يوسف القعيد: نظام السيسى محب للثقافة ويدرك أهمية البناء المعرفى للمواطن.. وشاهدت عرض «سلم نفسك» بحضور الرئيس دون حذف كلمة

يوسف القعيد: نظام السيسى محب للثقافة ويدرك أهمية البناء المعرفى للمواطن.. وشاهدت عرض «سلم نفسك» بحضور الرئيس دون حذف كلمة
- يوسف القعيد
- الهوية المصرية
- السيسي
- مراكز الشباب
- الأزهر الشريف
- يوسف القعيد
- الهوية المصرية
- السيسي
- مراكز الشباب
- الأزهر الشريف
قال الكاتب والروائى، عضو مجلس النواب، يوسف القعيد، إن البناء الثقافى مسألة أساسية جداً لمواجهة أى مشاكل تعوق طريقنا، مشيراً إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسى يدرك أهمية البناء الثقافى للإنسان، خاصة أنه ذكر خلال الندوة الثقافية الـ«29»، كلمات مثل «الوعى والإدراك والفهم» أكثر من عشر مرات، وطالب «القعيد»، فى حواره مع «الوطن»، بإنشاء منظومة تضم الجهات والوزارات التى تتعامل مع العقل المصرى، سواء فى المدرسة أو النادى أو المسجد والكنيسة، كما طالب باستحداث منصب نائب رئيس الوزراء للعقل والفكر، وأوضح عضو مجلس النواب أن الفكر المتطرف سيمتد إن لم نحاصره، وأن القرآن الكريم اسمه الكتاب، وأول آية فيه هى «اقرأ»، والأزمة أننا نعمل فى مصر بمنطق إطفاء الحرائق ولا نتحرك إلا كرد فعل، وهذا خطأ، لأنهم فى الماضى قالوا: «وقية وقاية خير من قنطار علاج»، وشدد على ضرورة محاربة الأمية، لأن الأمى قنبلة موقوتة تهدد كل ما يتم، والبناء الثقافى هو جوهر تقدم أى وطن، والعقلية البدائية يجب أن تنتهى، وإلى نص الحوار.
فى البداية كيف ترى بناء المصرى ثقافياً؟
- عندما حاول المتطرفون قتل واغتيال الكاتب الكبير نجيب محفوظ عام 1994، ونجا منها، كان أشرف العشماوى، الروائى حالياً، وكيل النيابة الذى يحقق فى قضية محاولة الاغتيال، والأستاذ نجيب محفوظ قال لى واقعة أتوقف عندها كثيراً، وهى أنه أثناء أخذ أقواله، قال لوكيل النيابة: «هل يمكن أن أرسل بعض الكتب من أعمالى لمن حاولوا قتلى؟»، فكان رد «العشماوى» بالموافقة، وكان محفوظ يخضع للعلاج فى مستشفى الشرطة بالعجوزة، الذى يقع أمام منزله مباشرة، فطلب من زوجته أن تحضر ثلاثة كتب من أعماله ليهديها لهم، ولا أعلم أى الأعمال الأدبية التى أهداها، وإن كنت أعتقد أن رواية «أولاد حارتنا» التى تسببت فى محاولة القتل ليست من بينها، وكتب «محفوظ» إهداء على الكتب قال فيه: «إلى من حاولوا قتلى، لأن الثقافة تجعلنا نحب الحياة، ونحرص عليها، وندافع من أجلها»، وأنا لا أعلم هل وصلت الكتب أم لا، ومن تفاصيل القضية عرفت أن هؤلاء الشباب لم يقرأوا الرواية، بحجة أنها تعليمات صادرة لهم من داخل الجماعة، وأنهم فقط سمعوا من قيادات التنظيم المتطرف للجماعة الإسلامية فتوى بإهدار دمه، ما أريد قوله هو أن محفوظ عام 1994، قال إن الثقافة مسألة أساسية جداً لمواجهة أى مشاكل فى طريقنا، وأعتقد أن هذه المشاكل مستمرة حتى الآن، وربما أكثر خطورة مما كنا نواجهه، فالثقافة مهمة للغاية، والرئيس السيسى يدرك هذا الأمر تماماً، ففى أثناء لقائه فى الندوة الثقافية الـ«29»، وكنت موجوداً فى الندوة، لاحظت أن الرئيس قال ألفاظاً مثل «الوعى والإدراك والفهم» أكثر من عشر مرات، وما يمكن ترجمته بأنها المدخل الطبيعى للشخصية المصرية الطبيعية، فأن يكون لدينا وعى وفهم وإدراك، فهذا لا يتم إلا بالثقافة، ما يحتم علينا الاهتمام بها، وأنا شخصياً من مؤيدى الرئيس منذ ثورة 30 يونيو، وأرى أنه فرصة هائلة لمصر نهدر الكثير منها، وأتمنى أن يكون الاهتمام بالثقافة أكثر بكثير مما نراه الآن، وأحب أن أشير لشىء، هو أننى من مؤيدى الرئيس، ولست من المعارضة، لكن ميزانية وزارة الثقافة بها مشكلة كبيرة.
