفتى الجمهورية، إن دار الإفتاء تهتم بمواقع التواصل، فللدار عدد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعى مثل الصفحة الرسمية للدار وصفحة مفتى الجمهورية و«داعش تحت المجهر» وغيرها، وبلغ عدد مستخدمى الصفحات الرسمية لدار الإفتاء ما يزيد على 8 ملايين مستخدم، وهناك تفاعل عبر مواقع فيس بوك وتويتر ويوتيوب، وهناك حملات باللغات الأجنبية لتوضيح الصورة الحضارية للإسلام بالخارج.

فى سياق متصل، حذرت صفحات الأزهر الإلكترونية من الاستخدام الخاطئ لمواقع التواصل، حيث أطلقوا حملات إلكترونية للتوعية بخطر مواقع التواصل الاجتماعى ونشر الشائعات. وقال الأزهر الشريف، فى تقرير له: مكافحة الفكر المتطرف تمثل إشكالية معقدة تتداخل فيها عدة أبعاد، فيجب أن تلعب الثقافة والإبداع والفن دوراً فى ذلك، كذلك يجب مواجهة الآلات الإعلامية للجماعات المتطرفة، حيث أثبت العاملون والباحثون فى مجال الجماعات المتطرفة أن 75% من الشباب الذين كانوا يذهبون إلى سوريا والعراق فى الفترة من 2014 حتى 2017؛ لينضمّوا إلى التنظيمات الإرهابية، كانوا ينضمون إلى تنظيم داعش الإرهابى، مقابل 25% كانوا ينضمون إلى الجماعات الإرهابية الأخرى، والسبب الرئيسى فى ذلك؛ قوّة الآلة الإعلامية من خلال وسائل التواصل الاجتماعى لتنظيم داعش.