بالصور| يوم فى «مدرسة المكفوفين».. «بنفتش فى النهار ع الضى»

كتب: محمود عبدالرحمن

بالصور| يوم فى «مدرسة المكفوفين».. «بنفتش فى النهار ع الضى»

بالصور| يوم فى «مدرسة المكفوفين».. «بنفتش فى النهار ع الضى»

أن يولد المرء كفيفاً فهذا قدره، وأن يبحث لنفسه عن «نور بديل» لعينيه فذاك اختياره، وأن يحلم بآليات تساعده على استكمال مشواره الذى تعثّر فى بدايته، فتلك هى مسئولية الدولة وأجهزتها المختلفة، التى أعلنت مراراً وتكراراً الوقوف خلف ذوى الاحتياجات الخاصة، ودعمهم، والبحث لهم عن كل ما هو جديد لإراحتهم.

أكثر من 3 آلاف طالب وطالبة، موزعين على 30 مدرسة للمكفوفين فى محافظات مصر، يعيش نصفهم فى إقامة كاملة من صبيحة يوم الأحد وحتى مساء يوم الخميس، فيما يُعرف بالدراسة «الداخلى»، بينما ينقسم يوم النصف الآخر بين أسرتين، بيت الوالد أو الأم أو الأشقاء، وأرجاء المدرسة التى يقضى فيها الطالب ساعات متواصلة بين زملاء وأمهات بديلة، جميعهم يحصلون على خدماتهم المتمثلة فى المأكل والمشرب والملبس والإقامة والمقررات الدراسية دون مقابل مادى، كجزء من حقوقهم. «الوطن» قضت يوماً دراسياً بين طلاب مدرسة طه حسين للمكفوفين، التابعة لإدارة الزيتون التعليمية، ورصدت أوضاع الطلاب، وآمالهم وطموحاتهم.

{left_qoute_1}

«عبدالله»، الأول على الفصل، حكاية بدأت قبل ست سنوات، مع التحاق عبدالله مدحت، ابن محافظة الشرقية، بالمدرسة، حينما فاجأ جميع معلميه فى الصف الأول الابتدائى بمستواه العلمى المتقدم، الذى تسبب فى ذيوع اسمه داخل أرجاء المدرسة كأحد «أشطر» طلابها، بالإضافة إلى غضبه الشديد من نقص بضع درجات فى الامتحانات الدورية، أو عنف أحد معلميه بدعوى تراجع مستواه.

لـ«عبدالله» أخ وأخت (سيف وملك)، يقضى معهما يومين فقط كل أسبوع، «الجمعة والسبت»، وصبيحة الأحد يأتى به والده إلى المدرسة، ويسلمه لمعلميه قبل أن يودعه على أمل اللقاء فى نهاية الأسبوع بعد انتهاء اليوم الدراسى، يوم الخميس. يقول «عبدالله» إنه بمجرد وصوله إلى منزله فى الشرقية، لا يكف عن اللعب مع شقيقه وشقيقته «اللى بيبقوا واحشينه»، بالإضافة إلى سرد ما حصل عليه من معلومات ومهارات جديدة على والديه وبعض جيرانه وأبناء عمومته، وتبادل أطراف الحديث معهم عن أصدقائه ومعلميه وما شهده من أحداث طوال الأسبوع فى المدرسة.

«أعلم أننى كفيف، وأن جميع المجالات ليست متاحة بالنسبة لى»، وبالرغم من ذلك يؤكد «عبدالله» تمسكه برغبته فى إنهاء دراسته الثانوية ودخول كلية الاقتصاد والعلوم السياسية لكى يصبح «سفيراً» لمصر فى البلاد الأوروبية: «عارف إن حلمى ماينفعش يتحقق، بس أنا متمسك بيه لحد ما أكبر وأشوف ظروفى هتوصلنى لإيه».

مثل سابقه، يحلم محمد حسام، طالب بالصف الثانى الثانوى بالمدرسة، بإنهاء دراسته الثانوية والتخرج من كلية الهندسة، لخوض غمار سوق العمل فى مجال البرمجة وكافة المجالات المتعلقة بالكمبيوتر، يقول إنه يعشق التواصل التكنولوجى والبحث فى مجالات التقنيات الحديثة «كمبيوتر، لاب توب، وموبايلات».

