جرى إيه يا أحمد حلمى؟!
- الطريق الصحيح
- الفضائية المصرية
- برنامج مسابقات
- أحمد حلمي
- احمد حلمي
- الطريق الصحيح
- الفضائية المصرية
- برنامج مسابقات
- أحمد حلمي
- احمد حلمي
(يا أهالى الفن الكرام.. نجم غايب.. كوميدى خطير.. بيحبه الصغير قبل الكبير.. الصعب السهل الممتنع.. عنه ماتقدر تمتنع.. بس هو عنا امتنع.. بعد ما خد الأمان.. غاب بلا استئذان.. اللى يلاقيه.. يسلمه لأقرب منتج.. ويقوله السينما دارك.. والفيديو فى انتظارك.. بس البرامج مش كارك.. حتى لو فرقعت مرة.. مش هو ده المضمون.. وافتكر البونبون.. وده خلاصة الكلام.. يا أهالى الفن الكرام..............).
لم يتبقى أمام جمهور "أحمد حلمى" إلا أن يحمل مكبر صوت ويتجول منادياً باحثاً عنه بهذا الشكل.. فلم يترك له "حلمى" خياراً آخر بعدما استنفذ معه جمهوره كل السبل الممكنة ليعود للسينما.. خاصة بعدما بدأت فى التقاط أنفاسها مرة أخرى.. إلا أن جميع محاولات ونداءات الجمهور عبر مواقع التواصل والتقارير الفنية والمقابلات الشخصية باءت بالفشل.. ويستمر "حلمى" فى اختفائه لا يرد ولا يصد.. فيفاجأ به الجمهور مرة عضو لجنة تحكيم فى برنامج مسابقات انتهى موسمه الأخير أسوأ نهاية بعد تعمده تشويه المتسابقين المصريين وتعمد اللجنة جعلهم "مضحكة" أمام ملايين المتابعين فى الوطن العربى.. وذلك بعد اختيار الإدارة عمداً "مهازل" بدلاً من المواهب.. وهو ما دفع الجمهور لرفض وجود "حلمى" نجمهم الخلوق والمعروف عنه احترام الصغير قبل الكبير وهم ينادون ويؤكدون "مكانك فى التمثيل مش فى التحكيم"! ومرة أخرى يجدونه فى إعلان ثم برنامج تليفزيونى ليعيدون التأكيد "مكانك صحيح على الشاشة.. بس مش الشاشة دى"!
الجمهور يعشق "حلمى" تمثيليلاً فبجانب موهبته وخفة ظله وقبوله الطبيعى يمتلك قدراً كبيراً جداً من الذكاء فى صناعة أعماله التى يشرف على كل تفاصيلها بدقة.. بداية من الفكرة حتى وصولها للشاشة.. ما جعل أفلامه تحمل بصمة مختلفة ومميزة وتنافس بقوة وتتربع على القمة بل وتستمر سنوات طويلة على قمة المشاهدة التى تجذبك لها لمتابعتها فى أكثر من قناة فى نفس اليوم بلا ملل من التكرار.. وفى كل مرة تشعر وكأنك تشاهدها لأول مرة وهو "سحر الخلطة" التى يصنعها وجعلت جمهوره لا يشاهده فقط.. بل يدمنه.
ربما لا يعرف معظم جمهور "حلمى" أن بدايته كانت تليفزيونية عندما شارك كوجه جديد فى مسلسل "ناس ولاد ناس" عام 93 مع "كرم مطاوع ونادية لطفى ومدبولى وبدير" فلمع بقوة ولفت الأنظار بشدة واختفى ثم عاد وقدم بالفضائية المصرية فى النصف الثانى من التسعينيات برنامجاً للأطفال "لعب عيال" مازال يتحاكى به الجمهور حتى الآن وانطلق بعدها فى فيلم "عبود على الحدود" حتى وصل لقمة نجومية الشباك فى مصر والوطن العربى ليبقى الغريب هو عدم تقديم "أحمد حلمى" لأية بطولات درامية طوال هذا العمر اللهم إلا الظهور كضيف شرف ثم صوت للقرد فى "العملية ميسى"!
حقق "أحمد حلمى" نجاحات خارج الصندوق متحدياً الزمن والأحداث بفيلميه "إكس لارج وبلبل حيران" 2011 و2012 فى ظل ظروف سوداء مرت بها البلاد إلا أنه حافظ على القمة والجمهور وقدم عملان متكاملان بمنتهى الجودة لم يتأثرا بالعوامل المحيطة ليظلا متربعان على عرش أفلام الكوميديا بعد مرور 7 و6 سنوات بالترتيب لتتأكد أنك لست أمام فنان عادى ولا "نحيت" ولكنه مصنع فنى متمثل فى شخص ممثل بجانب حرصه الدائم على تقديم أعمال تناسب الأسرة أو كما يقال "كوميديا نظيفة" ما جعله فرداً رئيسياً بين كل الأسر دون استثناء فهو من النجوم القلائل الذين يحظون بالإجماع على الحب والتقدير والمتابعة.
