ابحث عن الإرادة .."حسن" أصيب بشلل رباعي وضمور في العضلات ووجد الحل في "مكن التطريز"

ابحث عن الإرادة .."حسن" أصيب بشلل رباعي وضمور في العضلات ووجد الحل في "مكن التطريز"
ينكفئ على إحدى ماكينات التطريز ليخرج كل طاقته في تصميم الأزياء التي عكف وقتا طويلا على رسمها، لم يوقف حياته عند إعاقة تعرض لها أو أُميَّة لحقت به.
حسن حمدي مصطفى "34 عاما" تناول جرعة زائدة من حقن "البنسيلين" قبل أن يكمل عامه الثاني، ما أدى إلى إصابته بشلل رباعي تسبب في ضمور كل عضلات جسده.
لم يستسلم الطفل لجسده المصاب الساكن، بل استطاع بإرادته أن ينشط أعضاءه حتى تمكن من الحركة وحيدا دون مساعدة أحد، "كان لازم أتخلص من إحساسي بإني عبء على والدتي وأخوية، كانوا بيسندوني وأنا بامشي وأنا باعمل كل حاجة".
سوء الأحوال المادية لأسرته وعدم تقدير المجتمع لحالته تسبب في ضياع الأمل الباقي له في الحياة، حيث ترك المدرسة بعد أن أتم المرحلة الإعدادية نظرا لأن "المدرسة ما كانتش متمهدة لحد زيي، وكنت ما باقدرش أطلع فصل في الدور التالت، وما كنتش باقدر أنزل الفسحة زي بقية العيال".
الشاب الثلاثيني لم يستسلم لظروفه وقرر أن يبني أسرة صغيرة قوامها زوجة وثلاثة أولاد، ولم ترهبه نظرات الإشفاق التي كان يواجهها كلما خرج من باب منزله أو أطل من نافذة شرفته، قرر أن يكتشف بداخله طاقة يستغلها في تحقيق ذاته دون أن تتعارض مع إعاقته، "من صغري كنت بحب الرسم، وقررت إني أتعلم الخياطة وأرسم تصميمات للأزياء وأنفذها بنفسي من غير ما أحتاج لحد".
لم يستطع تحمل ظروفه المادية السيئة وعدم قدرته على كسب قوت يومه، فآثر أن يترك وطنه الذي يلقى فيه قدرا من العناء بدلا من العناية، وقرر أن يواجه إعاقته مصحوبة بآلام الغربة وحيدا، "لما سافرت ليبيا الراجل اللي اشتغلت عنده استغل الموهبة بتاعتي ووفر لي كل الإمكانيات، في سنتين كنت مكسّبه 4 ملايين دينار".
عشق حسن لتصميم الأزياء جعله يطور ماكينة قادمة من الصين لتلائم ظروف إعاقته، كما ابتكر بعض تصاميم الأزياء التي يستطيع أن ينافس بها المنتجات الأجنبية التي غزت الأسواق المصرية، حسب قوله، "اللي زينا دلوقتي ما بقاش عندهم شغل، ولو أنا موجود في دولة زي الصين مثلا كانوا أخدوا أفكاري وصمموها ونزلت هنا في مصر بالشيء الفلاني".
يحلم حسن بامتلاك ماكينة تطريز خاصة به وعمل مشروع مستقل له، ويرى أن نظرة المجتمع عن المعاق لابد أن تتغير، وأنه يجب أن تقوم الدولة بإعطائه الفرصة ليخرج كل ما بوسعه من إبداع، "الناس اللي زينا مش عاجزة بدماغها، ولو بصوا لنا هيلاقوا عندنا مواهب كتير وأفكار تطلع البلد لقدام، ربنا خد مننا لكن عوضنا حاجات كتير محدش يعرفها إلا اللي حاسس بهمنا".