لا تفارق الابتسامة وجه «حسام»، حتى ذاع عنه أنه «ابن نكتة»، يتواصل بشكل مستمر مع جميع زملائه ومعلميه، ولا تخلو أحاديثه من الضحك و«المقالب» فى المحيطين به، حتى اعتبرته الغالبية العظمى فى المدرسة «قصاص النوادر» التى يبحث عنها عبر شبكة الإنترنت ويذهب لحكيها لزملائه، قبل أن يغادرهم يومياً، قبل الثالثة عصراً، إلى منزله لأن «دراسته داخلى».. «من أهم إنجازاتى أننى حاصل على المركز الثانى على مستوى الجمهورية فى مدارس المكفوفين بالشهادة الإعدادية، أعشق عزف الأورج، وأتمنى الالتحاق بالجامعة الأمريكية، وأحب التواصل الاجتماعى»، عبارة كتبها «حسام» على شاشة الكمبيوتر دائم الجلوس عليه فى معمل المدرسة، ويضيف: التعلم واستكمال الدراسة ومواصلة مشوار التفوق ليس علماً، لكنه فرض، فبه أستطيع استكمال «نور حياتى» الذى تحسسته هنا بين جدران هذه المدرسة، ويصبح من الصعب علىّ التخلى عنه بالتوقف عن تحصيل الدروس والمعلومات التى تؤهلنى لما أريد أن أصبح عليه فى المستقبل.

هدوء يتخلل المبنى الكبير الممتد على الناصية الرئيسية لشارع ترعة الجبل بحلمية الزيتون، تُغلقه بوابة حديدية خضراء اللون، تخفى خلفها حارساً عجوزاً يسأل الداخلين إليها عن وجهتهم، ثم يرشدهم إلى الطريق الصحيح، رائحة مساحيق التنظيف تسيطر على طرقات المبنى، شباب وأطفال صغار فى السن يسيرون بمفردهم فى شكل متواز بفضل عصى صغيرة يحملونها فى أيديهم، ترشدهم للجهة التى يرغبون فى الوصول إليها، سواء كانت الفصول الدراسية أو غرف المبيت.

{left_qoute_2}

قضت هالة العربى، مُدرسة رياضيات، عشرين عاماً فى التعليم العام، وقبل ثلاث سنوات مضت، قررت التأهل للتدريس فى مدارس المكفوفين من خلال مسابقة «البعثة الداخلية» التى أعلنت عنها وزارة التربية والتعليم. وبعد انتهاء تأهيلها لمدة تزيد على العام، التحقت بالمركز النموذجى للمكفوفين التابع لحلمية الزيتون، وبدأت رحلة جديدة من التدريس، وصفتها بأنها «لها مذاق خاص».

تقول «العربى» إن التعليم فى مدرسة مكفوفين أفضل بالنسبة لها، نظراً لقلة أعداد الطلاب فى الفصول، والتى تتراوح ما بين 8 طلاب إلى 12 طالباً، حيث يتم التعامل مع كل طالب بشكل فردى، سواء فى توجيه الأسئلة له، أو شرح المسائل الرياضية، والاطلاع عن قرب على المهارات الفردية لكل طالب على حدة، والرجوع لتصحيح أخطاء الواجبات المدرسية لكل طالب أيضاً بشكل فردى، وما بين كل ذلك، الوقوف على مستوى الطلاب العلمى، فيمكنها التعامل معهم بطريقة تربوية صحيحة.

«دول ولادى» هكذا وصفت «العربى» علاقتها بتلاميذها، حيث أكدت أن أول شروط إقامة علاقة قائمة على المودة مع الطلاب هو احتواؤهم، وإشعارهم بالحب والخوف على مصلحتهم الشخصية، حتى فى حالات عقابهم، لا بد أن يثق الطالب أن العقاب لا يعنى كره المعلم له أو «استقصاده»، وإنما تشجيعه ومحاولة تنمية مهاراته العلمية للوصول إلى طريق التفوق الذى يؤمّن له مستقبله.

{long_qoute_1}

تؤكد معلمة الرياضيات أن مستوى بعض الطلاب العلمى أفضل بكثير من طلاب التعليم العام، وأنها فوجئت بمهاراتهم الفردية والعلمية، فتقول: «أنا اتفاجئت إن الطلاب هنا مستواهم أحسن بكتير من مستوى طلاب مبصرين فى التعليم العام»، الأمر الذى جعلها تؤكد أن إدخال التكنولوجيا الحديثة بدرجات أعلى سوف يكون له أثر إيجابى كبير فى تنمية مهارات الطلاب وتفوقهم، بالإضافة لزيادة مساحة الدروس التفاعلية التى تحتاج مشاركة الطلاب فى العملية التعليمية.

تجلس رانيا عبدالناصر، مدرّسة تربية فنية فى الحجرة الخاصة بالتربية الفنية بالمدرسة، بين أعمال الطلاب الفنية المنحوتة على الخشب، وأشكال الصلصال المختلفة التى نجح عدد من الطلاب فى محاكاتها وتصويرها بأيديهم. تقول «عبدالناصر» إنها تُدرس مادة التربية الفنية الخاصة بالتعليم العام للطلاب المكفوفين، ولكن مع الأخذ فى الاعتبار اعتماد ما يناسب نوع كل إعاقة على حدة، «أشغال فنية، خامات بيئة، نحت، وخزف، وكل الأشياء الملموسة والمحسوسة»، بالإضافة لوجود بعض الطلاب الذين يجيدون الرسم على طريقة برايل»، بما يعنى أن لكل طالب طريقاً خاصاً لتنمية موهبته، وأنه لا يصح التعامل معهم بنفس الطريقة.

