الصحفي المشاغب.. حمدي قنديل من "البالطو الأبيض" إلى "القلم الرصاص"

كتب: أحمد حسين صوان

الصحفي المشاغب.. حمدي قنديل من "البالطو الأبيض" إلى "القلم الرصاص"

الصحفي المشاغب.. حمدي قنديل من "البالطو الأبيض" إلى "القلم الرصاص"

قال الإعلامي الراحل حمدي قنديل، بعد كتابه مذكراته "عشت مرتين": "أنا عشت دور واحد فقط وهو الصحفي، على مدار أكثر من 50 عامًا، وأعتز به جدًا، وفي بعض الأحيان لعبت أدورًا سياسية لكن كانت على الهامش في كل الأحوال، لكن الصحفي الذي يتابع الشأن السياسي حول العالم طوال هذه السنوات، بالتأكيد عاش أكثر من مرتين".

وفي حوار تليفزيوني له، قال "قنديل" إنه كان يهوي العمل الصحفي، منذ صغره، ورغم ذلك التحق بكلية الطب: "شأن كل الطلاب المتفوقين، فكانت العائلات تتمنى أن يصبح أبنائهم أطباء، وهذا يُعد عنوانًا للتفوق بالنسبة لهم"، موجهًا نصائحه للشباب: "هذه النظرية ليست الطريق الصحيح دائمًا، فالشخص الذي يتفوق في أي مجال يحبه أفضل من أن يكون طبيبًا عاديًا"، مؤكدًا أنه لم يهوي كلية الطب تمامًا، لكن كان يُحب المنافسة، فكانت الناس تتساءل: "هل يستطيع دخول كلية الطب؟"، فسعى حتى التحق بها.

وأوضح "قنديل" أن بداية ارتباطه بالعمل الصحفي، والتي كانت من خلال قراءة جريدة "المصري" و"الاشتراكية"، فعندما كان عمره نحو 14 عامًا، كتب مقالًا عن يخت الملك فاروق، الذي أنفق ملايين الجنيهات للصيانة آنذاك، في جريدة باسم "الإخلاص" تصدر من مدينة طنطا، حيث تعرف على رئيس تحريرها آنذاك، والجريدة بعيدة تمامًا عن السياسة.

وتابع أنه كتب مقالًا جريئًا، وتسلل إلى المطبعة ليلًا، وحاول إيهام العامل بأن المقال قد حصل على موافقة رئيس التحرير، ليتم نشره ويصدر في اليوم التالي، وبعدها تلقى مسؤول الجريدة استدعاءً من قِبل قسم ثانٍ طنطا: "أتعلق في القسم، ووالدي نجاني من المأزق ده، وقال لي كنت شوف دراستك أحسن من الكلام ده، لكن كنت في غاية السعادة وقتها بالتجربة، وعرفت أنني لم أرتكب جريمة".

ويرى "قنديل" أن أي مُبدعًا، لاسيما العاملين في مهنة الصحافة، أو من يقود الرأي العام، يجب أن يكون مشاغبًا، حيث إنه يسعى إلى إحداث تغيير وإصلاح: "أعتقد أن ذلك يتضح في شخصية الفرد منذ طفولته، ويظهر من خلال الفضولية وطرح الأسئلة المختلفة".

وفي الستينيات، اتجه "قنديل" إلى التليفزيون المصري، وقدّم برنامجًا يحمل اسم "أقوال الصحف"، وفي إحدى الحلقات تحدث عن الكبريت الفاسد الذي تصنعه إحدى الشركات، واستعان بـ"عود" من قبل العاملين في الاستديو، لإجراء تجربة على الهواء، وقد نجح فيها، حيث إن العود لم يشتعل: "تلقيت بعدها تهديدًا من مدير الشركة بأنني لم أطل على الشاشة مجددًا، لكن في اليوم التالي قدمت البرنامج بشكل طبيعي، وأطلعت المشاهدين على التهديد، وبعدها تم عزله هو من الشركة تمامًا".

بعدها، واصل "قنديل" تقديم برامجه التليفزيونية، والتي كان معروف عنها مدى جراءتها، حيث قدم برنامج "رئيس التحرير"، وتوقف لأسباب سياسية، وبعدها قدم برنامج يحمل اسم "قلم رصاص"، وتوقف لهذا الشأن أيضًا، فقد كان يُعرض على قناة "دبي"، وانتقل به إلى قناة "الليبية".

يذكر أن الإعلامي حمدي قنديل، قد رحل عن عالمنا في الساعات الأولى من صباح اليوم، عن عمر يناهز 82 عاما، بعد صراع طويل مع المرض.


مواضيع متعلقة