{long_qoute_1}
هل تريد أن تقول إن المخصصات المالية لا تكفى لزيادة المنتج الثقافى؟
- أولاً أحب أن أشير إلى حجم المبلغ الذى يذهب من ميزانية وزارة الثقافة للإنفاق على الأجور والمرتبات، ويبلغ أكثر من 90%، وما يتبقى للأنشطة الثقافية ستجده 10%، وهذا وضع سيئ، فوزارة الثقافة لا تنتج الآن أى أعمال سينمائية مثلاً، وهذا ميدان شديد الأهمية والخطورة فى تشكيل الوجدان، ولا يجوز أن أتركه إلى منتجينا الحاليين الذين يتحفوننا بكوارث حقيقية من الإنتاج السينمائى، الذى لا يمت للواقع بصلة، كما أن وزارة الثقافة لا تنتج مسرحاً قوياً، وحتى مسرح القطاع الخاص بكل عيوبه وبلاويه متوقف، والمسرح الذى كان يقف الجمهور أمامه طوابير أصبح غير موجود، مثل مسرح فؤاد المهندس، وعادل إمام، كل هذا توقف، وعلينا أن نهتم بالثقافة من خلال منظومة، لأن الثقافة ليست مجرد كتابة قصة أو رواية أو إنتاج فيلم سينمائى، فالثقافة هى مسألة وعى، ويجب أن تكون هناك منظومة تشمل الثقافة والإعلام، وأناشد الرئيس ضرورة عودة وزارة الإعلام.
ألا يكفى وجود الهيئات الإعلامية الثلاث؟
- أطالب بها لتنسق بين هيئات الإعلام الثلاث، الهيئة الوطنية للصحافة، والهيئة الوطنية للإعلام، والمجلس الأعلى للإعلام، لأن كلاً منها يعمل بمفرده تماماً، دون أن يكون هناك تنسيق بينها، فالدستور ينص على استقلال كل جهة، وليس صحيحاً أن المجلس الأعلى للإعلام يرأس الهيئة الوطنية للصحافة والهيئة الوطنية للإعلام، فكل هيئة منها مستقلة، والاستقلال أمر جيد، لكن لا بد من التنسيق على اعتبار أن الهدف واحد والرسالة واحدة، والعمل أيضاً واحد.
نعود إلى المنظومة التى ترى أن مهمتها إنقاذ الثقافة؟
- الكيان الذى أتحدث عنه يجب أن يشمل وزارات التضامن والتعليم والشباب والرياضة والثقافة والأوقاف والأزهر الشريف والكنيسة، وهذه هى الجهات التى تعمل على العقل المصرى ومسئولة عنه، وأقترح على الرئيس السيسى، وعلى الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء، أن يستحدث منصب نائب رئيس الوزراء لقضايا الوعى والإدراك والفكر والثقافة والإعلام، لأننا فى أمس الحاجة لهذا، لأن ما يمارس ضد مصر اليوم من حروب نوعان: الأول بالسلاح وقد أوشكنا أن نصل إلى مشارف النصر عليه خاصة فى سيناء، وقد واجهنا السلاح بالسلاح وقاربنا على دحر الإرهاب، أما النوع الثانى فهو الحرب الفكرية، معركة الكلمة والمعتقد، والحرب الثقافية والعقيدة الفكرية، والاستخدام غير الوطنى لبعض منابر المساجد، واستخدام الدين فى أغراض أخرى لا يمت لها الدين بصلة، فالجانب الآخر للمعركة والأهم هو المواجهة الفكرية، لأننا فى سنة 1994 قبضنا على من حاولوا قتل نجيب محفوظ وتم الحكم عليهم، ونفذ الحكم، لكننا لم نعمل بنفس القدر وبنفس الدرجة على محاربة الفكرة، التى أوصلت مثل هؤلاء لمحاولة القتل.
