مصر الأفريقية: دعم التنمية فى حوض النيل.. عودة بعد سنوات الغياب

08:46 م | الأربعاء 31 أكتوبر 2018

منذ ثورة 30 يونيو، يسعى الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى توطيد علاقات التعاون مع دول حوض النيل، عبر تدشين مشروعات تنموية بها، ليؤكد أن مصر ليست ضد تنمية الدول الأفريقية، بشرط ألا يضر ذلك بالمصالح المصرية، خاصة حصتها التاريخية من مياه نهر النيل.

{long_qoute_1}

وللتعاون مع دول حوض النيل امتداد تاريخى، بدأ منذ إنشاء خزان جبل أولياء بالسودان عام 1937، ثم خزان أوين بأوغندا عام 1949، ثم إنشاء الهيئة الفنية الدائمة المشتركة لمياه النيل مع السودان عام 1960. وتوالت مشروعات التعاون الثنائى حتى الوقت الحالى، حيث تقدم مصر منحاً فى مجال إدارة الموارد المائية، فضلاً عن المشروعات، التى تؤثر مباشرة على مستوى المعيشة مثل «حفر الآبار الجوفية، وإنشاء سدود حصاد مياه الأمطار، وتطهير المجارى المائية، إلى جانب التدريب وبناء القدرات لرفع كفاءة الكوادر الفنية».

ووفقاً لتقرير أصدرته وزارة الموارد المائية والرى، فإن مصر تنفذ مشروعات فى 90% من دول حوض النيل بهدف تدعيم التعاون وبناء الثقة، منها أوغندا، التى بدأ التعاون معها فى عام 1949 مع بداية التفكير فى كيفية التخزين المستمر بالبحيرات الاستوائية، وذلك من خلال الاتفاق على إنشاء خزان «أوين» على مخرج بحيرة فيكتوريا.

وبدأت الوزارة الإعداد للمرحلة الثانية من مشروع درء مخاطر الفيضان بأوغندا بهدف استثمار مخرجات المرحلة الأولى، وتأكيداً لأواصر التعاون بين مصر وأوغندا، وكذلك بدء تنفيذ أعمال مشروع إنشاء 5 سدود لحصاد مياه الأمطار بمناطق متفرقة بالدولة ذاتها، فضلاً عمّا تم تنفيذه من مشروعات حفر الآبار لضمان توفير مياه شرب نظيفة للأوغنديين.

وفى عام 2013 تم البدء فى تنفيذ المرحلة الأولى من الآبار الجوفية، وعددها 30 بئراً جوفية فى عدة مقاطعات بالدولة، وتخدم هذه الآبار نحو 150 ألف نسمة فى المناطق البعيدة عن مصادر المياه.

وأضاف التقرير أنه «يجرى حالياً تنفيذ حزمة من مشروعات التنمية بجنوب السودان فى مجال الموارد المائية، بمنحة مصرية قدرها 26.6 مليون دولار، بناءً على مذكرة التفاهم بين الدولتين».

وأكد التقرير أن مصر تولى اهتماماً كبيراً لتعزيز التعاون الفنى مع إثيوبيا، وتم توقيع مذكرة تفاهم بين الدولتين لبناء القدرات فى مجال الموارد المائية والرى فى 17 سبتمبر 2011، وتنفذ من خلال منحة مصرية تبلغ 6 ملايين دولار.

ولفت إلى أن مصر بدأت دعمها لدولة كينيا بتوقيع عدد من الاتفاقيات لحفر وتجهيز 180 بئر مياه جوفية لأغراض الشرب بالمناطق القاحلة بالدولة الأفريقية، من خلال منحة مصرية بمبلغ 6.161 مليون دولار من ميزانية وزارة الرى.

وتابع أنه تم توقيع مذكرة التفاهم لمشروع إدارة تطوير الموارد المائية بكينيا، خلال زيارة وزير الرى الكينى للقاهرة، أغسطس 2016، لتنفيذ مشروعات تنموية، تشمل إنشاء 6 سدود لتجميع المياه وخزانات المياه، وحفر 20 بئراً، وتنفيذ مشروع تجريبى لنظم الرى الحديثة فى الزراعة والتدريب وبناء القدرات للفريق الفنى الكينى فى مصر وكينيا. وأضافت أن وزارة الرى أعدت مقترح مشروع تعاون ثنائى بين مصر وإريتريا لمشروع الإدارة المتكاملة للموارد المائية فى مجال الموارد المائية والرى فى أغسطس 2016 تحت عنوان (إدارة وتطوير الموارد المائية فى إريتريا)، الذى يشمل عدداً من المكونات، لتلبية رغبات الجانب الإريترى، فى توفير المياه لمعالجة أزمة النقص، خاصة فى غرب إريتريا.

فى السياق ذاته، أشارت المصادر إلى مشروع الربط الملاحى بين بحيرة فيكتوريا فى قلب أفريقيا والبحر المتوسط.