خالد الصاوى: أسدد فاتورة «أفعال شيطانية» أصابتنى بالغرور

كتب: أجرى الحوار: خالد فرج

خالد الصاوى: أسدد فاتورة «أفعال شيطانية» أصابتنى بالغرور

خالد الصاوى: أسدد فاتورة «أفعال شيطانية» أصابتنى بالغرور

قال الفنان الكبير خالد الصاوى إن الكاتب إبراهيم عيسى يتبع سياسة «المشاغبة الإيقاظية» فى فيلمه الجديد «الضيف»، المفترض عرضه فى الدورة الأربعين من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، مضيفاً أن الفيلم يرصد صراع الأيديولوجيات داخل المجتمع المصرى. وكشف «الصاوى»، الذى استضاف «الوطن» داخل منزله، سبب اعتذاره عن عدم المشاركة فى بطولة مسلسل «البيت الأبيض»، وتحدث عن فيلمه الجديد «الفارس» الذى يشهد عودته للتعاون مع كريم عبدالعزيز بعد فيلم «الفيل الأزرق»، كما شدد الفنان على إمكانية اعتصامه أمام مقر نقابة المهن التمثيلية للمطالبة بمستحقاته المالية المتأخرة عند المنتج ممدوح شاهين، وذلك بعد حصوله على أحكام بحبسه 13 عاماً، ولكنها لم تُنفذ حتى الآن، على حد قوله قوله.

ما الذى حمسك للموافقة مبدئياً على المشاركة فى بطولة مسلسل «أبيض غامق»؟

- أسباب عدة، منها إعجابى بالقصة وطبيعة دورى فيها، وتعاونى مع شركة «فنون مصر»، لمالكيها ريمون مقار ومحمد محمود عبدالعزيز، وبعيداً عن هذا وذاك، سعدت باختيارهما للفنان طارق لطفى للمشاركة فى البطولة، وأتمنى نجاحهما فى إتمام الاتفاق معه بشكل رسمى، لرغبتى فى العمل مع أحد أصدقائى القدامى، لاسيما أن علاقتى بـ«طارق» تعود إلى حقبة الثمانينات.

ألا تعتبر قبولك للبطولة المشتركة فى هذا التوقيت بمثابة خطوة إلى الوراء؟

- مسيرة الفنان تتخللها فترات صعود وهبوط، سواء على المستوى السينمائى أو التليفزيونى، إما نتيجة لحسابات خارجة عن إرادته أو أخطاء منه عن غير قصد، لكنه لا يعرف ماهيتها وتبعاتها لحظة ارتكابه لها وإنما يدرك ذلك بعد مرور فترة عليها، وقد يقع أحياناً تحت وطأة تصرفات أسميها بـ«أفعال شيطانية»، أبرزها الغرور والمكابرة التى قد تصيب الإنسان دون انتباه منه، نتيجة لما يُمكن وصفه بضيق الأفق والتعنت والغضب.. إلخ، ومن ثم فالمخطئ لا بد أن يسدد ثمن أخطائه، وانطلاقاً مما سبق ذكره، لست مُمتعضاً من الصعود والهبوط فنياً لأنها سنة الحياة، ومستعد للتعلم من أخطائى والاعتراف بها، ولا أمانع تقديمى لبطولات مشتركة لتدارك ما فاتنى وإعادة البناء من جديد، علماً بأن البطولات الجماعية سبق أن دعوت إليها فى أوج توهجى الفنى، ونصبت نفسى رأس حربة فى مسلسل كـ«فوبيا» لباقى الأبطال، وذلك لا علاقة له باتصافى بالجدعنة وما شابه، وإنما رغبة فى اتساع مساحة اللعب درامياً، بحيث لا يحتشد الأبطال كافة فى منتصف الملعب.

{long_qoute_1}

لكن «فوبيا» قبل اعتذارك عنه وتوقف تحضيراته كان من بطولتك بمشاركة نجوم شباب؟

- ملعب الفن يحتمل وجود رأسى حربة، يحيطهما عدد من اللاعبين المهرة فنياً، ونجاحاتى السابقة شهدت وجوداً للعنصر الجماعى، وأذكر منها مسلسل «قانون المراغى» مع غادة عبدالرازق، حيث حققنا معاً نجاحاً كبيراً وقت عرضه، وافترقنا بعدها وسار كل منا فى طريق منفصل، ولكن من الوارد أن نتجمع مجدداً تحت راية مخرج بحجم شريف عرفة أو خالد يوسف أو مروان حامد، فحينها لن نشغل تفكيرنا بمسألة الأجور أو ترتيب أسمائنا على التتر.

