الأعمدة السبعة للشخصية المصرية: رسالة «المحروسة» لإنقاذ العالم من «صراع الحضارات»

كتب: محمد البرغوثى

الأعمدة السبعة للشخصية المصرية: رسالة «المحروسة» لإنقاذ العالم من «صراع الحضارات»

الأعمدة السبعة للشخصية المصرية: رسالة «المحروسة» لإنقاذ العالم من «صراع الحضارات»

لا شىء يُحيى موات القلوب غير الأمل، ولا شىء يمنح الأمل مناخاً للتنفس والازدهار غير أن يسعى الأفراد والشعوب والدول نحو هدف أو رسالة.. وفى هذا الزمن العصيب المفجع الذى نحياه تحت سياط الخوف والهلع، لم تعد الرسالة مجرد ترف فكرى، ولكنها أصبحت الشرط الأول لامتلاك القدرة على الإفلات من كوابيس الخراب والتقسيم والتهجير والقتل، التى أطبقت على خناق خريطة الشرق الأوسط، بكل ما فيها من بشر وحجر وتراث وموارد.

{long_qoute_1}

ولأن «إنسان» الشرق الأوسط تحول فى الذهنية الغربية المسيطرة، بفعل فاعل، إلى مجرد مسخ مشوه، متعطش للدماء، يقتل ويعذب ويفجر نفسه فى الآخرين، وينشر الإرهاب والتخلف أينما حل أو ارتحل، تأخذ مصر على عاتقها خوض كل معارك الوجود فى آن واحد؛ فنحن نخوض معركتنا مع التنمية فى الوقت الذى نخوض فيه المعركة ضد الإرهاب والفكر الظلامى.. والأهم من ذلك بالطبع أننا نخوض معركة ثالثة على صعيد تغيير الصورة الذهنية الغربية عن إنسان هذه المنطقة. فى المنتدى العالمى الثانى للشباب الذى تنظمه مصر فى الفترة من 3 إلى 6 نوفمبر الحالى، ويحضره أكثر من 5 آلاف شاب من 156 دولة، تقدم مصر للعالم كله الوجه الحقيقى لمصر الحضارة والتاريخ والجغرافيا.. مصر التى وضعت أول دستور أخلاقى فى التاريخ.. وأول رسالة توحيد عرفتها الإنسانية.. ودشنت أول جامعة عرفها العالم.. وعلى أرضها تأسس أول جيش نظامى لا يعتمد على المرتزقة أو المقاتلين بالأجر.. مصر التى اخترعت «بيت الله» وعلّمت الدنيا فنون الزراعة، «وابتكرت نظم رى أذهلت الأشجار».. مصر التى تعاقبت عليها جحافل النهب والاستعمار، فأخذت منها الثروة المادية، ولكنها حملت معها أيضاً أول تراث روحى وأخلاقى عن احترام الآخر والحنو على الضعيف والرفق بالحيوان والحفاظ على البيئة وكراهية الغش والظلم والكذب والسرقة والاستعلاء والغرور.

هنا.. وعلى أرض السلام فى شرم الشيخ، سيعرف العالم أجمع أن «الأعمدة السبعة للشخصية المصرية» ما زالت وستظل صالحة لإنقاذ العالم من الكراهية والانتقام، ولوقف هذا النزيف المخيف الذى خلفته ثقافة «صراع الحضارات».. وهنا، فى مصر، سيتعرف العالم أجمع على طريق آخر تتعايش فيه كل الحضارات، وتتصالح من خلاله كل الثقافات، ويتحول فيه التعدد إلى مصدر للثراء الإنسانى، بدلاً من وقود للمحارق العنصرية التى نشرت الخراب فى هذه المنطقة.. وتهدد بنشره فى العالم كله.


مواضيع متعلقة