خبراء الهندسة: المساكن تنتهك حرم الطريق.. وتزيد الحوادث

خبراء الهندسة: المساكن تنتهك حرم الطريق.. وتزيد الحوادث
اتفق خبراء هندسة الطرق على خطورة السير على طريق «القاهرة - إسكندرية» الزراعى، وأكدوا أهمية وجود بدائل له لاستيعاب حركة مرور السيارات، كما أشاروا إلى إهمال الحكومة فى حماية «حرم» الطريق، الذى يمتد لمسافة50 مترا بطول الطريق الزراعى.
الدكتور أسامة عقيل، أستاذ هندسة الطرق بجامعة عين شمس، يقول «عندما أنشأت وزارة النقل طريق «مصر - الإسكندرية» الزراعى لم تحافظ على حرمة الطريق التى تقدر بـ50 متراً فى كل جانب، كان سيفيد حرم الطريق فى إنشاء طرق خدمة بجواره، لكن ما حدث أن الوزارة أهملت القضية تماماً، حتى حدثت تعديات ضخمة عليه، وأنشأ الأهالى تجمعات سكنية ومحلات تجارية، فالطريق الآن يتوسط مدنا سكنية ويعبر بداخلها مثل مدن قليوب وطوخ وطنطا».
يضيف خبير الطرق «أتعجب من وجود عمارات سكنية على حافة الطريق لا يفصلها شىء عنه، وهذا نتيجة فساد وإهمال من مؤسسات الدولة المنوط بها حماية الطريق، وهو ما يؤدى إلى عدم قدرة الدولة على توسيع الطريق فى أى جانب، بسبب وجود شريط السكة الحديد بجواره مع الترع والمصارف».
يشير «عقيل» إلى عدم قيام الدولة بإنشاء طرق بديلة لطريق «مصر - إسكندرية» الزراعى، باستثناء الطريق الصحراوى، لكنه بعيد ولا يخدم محافظات غرب ووسط وشرق الدلتا، التى تعتمد على الطريق الزراعى فى نقل مواطنيها وبضائعها، فيقول «الطريق الزراعى شايل كل صناعة وفاكهة وخضار الدلتا وده أكتر من طاقته». يتابع «عقيل» حديثه عن مشكلات الطريق الزراعى ويقول «حجم الحركة المرورية زاد بشكل كبير على الطريق الزراعى، لذلك يشهد زحاماً مرورياً شديداً بسبب سيارات النقل الثقيل التى تفضل الهروب إليه، بسبب عدم وجود رسوم مرور به مثل الطريق الصحراوى، بالإضافة إلى قربه من الموانئ والمزارع والمصانع، النقل الثقيل يدمر الطرق ويخربها ويجعلها تحتاج إلى صيانة دورية، تستمر بشكل متواصل ولا تنقطع لأن إدارة المرور تمنع إغلاق الطريق لعمل صيانة وتسمح بإجراء صيانة جزئية فيؤدى إلى زيادة فترة الصيانة إلى أضعاف المدة المقررة»، يواصل «الطريق طول عمره بيحصل له صيانة، ولازم يكون فيه بديل».
البديل الأمثل، حسب رؤية الدكتور أسامة عقيل، يتمثل فى منع سيارات النقل الثقيل من السير بالطريق الزراعى، وإنشاء طريق بديل خاص بها، وتغريم السيارات المخالفة، أو فرض رسوم مرتفعة للحالات الطارئة، سيارات الملاكى والأجرة والأتوبيسات لا تمثل أى شىء على كفاءة الطرق، لأن سيارات النقل تمثل 30% من حجم السيارات على الطريق الزراعى، بينما تتسبب فى وقوع 50% من نسبة الحوادث، كما أن تكلفة صيانة الطريق الزراعى مرتفعة جداً، وتكلف الدولة حوالى 100 مليون جنيه سنوياً.
يعلق «عقيل» على عمر طريق مصر - الإسكندرية الزراعى، قائلاً «عمر الطريق لا يقاس بالسنوات مثل العمارات السكنية والمنشآت الأخرى، لكن يقاس بعدد المحاور التى تسير عليه، فعدد محاور السيارة الملاكى مثلاً محوران لأنها تسير على 4 عجلات».
من جانبه يقول د. حسن مهدى، أستاذ الطرق والمرور بجامعة عين شمس، إن طريق «مصر - إسكندرية» الزراعى فقد وظيفته كطريق سريع، لأن الإشغالات على جانبيه فاقت الحدود، يعانى الطريق من عشوائية فى المداخل والمخارج، وحدث له انخفاض فى المستوى الوظيفى، كما أن الدولة فقدت السيطرة على الطريق فى ظل عدم وجود بدائل أخرى له باستثناء وصلة «دفرة» حتى كفر الزيات بطول 28 كيلومترا. كما أن الوصلة القديمة بها مشكلات كبيرة جداً وحددت السرعة بـ 60 كيلومتراً».
يضيف مهدى قائلاً إن حمولات النقل الثقيل تسبب مخالفة كبيرة لأنها تحمل أوزانا مخالفة لقدرة تحمل الطريق، ويواصل «الطريق ذو رصف ردىء ولا يتحمل زيادة الحمولة، إذن يجب أن يقنن وضع الحمولات».
اخبار متعلقة
«القاهرة - الإسكندرية» الزراعى «اللى يروح ما يرجعش»
رحلة طويلة مع «الموت» على الطريق «القديم»
أينما تكونوا تدرككم «المقطورات»
الكبارى لا تستوعب الحمولات الزائدة والفواصل تصيب السيارات بـ«خلل التوازن»
اللواء يسرى الروبى: الحكومة أنشأت طريقاً مخالفاً للمواصفات.. وأهملت أوزان السيارات
إبراهيم الدميرى: الحمولة الزائدة سبب رئيسى لوقوع الحوادث
حادث الرحلة: سيارة تصدم شاباً.. والطريق يتوقف لساعات