ألم تشعر بالقلق حيال مشاركتك فى بطولة فيلم تاريخى كـ«الفارس»، بما أن هذه النوعية من الأفلام لا تلقى نفس مردود الأفلام التجارية من حيث الإيرادات؟

- بالعكس، فالجمهور بات يحن لنوعية الأفلام التاريخية، للتشبع كثيراً من عبق التاريخ، ولكن لا بد من رصد ميزانية إنتاجية ضخمة لإنتاج مثل هذه الأفلام، وبالحديث عن «الفارس» فأحداثه تدور فى فترة العصور الوسطى، ما يُعيدنا لأجواء فيلم «أمير الانتقام» بطولة أنور وجدى.

ولكن هذا الفيلم كان مُرشحاً لبطولته أحمد السقا.

- (مقاطعاً): محمد سامى مخرج واعٍ وذكى، فرغم عدم تقديم السقا للفيلم، إلا أنهما يتعاونان معاً فى مسلسل رمضانى جديد، وبالتالى لا مجال لأى حساسيات بين أى طرف من الأطراف.

هل تُصنف فيلمك الجديد «الضيف» من نوعية الأفلام السياسية؟

- «الضيف» فيلم اجتماعى يرصد صراع الأيديولوجيات داخل المجتمع، حيث يتبع مؤلفه إبراهيم عيسى سياسة «المشاغبة الإيقاظية» عبر أحداثه، تلك التى توقظ العقل وتشحذ هممه نحو التفكير، فهو مشاغب فكرى عظيم يقتحم مناطق على تماس مع قضايا مجتمعية، ومنها قضية تجديد الخطاب الدينى دون التقيد بالظهور بـ«عمة» أو ما شابه، كما سعدت باختيار الفيلم لعرضه فى الدورة الـ40 من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى.

بعد نجاح فيلم «تراب الماس» جماهيرياً ونقدياً.. هل ندمت على اعتذارك عن عدم المشاركة فيه؟

- اضطررت للاعتذار عن «تراب الماس»، لارتباطى حينها بتصوير 3 أفلام، هى «اطلعوا لى بره»، «سرى للغاية»، و«الضيف»، رغم أن اتفاقى على «تراب الماس» كان فى مرحلة سابقة عنها، لكن تأجل انطلاق تصويره أكثر من مرة، وكنت أحدث القائمين عليه قائلاً: «يا جماعة هندخل ولّا أتعاقد على حاجة تانية؟»، فكان ردهم: «اشتغل لحد أما نقول لك»، وتلقيت حينها عروضاً بالأفلام المُشار إليها، ولم يكن بوسعى الاعتذار عنها «لأنى مكنتش شغال وقتها وكان لازم أشتغل»، ومع ذلك اعتذرت عن فيلم «سرى للغاية» مرات عدة، ولكنى لمست إصراراً من محمد سامى على وجودى، كما أن فيلم «الضيف» لم يكن بإمكانى الاعتذار عنه، فهو من تأليف إبراهيم عيسى وإخراج هادى الباجورى وبطولة شيرين رضا وأحمد مالك وجميلة عوض، الذين أحبهم على المستوى الشخصى والمهنى. {left_qoute_1}

ألم يُثِر اعتذارك عن «تراب الماس» غضب مخرجه مروان حامد؟

- على الإطلاق، لأن «مروان» أخى الصغير فى الحياة والكبير داخل البلاتوه، وأعتبره من عباقرة جيله مع أحمد مراد، وأنتظر منهما الكثير والكثير خلال الفترة المقبلة، وقد جمعتنا جلسة يُغلفها الرقى والتحضر، وقالا لى نصاً: «إحنا متضايقين إنك مش هتقدر تشتغل معانا»، فرددت قائلاً: «أنا بشتغل فى 3 أفلام ومش هقدر أعمل الرابع، وما دام الفيلم استوت ظروفه فلا بد من إنجازه».

