من يقف وراء هجوم الطرود المشبوهة على أمريكا؟ خبراء يجيبون

كتب: عبدالرحمن قناوي

من يقف وراء هجوم الطرود المشبوهة على أمريكا؟ خبراء يجيبون

من يقف وراء هجوم الطرود المشبوهة على أمريكا؟ خبراء يجيبون

هجوم شبه منظم تعرض له أكثر من مكان ومنظمة وعدد من الشخصيات العامة بينهم رؤساء سابقون ووزراء في الولايات المتحدة الأمريكية بالطرود المشبوهة والمفخخة، حيث اكتشفت طرود، حيث عثر على مواد متفجرة في طرد أرسل إلى منزل عائلة الرئيس السابق باراك أوباما.

كما اعترضت الاستخبارات الأمريكية، شحنة مشبوهة أُرسلت إلى مقر سكن مرشحة منصب الرئيس السابق هيلاري كلينتون، فضلًا عن اعتراض طرد مشبوه كان موجهًا للبيت الأبيض، في الوقت الذي جرى فيه إخلاء مركز "تايم وارنر" الذي يضم شبكةCNN ، ووسائل إعلام أخرى في نيويورك، بسبب جهاز مشبوه.

وعثرت الشرطة الأمريكية، على طرد مشبوه قرب مكتب نائبة عن الحزب الديمقراطي بولاية فلوريدا، كما عثر على عبوة ناسفة في صندوق بريد بالقرب من منزل الملياردير الأمريكي جورج سوروس في ولاية نيويورك.

"هجوم السيناريوهات المفتوحة" وصف أطلقه أحمد كامل البحيري، الباحث المتخصص في شؤون الإرهاب، على هجوم الطرود المفخخة الذي تعرضت له الولايات المتحدة الأمريكية خلال الساعات الماضية، موضحًا أن الاحتمال الأول والأكبر هو وقوف جماعات إرهابية خلف الهجوم.

وأضاف البحيري لـ"الوطن"، أنه في حالة وقوف جماعات إرهابية خلف الهجوم، فلن تخرج عن تنظيمي داعش والقاعدة، حيث إنهما الجماعتان الوحيدتان القادرتان على الوصول للمناطق المؤثرة داخل الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أنه يبقى التساؤل قائمًا حول سبب عدم انفجار أي من الطرود المشبوهة أو العبوات الناسفة.

وأشار إلى أن أهداف الهجوم، حال تورط أحد الجماعات الإرهابية فيه، ربما تكون التلويح بالتهديد، وإيصال رسائل تحذيرية مضمونها أن الجماعات متواجدة وتستطيع الوصول للداخل الأمريكي، ربما إلى البيت الأبيض نفسه، مضيفًا أنه ربما تكون الرسائل التهديدية والتحذيرية مرتبطة بالضغط الأمريكي على هذه الجماعات في الشرق الأوسط، ومناطق احتدام الصراع.

وأكد البحيري، سيناريوهات واحتمالات أخرى بعيدًا عن تورط الجماعات الإرهابية في الهجوم، حيث يمكن أن تتورط فيه الدول صاحبة الصراعات الكبيرة على الولايات المتحدة في الوقت الحالي، وكذلك جماعات الضغط السياسية حول العالم، والتي ترتبط بعلاقات شد وجذب مع أمريكا.

كما أوضح الباحث في شؤون الإرهاب، أنه يوجد احتمال ثالث قوي، فمن الممكن أن يكون الأمر بعيدًا كل البعد عن الصراعات الدولية والإرهاب، ويتعلق بشكل أو بآخر بالصراع الداخلي في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس، والمقرر إقامتها خلال الأيام المقبلة، ورغبة أحد الحزبين الجمهوري والديمقراطي، في الخروج بمكاسب سياسية من الهجوم.

ويرى الدكتورة نورهان الشيخ، أستاذ العلوم السياسية، وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، أن الاحتمال الثالث الخاص بارتباط هجوم الطرود المفخخة بالانتخابات هو الأقوى والأقرب للحدوث، حيث إن استهداف الديموقراطيين على وجه الخصوص بالطرود التي لا تنفجر في النهاية ولا تسبب أي خسائر، أمر يشير إلى أصابع الاتهام نحو الديمقراطيين أنفسهم.

وأكدت الشيخ لـ"الوطن"، أن التوقعات كانت تشير بشكلٍ كبيرٍ لتقدم الحزب الجمهوري في انتخابات التجديد النصفي، وهو أمرٌ يزعج الديمقراطيين بشكلٍ كبير، موضحةً أن هجوم الطرود المفخخة يأتي في إطار إحراج ترامب وحزبه وإدارته أمام الناخب الأمريكي قبيل الانتخابات.

وأكدت أن دولة بحجم الولايات المتحدة، لن تكون عاجزة عن اكتشاف دخول طرود مشبوهة ومفخخة إلى أراضيها، وفي حالة عدم اكتشافها كذلك لن تصل لمنازل كلينتون وأوباما ومحيط البيت الأبيض ومكاتب الـCNN  بتلك السهولة، وكلها عوامل، موضحة أنها تعزز تورط الديمقراطيين أنفسهم في الهجوم، وعدم انفجار أي منها من الأساس.

كما أشارت إلى أن الصراع بين الجمهوريين والديمقراطيين لم يأخذ هذا الشكل من قبل، إلا أن حالة الارتباك الموجودة في الوضع الأمريكي الداخلي تعزز اتجاه الصراع لتلك المرحلة، مؤكدة انتشار حالة من الفزع من ترامب وإدارته وأسلوب حكمه لأمريكا بين السياسيين الديمقراطيين، تجعل التفكير في إبعاده بأي شكل ممكن، حتى لو كانت الطرود المفخخة، أمرًا ليس مستبعدًا.


مواضيع متعلقة