وتضيف «عبدالناصر» أن الأنشطة الفنية تتم بشكل فردى، حسب قدرة ومهارات كل طالب ودرجة الإعاقة البصرية لديه، حيث يتم تخصيص نماذج محاكاة لطلاب الكف الكلى، وعمل أنشطة تتناسب مع طلاب الكف الجزئى الذين سبق لهم رؤية الأشياء، مؤكدة أن نسبة التجاوب بين الطلاب تتجاوز 70%.

أصوات ترديد الطلاب للدروس خلف المعلم تنبعث من الفصول التى تفتح أبوابها على طرقات تتخلل المدرسة، تجمّع فيها بعض الطلاب ذاهبين وعائدين من وإلى الفصول، يتبادلون أطراف الحديث لدقائق قليلة، قبل أن يعودوا إلى مقاعدهم مرة أخرى.

«136 طالباً يدرسون فى مدرسة طه حسين للمكفوفين، تلك المدرسة الأم التى كانت نواة تعليم المكفوفين فى مصر، قبل أن يتم إنشاء فروع أخرى لها تحمل أسماء مختلفة فى العديد من المحافظات»، طبقاً لإحصاء الدكتور محمد عبدالرحمن، مدير المدرسة، الذى أكد حدوث طفرة كبيرة خلال الفترة الأخيرة فى مجال التربية الخاصة بين أسر الطلاب بشكل خاص، والمجتمع المصرى بشكل عام، وكان آخرها حضور الرئيس عبدالفتاح السيسى للملتقى العربى الأول فى شرم الشيخ، الأمر الذى يدل على اهتمام الدولة بتلك الفئة ودعمها المستمر والوقوف وراءها. وأضاف «عبدالرحمن»: نتعامل مع الطالب الكفيف فى المدرسة على أنه طالب عادى ليس لديه أى أزمات أو معوقات باستثناء أنه ينقصه الإبصار فقط، ومن ثم يتعايش ويتعلم مثل باقى أصدقائه وأقاربه من الأسوياء، ولا نُشعره بأى عجز، طالما وفرنا له الإمكانيات التى يحتاجها، وفى تلك الحالة يشعر الطالب بـ«الكمال».

وتابع: قبل الدراسة بأيام، نقوم بوضع خطة تأمينية شاملة، تتمثل فى توصيل خدمات الكهرباء وتأهيل السلالم والاطمئنان على شبكة المياه والصرف الصحى بشكل دقيق، بالإضافة لتجهيز دورات المياه على أعلى مستوى، بما يضمن للطالب سلامته بشكل كامل وإزالة المعوقات من أمامه، موضحاً أن «ذلك يحدث بالتوازى مع تحديد جدول الأنشطة الذى سنعمل به خلال العام الدراسى، وتنسيقه مع هيكل المعلمين فى المدرسة، وتوزيعه طبقاً لتخصصات ومهارات كل معلم».

وأكد مدير المدرسة أنه «فى بداية كل عام، وقت قبول الطلاب، يتم عمل مقابلة شخصية مع ولىّ الأمر والطالب، مع العلم أننا نقبل جميع الطلاب، ولكن يتم التنبيه على ولىّ الأمور ببعض الأمور، أهمها أنه يقدم لابنه فى مدرسة وليس ملجأ، (ابنك مش جاى ياكل ويشرب وينام لنهاية الأسبوع وتيجى تاخده، لا ده جاى يتعلم ويذاكر عشان يبقى نموذج مؤثر ومثمر)، ثم أقوم -ومعى الأخصائى الاجتماعى- بتوجيه ولىّ الأمر أن ابنه طفل عادى لا ينقصه أى شىء، ويجب عليه متابعته بشكل مستمر».

وأكمل: «لدينا فصول تقوية مجانية للطلاب فى الفترة بعد الدراسة لتدعيم مستواهم العلمى».

وعن الأنشطة الرياضية المتوافرة داخل المدرسة، قال: لدينا أبطال فى التربية الخاصة، حيث إن أول منتخب أنشئ لكرة القدم للمكفوفين فى مصر كان من أبناء المدرسة، وشاركوا ببطولة أفريقيا العام الماضى وحصلوا على المركز الثالث، وخلال العام المقبل سنشارك أيضاً فى بطولة أفريقيا ببعض طلاب مدرسة «طه حسين»، بالإضافة إلى إدخال العديد من الألعاب مثل ألعاب القوى بأنواعها، الوثب الطويل من الحركة والثبات، الجودو، رفع الأثقال، وغيرها، ونسعى لتسجيل اللاعبين فى الأندية المختلفة.