«مكنتش شغال وكان لازم أشتغل».. إجابتك الصريحة تدفعنى لسؤالك عن مدى إمكانية قبولك لأعمال فنية بغرض احتياج مادى؟

- لو سألتنى هذا السؤال قبل عامين أو 3 أعوام، لأجبت بالنفى لأننى لم أتخيل تعثرى مادياً إلى هذه الدرجة، ولذلك سعيت لإيجاد حلول لمواجهة هذا التعثر، فعملت واجتهدت وقلت لنفسى: «لو اضطريت أسافر وأشتغل بره مصر هعمل كده»، وبعيداً عن هذا وذاك، فربما تتهمنى بعدم الذكاء فى اختيار أعمال معينة وما شابه، ولكنك لن تظلمنى فى حجم مجهودى وإخلاصى، لأننى أعمل بنفس الجهد فى كل أعمالى، ولكن «ربنا بيوفقنى ساعات ومخى بيضللنى فى أحيان أخرى».

وما سبب تعثرك المادى؟

- قدمت مسلسلاً بعنوان «الصعلوك» عام 2015، تعاونت خلاله مع منتج سمعت عنه كلاماً ليس جيداً، ولكنى كنت أتبع مبدأ «مبحبش أسمع»، إلا أننى بصدد تغيير هذا المبدأ لـ«مفيش دخان من غير نار»، ومع ذلك تصارحنا بما سمعناه عن بعضنا البعض، وتعاملت معه بطريقة «ولاد البلد» ولكنى تأكدت من صدق ما يُقال عنه، لأنه يُعطيك كامل حقوقك فى العام الأول من التعاون، ثم يستثمر أموالك لصالحه فى العام الثانى وهكذا، ويُسأل فى كلامى فاروق الفيشاوى وعزت العلايلى وسهير رمزى والمخرجان أحمد صقر ومريم أحمدى وغيرهم، ولذلك لم أتوانَ فى فضحه لحين استرداد حقى وحقوق زملائى.

ولماذا لا تُعلن عن قيمة مستحقاتك المالية لديه بما أن الأزمة مستمرة منذ 3 أعوام؟

- لم أشأ الإعلان حينها منعاً لاستفزاز الناس، لأنه قد يهيأ لهم «إنى بلعب بالفلوس لعب»، ولكن الحقيقة ليست على هذا النحو، لأنك إذا تقاضيت مبلغ 5 ملايين جنيه مثلاً، فهذا يكون «شقى عمرك» حصيلة 30 عاماً من التعب والشقاء، وكأن الله ادخره لك لتحصل عليه فى توقيت معين، وعن نفسى «ربنا حوّش لى الحاجات الحلوة كلها قدام»، فتزوجت متأخراً ولكن الله منحنى الزوجة الصالحة التى طالما تمنيتها، وامتلكت أموالاً فى مرحلة عمرية متأخرة ولكنى تمتعت بالشهرة وحب الناس واستماتتهم فى الدفاع عنى والعكس صحيح، وبالعودة إلى أصل الحكاية، فقد تقاضيت مستحقاتى كاملة من شاهين فى العام الأول، وظننت أنه تعرض لأزمة مادية فى العام الثانى، فأجلت صرف شيك واثنين وثلاثة لأننى شخص جدع، ولكن المبالغ تراكمت وأصبحت لا أملك شيئاً، خاصة أننى أنفقت أموالى على زواجى وظروف عائلية أخرى، كما تعثر مشروع مسلسل «فوبيا» بشكل مفاجئ، لتبدأ مرحلة التعثر المادى ولجوئى إلى القانون، حيث حصلت على أحكام بحبسه لمدة 13 عاماً، ولكنها لم تنفذ حتى الآن.

وما السبب؟

- لا أدرى، ولكنى مندهش من موقف مباحث تنفيذ الأحكام، لأننى حينما قدمت برنامجاً بعنوان «كلمة حق»، الذى كان يختص بسداد ديون الغارمين، فوجئت بحالات دوهمت منازلها بسبب 5 آلاف جنيه، فما بالك بملايين الجنيهات التى لم يُسددها ممدوح شاهين لى ولزملائى، فهذه مسألة تدعو إلى الريبة، ولكنى لن أترك حقى، وأتساءل: «هل نعيش فى دولة قانون أم دولة بلطجة؟» فقد حصلت على نصف حقى، وسأحصل على النصف الآخر بالقانون، وسأطالب بتعويض مادى، وسأقتص منه وممن دعمه بالقانون دون غيره.