"أحمد حلمى" وضع نفسه فى خانة مهمة وصعبة وهى خانة الـ "حالة" فأصبح حالة فنية لا غنى عنها فهو الذى يستطيع أن يبهرك مع كل كلمة يلقيها ببساطته وسهولته المفرطة فيخرج منك ضحكتك الطفولية التى تفتقدها بين مصاعب الحياة وتتعلق به وتبحث عنه .. حتى كلماته المفترض أنها عادية ولا تٌضحك تجد ابتسامتك تلتصق بها لتكتشف أن "حلمى" هو أبسط وأصفى وأنقى طريق للابتسامة حتى وإن تعثر قليلاً كما حدث فى فيلميه "على جثتى وصنع فى مصر" إلا أنه يظل يجد المساندة لرصيده الكبير فى القلوب الذى يسمح بذلك فيعود منتفضاً بقوة كوميدية مكتسحة فى "لف ودوران".
رصيد "أحمد حلمى" من الحب تم كشفه عندما علم جمهوره باستئصاله ورماً من ظهره لتتدافع المشاعر واللهفة فالمعروف أن حالة مرضية تستدر العطف وتدغدغ المشاعر بالفطرة إلا أنه فى حالة "حلمى" كانت لهفة أسرة وعائلة كبيرة ينتمى إليها نجم كوميدى أعطاهم وأضحكهم بصدق وأخرجهم من أحزانهم وخفف عنهم أوجاعهم بابتسامتهم فعشقوه بصدق وانخلعت قلوبهم من أجله لتتأكد من ذكاء "حلمى" الذى وضعه من البداية على الطريق الصحيح مقتنعاً بأن الأرصدة البنكية تذهب وتأتى ولكن أرصدته فى قلوب جماهيره وديعة بفوائد متزايدة.
هذا الجمهور أيضاَ له حقوق عند نجمه فيريد باستمرار رؤيته فى أعمال جديدة ومتنوعة خاصة أن وجوده مهم فهو رمانة ميزان للكوميديا لا أن يختفى فجأة ويطول الغياب عامان متتاليان لا يظهر فيهما سوى سحابة أخبار لفيلم قادم سرعان ما تختفى ويعود الوضع كما كان فيبحث عنه جمهوره بشغف وعن أخباره ويناديه بضرورة العودة وينتظره كل موسم بلا ملل ولكنه يخذله فى كل مرة فلا يطل من شباك سينما ولا من بوابة دراما!
أصبح غياب "أحمد حلمى" عن التمثيل أمراً غير مقبول بالمرة مراعاة لتاريخه وأرشيفه الفنى وأيضاً جماهيره التى جف حلقها ليعود فيصدمهم بعد غياب بالعودة ببرنامج أطفال ليكون لسان حالهم من المفاجأة "جرى إيه يا أحمد حلمى؟!" فالحقيقة أن الجمهور لم يطلب ذلك ولكنه يطالبه بالعودة ممثلاً يسعدهم بأدائه فقد تفاءل خيراً بإنشاء نجمه شركة إنتاج إلا أن مشروعه للأسف وعلى غير المتوقع لم يصمد وذهب مع الريح فهو يدرك مثل "حلمى" بالتأكيد أن عمر البرامج قصير ولكن عمر السينما والدراما أطول فسيكون البرنامج مقبولاً بجانب أعماله ولكن على حساب التمثيل سيباعد مسافة الغياب أكثر وسيقلق الجمهور أكثر خاصة أن آخر تجربة "من سيربح البونبون" لم تكن موفقة بالقدر الكافى.
الحقيقة أن الجمهور "وحشه أحمد حلمى الممثل" ولا يقبل بديلاً له فهى "شغلانته" الأصلية التى تعاقد مع الجمهور عليها وينتظره بشكل رسمى من خلالها فهذا الجمهور ليس على استعداد أن يعيد نجمه "موال محمد فؤاد" ولن يقبل ذلك خاصة أن "حلمى" نفسه من أشد المعترضين على غيابه والمحفزين لعودته ليسأله جمهوره مرة أخرى مندهشاً "جرى إيه يا أحمد حلمى؟!".
ليس أمام "أحمد حلمى" خياراً آخر سوى استنفار طاقاته التمثيلية ونفض الغبار والعودة مرة أخرى للوقوف أمام الكاميرات ممثلاً قبل أن تحاصره الجماهير وتقبض عليه وتسلمه لأقرب منتج بتهمة التهرب التمثيلى والإخلال بسلامة وأمان بهجة الجماهير.. وتكدير الضحك العام.