النيابة في "رشوة سعاد الخولي": أتينا لقطع جذع لا يطرح إلا ورقا فاسدا

كتب: طارق عباس وعلاء يوسف

النيابة في "رشوة سعاد الخولي": أتينا لقطع جذع لا يطرح إلا ورقا فاسدا

النيابة في "رشوة سعاد الخولي": أتينا لقطع جذع لا يطرح إلا ورقا فاسدا

استمعت محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة بالتجمع، برئاسة المستشار أسامه جامع لمرافعة النيابة العامة في قضية محاكمة سعاد الخولي، نائب محافظ الإسكندرية الأسبق وآخرين في اتهامهم بالرشوة.

وقال ممثل النيابة في مستهل مرافعته مُخاطبًا المحكمة: "أتينا اليوم لمحراب عدالتكم بعد أن كشف الله ما ستر، أتينا بعد رأينا ذل من أعز، كنا أمس لثوب المحقق مرتدين، وأتينا اليوم بثوب الادعاء للقصاص".

وأضاف: "اليوم نأتي لقطع جذع لا يطرح إلا أوراقًا فاسدة، وقوفنا ليس الأول ولن يكون الأخير فسعي للوطن للنمو يتطلب درع يحميه مما يمنع النمو".

وعقب قائلاً: "يظل الفساد أكبر معرقل للنمو، ومعول مهدم لما يتحقق، فالرشوة فساد والراشي مُفسد، ومرتشي فاسد، كلاهما سعى في الأرض فسادًا".

وتسائل ممثل النيابة أيهما مُلام أكثر، الراشي الذي أراد ببخس الأموال تحقيق مراده، أم المرتشي الذي سلم وباع ضميره نظير الأموال و العطايا، ليعلق بالقول".

وتابع: "الراشي شيطان والمرتشي خائن خسيس"، مشيرًا إلى تخلي الشيطان عمن أتبعه ذاكرًا قول الشيطان لتابعه "أني دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم".

وواصلت النيابة العامة مرافعتها بالقول إنها اطلعت على صفحات التحقيقات والتي وصلت للألف، وقفت خلال ذلك على رؤيتها لكل متهم بالقضية، "فمنهم بناء بنى وعمر و خالف فدمر، ومنهم سيدة أعمال سعت للنظافة والجمال فلطخت مسعاها بتقديم المنال، ومنتقع من الدولة، نهاية بمرتشية أغواهما المنصب، لمست النيابة طاعة مؤتمريها ليصل الأمر للتزوير و الخيانة".

وتابعت النيابة هجومها على المُتهمين وعلى رأسهم المُتهمة الأولى سعاد الخولي قائلة :"لخصت الخيانة ما ورد بدعوانا".

وتابعت النيابة مرافعتها مُهاجمةً "الخولي" مشيرةً إلى حنثها باليمين الذي أقسمته بعد توليها منصبها، واليمين الذي أقسمت به أمام الله وأمام عموم البلاد برعاية مصالح البلاد، فخانت الأمانة وحنثت باليمين.

واستعرضت المرافعة الوقائع المُسندة إلى المتهمة، ذاكرة أن صفقتها الأولى جاءت عندما ائتمنتها الدولة على الأرض على النحو الذي يرضيها، مشيرة إلى مسئوليتها عن تقنين الأراضي.

وذكرت المرافعة بأن "الخولي" طوعت الإجراءات و الاشتراطات لقنين الإجراءات بما لها من اختصاصات مقابل حفنة من المال و الطعام، معقبة: "البطون فارغة و إن امتلئت بالطعام، فالشبع لا يأتي من حرام".

وأشارت النيابة الى طلب المُتهمين المسئولين عن أحد الواحات بخصوص غرامات وقعت عليهم لمخالفات بيئية، فما كان من المُتهمة أن أوعزت للمتهم السابع بالتزوير لرفع تلك الغرامات، ليتم التزوير بإضافة حرف لعبارة غيرت معناها، لتذكر النيابة أن تلك الجملة كانت "سيتم كسح البيارة"، وذكرت النيابة بأن المُتهمين دفعوا لـ"الخولي" مبلغ عشرين ألف جنيه تبرعًا للمساكين، وهم يعلمون أنها رشوة على يقين.

وأعطت المرافعة أوصافًا للقاء الذي تم لتقديم الرشوة، فقامت باستقلال سيارة سوداء عبر طريق عام، وترجل اليها أحد المتهمين متكئًا على الباب، ذاكرة بإن ذلك يشبه تجارة الآثم في المعابر، وهي تجارة آثمة.

كان النائب العام المستشار نبيل أحمد صادق أحال سعاد الخولي وبقية المتهمين في القضية، إلى محكمة الجنايات أواخر شهر نوفمبر الماضي، وذلك في ختام التحقيقات التى أجرتها نيابة أمن الدولة العليا بإشراف المستشار خالد ضياء المحامي العام الأول للنيابة.

وكانت النيابة العامة باشرت التحقيقات فى القضيةضوء ما أسفرت عنه تحريات هيئة الرقابة الإدارية وما كشفت عنه التسجيلات المأذون بها من النيابة، حيث ثبت من خلال التحقيقات واعترافات المتهمين، طلب وأخذ المتهمة سعاد عبد الرحيم الخولي 20 ألف جنيه ومأكولات بقيمة 17 ألفا و250 جنيهًا من مالكي مشروع واحة خطاب للمأكولات البدوية مقابل إنهاء إجراءات تقنين وضع اليد على قطعة الأرض المقام عليها مباني المشروع لعدم تنفيذ قرارات الإزالة الصادر لها.


مواضيع متعلقة