مصر المتوسطية: يونانيو الإسكندرية.. «لا أرض جديدة.. ولا مدينة أخرى»

مصر المتوسطية: يونانيو الإسكندرية.. «لا أرض جديدة.. ولا مدينة أخرى»
- أهالى الإسكندرية
- إقبال المصريين
- استخراج بطاقة
- الجنسية المصرية
- الذكريات الجميلة
- الرقم القومى
- العصر الحديث
- العمال المصريين
- اللهجة المصرية
- الملك فاروق
- أهالى الإسكندرية
- إقبال المصريين
- استخراج بطاقة
- الجنسية المصرية
- الذكريات الجميلة
- الرقم القومى
- العصر الحديث
- العمال المصريين
- اللهجة المصرية
- الملك فاروق
«كفافيس» شاعر يونانى، «جورج موستاكى»، كاتب أغانٍ، «خاموس» أشهر حلوانى، «موستاكس» صانع الخبز، مدام «كريستينا كوستانتينو»، أشهر يونانيى الإسكندرية، «ديميس روسوس»، مُغنٍ، أسماء مشاهير يونانيين ولدوا وعاشوا فى الإسكندرية وماتوا فيها، وأسسوا مشاريع ليظل اسمهم محفوراً داخل مصر، ولإبقاء أولادهم وأحفادهم داخل المدينة.
{left_qoute_1}
حكايات كثيرة يحفظها أهالى الإسكندرية عن ظهر قلب عن اليونانيين الذين عاشوا معهم لسنوات طويلة، وما زالوا موجودين، خاصة داخل منطقة الإبراهيمية والأزاريطة والشاطبى والعطارين وغيرها من المناطق التى يستوطن بها أعضاء الجالية اليونانية، ويبلغ عددهم الآن 300 شخص فقط، بعد وفاة كثير منهم، ورفض الأبناء والأحفاد العيش فى المدينة، والسفر إلى البلاد الأوروبية.
الشاعر اليونانى «كفافيس» الذى تعلم أكثر من 5 لغات وسافر إلى بلاد أوروبية قرر أن يختم حياته فى المدينة التى ولد فيها وأحبها، فداخل منزله بحى العطارين عاش ما يقرب من 35 عاماً فى الإسكندرية يؤلف شعراً عالمياً بامتياز.
{left_qoute_2}
ولا يمكن أن تزور العطارين دون التجول داخل متحف كفافيس، وهو منزله القديم الذى أصبح يضم مقتنيات ومتعلقات الشاعر الراحل، بالإضافة إلى مجموعة من كتبه ومؤلفاته، وأول طبعة من ديوانه الشعرى، ويضم المتحف صورة كبيرة لصاحبه، بالإضافة إلى مجموعة صور لأفراد عائلته، ومجموعة طوابع بريدية صدرت تخليداً لذكراه، وشهادات تقدير حصل عليها خلال مشواره الشعرى.
أما الخواجة ديمترى خاموس، صاحب محل خاموس للحلويات، فكان الحلوانى المفضل لكثير من السكندريين، رفض ابنه نيكولا وزوجته ألكسندرا ترك المحل بعد وفاة الخواجة وظلا فى الإسكندرية وعاشا بمنطقة الإبراهيمية بين أهالى المدينة إلى أن توفيا فيها وورث ابنهما «ديمترى» المحل ثم وصل إلى ليليان عيسى الحفيدة التى عادت من أوروبا لاستكمال تاريخ حلوانى خاموس.
قالت «ليليان» إن عائلتها أحبت الإسكندرية ورفضت ترك المدينة ومحو اسم وشهرة خاموس الذى أصبح الحلوانى الأول فيها، مؤكدة أنها افتتحت محلاً جديداً بنفس الاسم لعشق السكندريين لحلويات خاموس. وأضافت أنها حفيدة لعائلة يونانية مصرية عاشت لسنوات طويلة بحى الإبراهيمية، رفضوا ترك محلهم وتكيفوا فى المدينة وأصبحوا جزءاً من أهلها، ونقلوا تعليم الحلويات إلى أهلها، حيث كان خاموس يبدع فى حلويات يونانية خاصة أن جدها الخواجة حرص على أن يكون الشيف الأساسى يونانياً، وعلم العمال المصريين كيفية عمل وصنع الحلوى إلى أن توفى وتمكن المصريون من العمل على نفس النهج.