وهل ترى أن الفكرة الخاطئة والمتطرفة ما زالت موجودة؟
- و«معششة»، وما زالت تحتاج إلى مواجهة حقيقية لنستطيع حصار الفكر المتطرف، ونحتاج لمواجهة حقيقية للتطرف، وإلا نكون خائنين لدماء الشهداء والأبطال، أنا لا أريد أن أهول المسألة، ولكننا إن لم نواجه بشكل قوى، ولن نكون فى نفس الخندق الذى يقف فيه شهداؤنا من القوات المسلحة والشرطة، فإذا لم نحسم فكرة العقل، يمكن أن تمتد هذه الفكرة من سيناء إلى الوادى، لأن الفكر سيمتد إن لم نحاصره، ويجب أن نسلم بلدنا لأبنائنا كما تسلمناه فى الستينات، بلداً حقيقياً لديه مشروع حقيقى للنهوض والتقدم، وأن يكون الدين فى المسجد والكنيسة فقط، وليس مرجعاً أساسياً لكل شىء. {left_qoute_1}
أليس الدين ثقافة أيضاً؟
- الثقافة منتج بشرى، والدين نزل من عند الله، وما أنزل من عند الله كتاب، أما الدين فمن مكونات الثقافة، وأقصد هنا الثقافة الوضعية من خلال إنتاج البشر، وهذا ينطبق على الدين فيما يخص الآراء الفقهية والفتوى، ولقد شعرت بالغيرة الوطنية عندما جلست أمام التليفزيون ورأيت خبر حظر النقاب فى المصالح الحكومية بالجزائر، أنا هنا لا أناقش المشروعية الدينية للنقاب، والفرق بينه وبين الحجاب، لكن هذا قرار لصالح الوطن هناك، وأحد عيوب المواجهة عندنا فى مصر أننا نعمل بمنطق إطفاء الحرائق وردود الفعل، ونجلس ونضع أيدينا على الخد، وكأن كل شىء تمام، ولا نتحرك إلا كرد فعل ومن المفترض أن نبادر قبل المشكلة، فالوقاية خير من العلاج، وفى الماضى قالوا «وقية وقاية خير من قنطار علاج»، ومهم جداً تكاتف الأزهر والكنيسة معنا وأن يضعا يديهما فى يدنا، وقد كنت منذ يومين فى مسابقة الدراما بالمجلس القومى لحقوق الإنسان، ووجدت دكتورة من الأزهر وهى رئيس تحرير مجلة النور، كانت حاضرة ممثلة للأزهر، وأنا انبسطت جداً وقلت لها إنها تمثل نقلة جيدة جداً أن يكون ممثل الأزهر امرأة، وهو تطور يجب أن نحيى عليه شيخ الأزهر، فلا بد أن نعتبر أنفسنا مبادرين، لأن البلد يستحق مستقبلاً أفضل وظروفاً أفضل ومواجهة أفضل لكل أشكال التطرف والإرهاب.