{long_qoute_2}

لماذا لم تلجأ لنقابة المهن التمثيلية لمحاولة حل الأزمة ودياً؟

- تقدمت بشكاوى لنقابة المهن التمثيلية واتحاد النقابات الفنية وغرفة صناعة السينما، ولكن الجهات الثلاث «ودن من طين وودن من عجين»، رغم أن وقت اختلاف ممدوح شاهين مع النجمة ليلى علوى منذ عامين، أصدرت نقابة المهن التمثيلية قراراً بوقف التعامل معه، وأقول لمسئوليها: «اعتبرونى زى ليلى علوى أو أى زميل آخر»، كما تقدمت بشكاوى أيضاً بقسم الدقى ومديرية أمن الجيزة، ولن أيأس أو أشعر بالملل لحين استرداد حقى كاملاً.

علمنا أنك كنت تعتزم الاعتصام أمام مقر نقابة الممثلين منذ فترة.. فما صحة ذلك؟

- كل الخيارات واردة الحدوث فى أى توقيت، فربما أعتصم وحدى أمام مقر النقابة، ومستعد لمواجهة أى مسئول لا يحترم القانون، لأننى لا أطالب سوى بحقى وحق زملائى، وسأقطع دابر نسل أى شخص يسلك طرقاً ملتوية مهما كان موقعه.

بعد رفضك كشف قيمة مستحقاتك عند ممدوح شاهين منعاً لاستفزاز الناس.. ما رأيك فى استعراض الفنان محمد رمضان لسياراته الفارهة ومظاهر حياته التى يُنتقد بسببها؟

- لا داعى لإبداء رأيى فى هذه المسألة، لتظل بينى وبينه إمكانية المشورة وأخذ الرأى، كما امتنعت أخيراً عن الإمساك بالعصا للآخرين بما أننى خطّاء مثلهم، وبالتالى من الأولى أن أمسك العصا لنفسى وأعالج أخطائى قبل أن أعالج أخطاء الغير، وذلك رغم اختلاف نوعية الأخطاء من إنسان فى مرحلة عمرية معينة بآخر، وعن نفسى أظن أن حماسة رمضان كشاب تدفعه لمثل هذه التصرفات، التى يغلب عليها طابع الكوميديا وكأنه «مشاغب فى المدرسة» دون أن يكون مقصده سيئاً، فهو يحب المشاغبة عملاً بمقولة «القط بيحب خناقه»، ولكنى أوجه له رسالة مُغلفة بالحب كأخ أكبر: «أنا بقع فى أخطاء أكبر منك بكتير، الناس بتحبك، فعدى الأخطاء الصغيرة عشان تجيلنا وتقع فى الأخطاء الكبيرة».

هل يوجد ما يُسمى «نمبر وَن» فى الحياة الفنية؟

- نعم، ولكنها تُطلق بعد 70 أو 80 عاماً، بحيث يصبح الفنان على مستوى أم كلثوم أو محمد عبدالوهاب أو رياض السنباطى، لكنه لا يصبح رقم واحد وإنما فى مستوى أول يجمعه بزملاء له، لاسيما أن الفن من سماته التعددية.

أى من الممثلين الحاليين تراهم فى المستوى الأول بحسب رأيك؟

- د.يحيى الفخرانى، فهو ممثل كبير وعظيم، ومن الراحلين محمود عبدالعزيز ونور الشريف.

وماذا عن عادل إمام؟

- أستاذ عادل «سوبر ستار فوق الزمن»، فنجوميته من نوع خاص واستثنائى وفريد، أما الدكتور يحيى الفخرانى فتتعلم منه فى كل أعماله، لتلونه فى أداء الشخصيات واختلاف طريقة أدائه لها، وأعتقد أن سميرة سعيد وعمرو دياب فى نفس مرتبة أستاذ عادل، وأتمنى لهم جميعاً مزيداً من النجومية والإبداع.

على ذكر سميرة سعيد.. لماذا أعجبتك أغنيتها الأخيرة «سوبر مان» رغم سخريتها فيها من الرجال؟

- سميرة سعيد تُبهرنى بأغنياتها دائماً، وهى لم تسخر من الرجال بل من غبائهم، وقد شعرت بأننى معنى بهذا الغباء بشكل شخصى.

هل للممثل عمر معين يستوجب اعتزاله؟

- لا، ولكن هناك مرحلة عقم فنى، يفتقد فيها الممثل القدرة على الابتكار والتجديد، أو حال إصابته بأمراض عضوية، كضعف الإبصار أو معاناة فى الحركة وما شابه، وإن كانت هناك معجزات فنية تتحدى كل ما ذكرته.

ألم تراودك الرغبة فى الاعتزال ذات مرة؟

- «مستحيل، أنا أموت أحسن».


مواضيع متعلقة