وأكدت أنها عادت من كندا للعيش والاستقرار فى الإسكندرية، من أجل إعادة مجد حلوانى خاموس، مشيرة إلى أنها تتعامل وكأنها مصرية، فأهالى الإسكندرية لديهم مشاعر جميلة لا تعوض، بالإضافة إلى حب الناس والشهامة والجدعنة التى يتمتع بها المصريون، مؤكداً أن مشاعرهم فريدة من نوعها. وأوضحت أنها دائماً ما تعرف نفسها بأنها مصرية يونانية، وكثير من أهالى سبورتنج يتعاملون معها أسوة بباقى المصريين، ويحتفل المحل بكافة الأعياد المسيحية والمسلمة، والأغرب هو إقبال المصريين على حلويات خاصة باليونانيين ويقبلون على شرائها والسؤال الدائم عنها.
والخواجة «موستاكس» الشهير بصانع الخبز الذى أنشأ مطعم «ديليس» فى منطقة محطة الرمل، حيث يشهد تجمع اليونانيين بأقدم مطاعم المدينة، وله طابع ومذاق خاص، يختلف عن غيره، وهو الذى صنع تورتة عُرس الملك فاروق الأول أثناء زواجه من الملكة فريدة. أما مدام «كريستينا كوستانتينو» فتمتلك الآن مطعم «إيليت» اليونانى الشهير بمنطقة محطة الرمل، وتعد من أشهر اليونانيين فى الإسكندرية لامتلاكها هذا المطعم والحفاظ على جدرانه المعلقة عليها صور المشاهير المصريين واليونانيين رواد هذا المطعم منذ قديم الزمن.
وقال المواطن اليونانى المصرى، قنسطنطين ميشيل فروليو تاكس، 76 سنة، من مواليد مدينة الإسكندرية سنة 1943، وحصل على الجنسية المصرية سنة 2003، إنه يعيش وسط أهالى منطقة الإبراهيمية وكأنه واحد منهم لم يشعر يوماً بأى غربة أو أنه أجنبى الأمر الذى جعله يتمسك بالعيش فى المدينة والتقديم لأكثر من مرة للحصول على الجنسية المصرية واستخراج بطاقة الرقم القومى بأنه مصرى.
«اليونانى اللى عاش فى إسكندرية مايقدرش يسيبها».. هكذا قالها «قنسطنطين»، مؤكداً أنه تزوج فى إسكندرية من يونانية مصرية، وأنجب فى المدينة، ويعشق الأكل المصرى، ويناديه البعض من المواطنين البسطاء بالحاج، لافتاً إلى أنه لا يحب لقب الخواجة، ومن يقول له أنت خواجة يرد عليه: «أنا مصرى زيى زيك». وأكد أن كل ركن فى إسكندرية به يونانيون، مطعم أو منزل أو كافيه أو شارع، موضحاً عشقه وغيرته على بلده مصر، ورفضه تركها أو العيش فى بلد آخر، رغم سفر الكثير من اليونانيين خاصة الأبناء إلى اليونان أو أى دولة أوروبية، لكنه وزوجته يعشقان مصر.
أما جورج أبوروف، فهو اليونانى الثرى الذى عاش فى إسكندرية وأصبح رئيس الجالية بها، والذى تكفل ببناء أول استاد فى أثينا استضاف أول بطولة أولمبية فى العصر الحديث، وتم تخليد ذكراه بتشييد تمثال له فى كنيسة «إيفا إنجليسموس» بشارع سانت كاترين بالمنشية، والمغنى اليونانى السكندرى، ديميس روثوس، أشهر مغنى العالم، عاش فترة كبرى من حياته فى شارع ابن شجاع بمنطقة الأزاريطة، بالإضافة إلى يانى سيوكس صاحب شركة راكسودى للسياحة والمسئول عن الجالية اليونانية وتنظيم رحلات من اليونان إلى الإسكندرية.
وينتشر اليونانيون فى عملهم بمنطقة المنشية مثل بن فكاكيس، وبن صوفيا نوبرو، ومينرفا وماخى جفالاس بمنطقة محطة الرمل. وأوضح المواطن اليونانى المصرى، إليفيتريوس تيودور كريتسيس، 59 سنة، الذى يشغل منصب الجمعية اليونانية فى المحافظة، أنه يعيش فى مطبعته بمنطقة العطارين، وسط أهله وزملائه وأصدقائه، حيث يمارس كافة أعماله اليومية ويتجول فى شوارعها ويتحدث اللهجة المصرية أسوة بالمصريين، ويرفض لقب خواجة: «الإسكندرية يعنى الأصحاب، والشلة، والناس الحلوة».. هكذا وصف المدينة وحكايته بها، مشيراً إلى أنه عاش وما زال يعيش فيها أحلى أيامه ولا يحس نفسه غريباً، لأنها تشبه اليونان، مؤكداً أنه بين أهله وجيرانه يومياً ما بين العطارين والمنشية، ويسير فى الشوارع يومياً لعودة الذكريات الجميلة.
مطعم ديليس