ألا ترى أن «محو الأمية» أمر ضرورى وهام فى الإعداد للبناء الثقافى للإنسان؟
- بالطبع.. ومن الأمور التى تحدثت فيها كثيراً أمام الرئيس السيسى، وكتبت عنها كثيراً، هى محو الأمية، لأنها مسألة من أخطر ما يمكن، ولن أدخل فى متاهة عدد أو نسبة الأميين، لكن الأمى قنبلة موقوتة، تهدد كل ما يتم، ولا بد أن أعلمه، أنا هنا أتحدث عن محو الأمية الأبجدية لدى الشعب، ولن أتطرق إلى أمية خريج الجامعة، فلدينا بعض حملة الدكتوراه ينطبق عليهم لفظ الأمى، لذلك أقف عند القراءة والكتابة، لأننى أعتقد أن النسبة الكبيرة من الأميين إناث، والأنثى تعنى الأم، وهى المسئولة عن تعليم الطفل، وهذه مسألة مهمة، ولا أنفك أقول إن فيديل كاسترو وهو يبنى كوبا الحديثة أوقف الإنتاج تماماً لمدة سنة، حتى يحتفل آخر العام بمحو أمية آخر كوبى فى سنة واحدة، ونجح فى ذلك، وأول نتيجة لهذا العمل العظيم، أن أمريكا لم تنجح طوال حكم كاسترو فى أن تجند جاسوساً كوبياً واحداً، ضد بلده لصالح الأمريكان، وهذا بسبب محو أمية الشعب، ولا بد أن ندركه ولا نتعايش مع الأمية، ولا نكتفى بالوضع الراهن لجهاز محو الأمية، وكثير من الناس تحصل على شهادة محو الأمية، لاستخدامها فى أوراق رسمية فقط وهو لم يتعلم أصلاً، بدليل النسب المتدنية جداً لتوزيع الجرائد مقارنة بعدد المصريين، والمرتجعات كثيرة جداً، وتوزيع المجلات والجرائد مفزعة، وهذه مسألة تنتظر مستقبلاً مخيفاً للصحف الورقية، والمواقع حالياً إخبارية فقط، ولا تهتم بنشر القصة والقصيدة والمسرحية، إخبارية فقط، خبر وأجرى، فإن ملحق الأهرام فى الستينات نشر كل روايات نجيب محفوظ، وقصائد صلاح عبدالصبور، وكل ما كتبه عبدالرحمن الشرقاوى، وجميع الكتاب والعظماء الكبار، تم نشر جميع أعمالهم.
{long_qoute_2}
الدستور نص على محو الأمية فى فترة محددة والدولة تعمل على هذا حالياً؟
- يا ريت، فمحو الأمية يعتبر قضية أمن قومى، وأرى أنه لا يكمل الجهود والأمجاد ودماء الشهداء فى سيناء، إلا محو أمية الناس، فيجب أن نتعامل معها كقضية حياة أو موت، ويجب أن نحتفل بمحو أمية آخر مصرى فى وقت قريب جداً.
ماذا عن محو الأمية الثقافية؟
- الأمية الثقافية كبيرة جداً، وأذا أردنا أن نأخذ مؤشراً لهذا، انظر إلى توزيع الكتاب، فى الماضى كنا نطبع 3000 نسخة من كتاب، ويتم توزيعها فى سنتين مثلاً، لكن حالياً أصبحت ضعيفة جداً لا تتخطى المائتى نسخة، وتظل سنوات دون بيع، والتوزيع والاشتراكات لدينا متراجع جداً.
وكيف ترى أهمية البناء الثقافى لتقدم الوطن؟
- البناء الثقافى هو الجوهر فى تقدم أى وطن، وأذكر أننى زمان كتبت عن العقلية البدائية فى مجلة الطليعة، وأحضرت فلاحاً قروياً عملنا معه حواراً نشر على 10 صفحات، فالعقلية البدائية من أخطر ما يمكن، لأن فكرة الوعى والإدراك قليلة جداً ما دمت لا تقرأ، فالعلم نور يضىء العقل الإنسانى، والتعايش مع كل هذه الأمية كارثة أخشى أن ندفع ثمنها فى القريب العاجل، وكُتاب قريتنا كان قبل المدرسة، وحفظت فيه جزء عم، وهذا كان مدخلى الأساسى قبل دخول المدرسة، وكل هذا أصبح معطلاً، لأن الثقافة تراجعت، والقراءة تراجعت، ولدينا كام إذاعة وكام فضائية؟ كثير جداً، لكنها تخلو من البرامج الثقافية ولا يوجد برنامج يعرض كتباً، وماذا يمنع أن أطلع الجمهور على ظاهرة ثقافية فى بلد أجنبى، أو أستعرض رواية أو فيلماً، أنا لا أعلم سر التراجع، حتى إن الثقافة تراجعت فى ظل أنظمة شمولية مثل هتلر وموسولينى، الذى كان يقول «كلما استمعت لكلمة ثقافة تحسست مسدسى»، لكن نظام حكمنا ليس كذلك، بالعكس فهو نظام حكم مرحب ومحب للثقافة، وعندما زارنا محمد بن سلمان، ولى عهد المملكة العربية السعودية، الرئيس السيسى اصطحبه للأوبرا، وشاهد معه عرضاً لمسرحية «سلم نفسك»، وهو العرض الذى ينتقد كل ما فى مصر الآن، وشاهداه كاملاً ولم يحذف منه كلمة واحدة، وأنا شاهدت العرض من قبل مرتين وشاهدته أثناء الزيارة، وكان نفس العرض كاملاً، وبالتالى لا يوجد فى بنية الحكم الحالى عداء للثقافة، وهناك ترحيب بالثقافة والمثقفين، وعندنا معرض كتاب وعروض مسرحية، ولكنها أقل بكثير مما أحلم به لبلدى. {left_qoute_2}
وكيف ترى أهمية الثقافة كمحور أساسى فى محاربة الإرهاب والتطرف وكيفية تحقيق ذلك؟
- الإرهاب يبدأ بالعقل من خلال فكرة تجعلك تحمل السلاح، لأنه يقول لك هذا حرام وذاك حلال، فلو كان هناك عقل يعمل لديك فسوف تقول له لا كلامك غير صحيح وتناقش شيخك بدلاً من التنفيذ دون مراجعة، فوقود الإرهاب والتطرف كله هم من أناس غير مثقفين، وبدون مواجهة التطرف والإرهاب سيظل العمل فى سيناء ناقصاً، ولا بد أن نكمله بالعمل على العقل المصرى، خاصة أننا لدينا أقدم حضارة وتجربة ثقافية فى التاريخ، وأول كتب صدرت فى تاريخ الحضارة البشرية كانت من مصر، و«فجر الضمير» الكتاب الذى ينظم للحياة الإنسانية، مكتوب عن تجربة مصر، التى اخترعت الضمير قبل أن تتوصل البشرية كلها لفجر الضمير.
وما الدور المطلوب من الأسرة لخروج أجيال تصلح نواة للتثقيف؟
- لا تحدثنى عن الأسرة فى المطلق، لكننى أريد أباً وأماً متعلمين أولاً، لأن غير المتعلمين لن يشجعوا أبناءهم على القراءة والكتابة، وإنما يجعلونه يعمل لإدخال المال، وهكذا تكون لدينا أجيال من غير المتعلمين، فالمتعلم يعلم أبناءه والأمى لا يعلمهم، وهو ما يجعلنا نتوارث الأمية بدلاً من العلم.
وما سبل توصيل الثقافة للمتلقى بشكل أيسر؟
- الحل فى مكتبات المدارس، فعندما تبنى المدرسة يخصص مكان للمكتبة، وعند التوسع فى المدرسة تتحول المكتبة لفصل مع تكهين الكتب، فلا بد من انتشار المكتبات فى المدارس، وأنا حزين لأن وزير التربية والتعليم أثناء عرض منظومة التعليم الجديدة، لم يتطرق للمكتبات أو حصة القراءة الحرة أو حصة الموسيقى، وأنا أرى أنها أهم من التابلت الذى يتسلمه الطالب، مع الاهتمام بغرس حب القراءة لدى الطلبة، فكم قصة مقررة على الطلاب لنجيب محفوظ أو طه حسين وأحمد شوقى وتوفيق الحكيم مقررة على الطلاب، لا يوجد، لأن من يضعون المناهج لا يستوعبون الثقافة العربية الحالية، ويجب أن نعطى وزارة الثقافة الميزانية التى تطلبها، وأن يكون الإعلام معنياً بإشاعة الثقافة، وأن تكون هناك برامج ثقافية، فى الراديو والتليفزيون والجرائد، ومواقع التواصل الاجتماعى، وروادها الشباب الذين سيتسلمون الراية من بعدنا، كذلك مراكز الشباب تحتاج لمكتبات مزودة بكتب حديثة جداً، والشباب يستعير الكتب.
{long_qoute_3}
هل تفكر فى تشريع للبرلمان فى هذا الإطار؟
- لا أحب الوعود، ولكن أتمنى أن نهتم ونعتبر أن الثقافة ليست ترفاً أو تسلية أو تضييع وقت، وإنما هى قضية من قضايا الأمن القومى، لا تقل عما تقوم به القوات المسلحة والشرطة من جهود، فأمن العقول أهم من أمن الأجسام.
اقرأ أيضًا:
حوارات الهوية «الوطن» تناقش مع خبراء ومتخصصين آليات بناء الإنسان واستعادة الهوية المصرية