شيخ الأزهر يطالب مؤتمر القمة الإسلامي بالابتعاد عن البيانات التقليدية تجاه فلسطين وسوريا
![شيخ الأزهر يطالب مؤتمر القمة الإسلامي بالابتعاد عن البيانات التقليدية تجاه فلسطين وسوريا](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/21569_660_800561_opt.jpg)
طالب الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، رؤساء 57 دولة مشاركة في مؤتمر القمة الإسلامي الاستثنائي المنعقد في جدة باتخاذ قرارات جادة وحاسمة وقابلة للتنفيذ بعيدا عن العبارات العاطفية والبيانات التقليدية لمواجهة الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد العربية. وشدد على أهمية مواجهة الاستيطان الإسرائيلى على الأراضى الفلسطينية، مؤكدا على ضرورة وجود موقف صريح للقادة العرب لمواجهة السياسات الظالمة القائمة على فرض الإذعان وقبول الأمر الواقع على أمة العرب والمسلمين.
ودعا في بيانه لمؤتمر القمة الإسلامي إلى سحب المبادرة العربية، التي استقبلت أسوأ استقبال؛ لأن ما يحدث على أرض فلسطين يُمثِّلُ جريمةً صريحةً في نظر القانونِ الدوليِّ والمواثيقِ المرعيةِ بالقوةِ المُلزِمةِ.
وشدد على أهمية الشفافيةِ والمصارحةِ لمواجهةِ الأخطار المحدقة، داعيا إياهم إلى جمع الأمة بتوحيد المواقفَ والصفوفَ، وأوَّلها الصفُّ الفلسطينيُّ قبلَ أيِّ شيءٍ آخَرَ، وخاصة أن فلسطين هي قضيَّةِ القَضايا ومنشَأِ المشكلاتِ والأزماتِ جميعًا فى العالم الإسلامي، فيما حرصَتِ القُوَى الدوليةُ بعد الحربِ العالميةِ الثانيةِ، أن تظلَّ جُرحًا نازفًا في جسَدِ الأمةِ، يتهدَّدُها بالأخطارِ، ويضعُ مقدَّساتها في مَهَبِّ رياحِ الغدرِ والبغيِ والتآمُرِ الرخيصِ، وتصفيةٍ للوجودِ العربيِّ فيها، وتهويدٍ لكلِّ معالمِها، وابتلاعٍ لما بَقِيَ من أطرافِها .
وحذر شيخ الأزهر، من تحول الأزمةَ السوريةَ الراهنةَ التي تهدَّدُ الشعبَ السوريَّ في وجوده بالاقتتالِ المستمرِّ طوالَ عامٍ ونصفِ العامِ إلى حربٍ أهليةٍ أو تقسيمٍ مدمِّرٍ للدولةِ، مثلما يحدث في العراقِ؛ لتتحول الدول العربية إلى شعوبٍ مسلوبةِ القدرةِ والإرادةِ، حولَ دولةِ العدوانِ الصهيونيةِ، التي يُرادُ لها أنْ تسودَ المنطقةَ، وتتصرَّفَ في مصائرِها.
وندد الطيب بالموقف المتخاذل للعرب حكام وشعوبا، مؤكدا أن الكل يتفرَّجُ على الدماءِ العربيةِ المُهدَرةِ دُونَ موقفٍ فعَّالٍ ضد الطغاةِ الذين فقَدُوا شرعيَّتَهم بقتلِ شُعوبِهم وجحدِ حقِّهم في الحريةِ والديمقراطيةِ، وتقريرِ المصيرِ، مطالبا اياهم باتخاذ موقف حاسم تجاة ازمة سوريا.
ودعا الحكام العرب إلى انقاذ المسلمين "الروهنجيون" في دولةِ ميانمار، من التصفيةٍ والتمييزٍ العرقيٍّ، وطردِهم بالتضييقِ والاضطهادِ الجماعيِّ إلى الدولِ المجاورةِ.
ولفت إلى أن التدخلات الاجنبية فى دول مثل أفغانستانَ والصومالِ والعراقِ ومناطقَ أُخرى تتم تحت أغطيةٍ كاذبةٍ من نشرِ الديموقراطيةِ، أو مقاومةِ الإرهابِ، أو أسلحةِ الدمارِ الشاملِ بينما هدفها المصالحُ الماديَّةُ والمنافساتُ الدوليَّةُ مطالبا باتخاذ موقف ضد السياساتِ الباغيةِ. ولفت إلى أن التطرف الذي تعاني منه البلاد ما هو إلا صدى لمظالم الغرب وانحيازهم الأناني والجائر.