وقالت نفيسة هاشم، مديرة التربية الخاصة بإدارة الزيتون التعليمية، إن التربية الخاصة هى المسئولة عن مدارس ذوى الإعاقات (مدارس مكفوفين، صم، تربية فكرية)، وتم استحداث الدمج لمتعددى الإعاقات البسيطة، من خلال تخصيص أماكن لهم فى الفصول العادية بالتعليم العام، مع الأخذ فى الاعتبار توفير خدمات خاصة لهم، وبالفعل تمكن عدد كبير من الطلاب الدارسين بإدارة الزيتون من الالتحاق بالجامعة خلال السنوات الماضية.

{left_qoute_3}

ترى «هاشم» التى سبق لها العمل لمدة تجاوزت عشر سنوات كخبير تربية خاصة بمكتب مستشار التربية الخاصة فى وزارة التربية والتعليم، أن مدارس المكفوفين لها خصوصية خاصة، تتمثل فى وجود آلة معينة للكتابة تسمى «البركينز»، الجميع يتعلم عليها، سواء طلاب أو معلمون أو مديرو مدارس، بالإضافة إلى أن فترات الدراسة فيها ليست نهارية فقط، وإنما يوجد بها مبيت «داخلى»، كما هو الحال فى مدرسة النور بحمامات القبة التى تتبع الوزارة، أو فى المركز النموذجى وطه حسين، تتبع «الداخلية» فيها للجمعية المشرفة عليها، وفى تلك الحالة، تكتفى الوزارة بالإشراف عليها من حيث متابعة سير العملية التعليمية.

تضم إدارة الزيتون التعليمية 316 طالباً كفيفاً فى المراحل التعليمية من رياض الأطفال وحتى الثانوية العامة، طبقاً لـ«هاشم»، التى أكدت توفير امتيازات خاصة لهم تتمثل فى «كتاب برايل، مُدرس مُدرب، مبيت، أطعمة، وإشراف كامل على العملية التعليمية»، بالإضافة لإدخال البرنامج الناطق الذى تبنّته الوزارة منذ عام 2002، لمساعدة الطالب الكفيف فى التعامل مع الكمبيوتر ذاتياً، وبالفعل تم توفير عشرة أجهزة كمبيوتر محملة بالبرنامج لقراءة المواد العلمية الموجودة على الشاشة، وتم عمل تدريبات للمعلمين، وساهم البرنامج فى تعليم الأطفال للأبجدية «قراءة وكتابة»، ومساعدة الطلاب الكبار فى البحث على الإنترنت وطباعة مواد علمية، وبالفعل تم ربط الطالب الكفيف بالعالم الخارجى بعد أن كان معزولاً نهائياً عن مجتمعه، ونحن مستمرون فى إراحة الطلاب بشكل أكبر.

انتهى اليوم الدراسى «والجرس ضرب»، تسارعت أقدام الطلاب فى الخروج من فصولهم، حاملين حقائبهم على ظهورهم، محتفلين بفرحة الإجازة. وخلال ثوانٍ معدودة تلاصقت أيادى كل طالب وولىّ أمر، بعد أن جمعهما «حضن».

حمل أولياء الأمور حقائب أبنائهم بدلاً عنهم، وعلى الفور أخذوا فى تبادل أطراف الحديث متجهين إلى خارج أسوار المدرسة، ملقين على معلميهم التحية، مع وعد بالعودة: «نشوفكم الأحد الجاى».

«مابطمنش على ابنى فى أى مكان فى الدنيا بعد بيتنا غير هنا»، كلمات رددتها «أم عصام»، التى جاءت من سراى القبة لاصطحاب ابنها الطالب بالصف الخامس الابتدائى فى المدرسة، أكدت أم عصام أنها تحاكى طريقة تعامل المعلمين مع ابنها فى المنزل، لأنهم يمتلكون أدوات علمية ومهارات فردية فى التعامل مع المكفوفين، لا تمتلكها هى: «الناس هنا متعلمين ومتربيين وبيراعوا ربنا فى عيالنا، وبيرشدونا نعاملهم ازاى وهما موجودين معانا فى البيت».

لا تنفق السيدة الخمسينية التى تعيش فى أسرة تضم ثلاثة أطفال غير الابن، على ابنها الكفيف سوى «تمن تذكرة المترو اللى بتوديه وتجيبه»، باستثناء ذلك، تتكفل المدرسة بكامل نفقاته من «مصروفات دراسية، ملابس المدرسة، ملابس الأنشطة الرياضية»، وكل ما يحتاجه من مواد خاصة بالعملية التعليمية.

من جانبها، قالت الدكتور هالة عبدالسلام، رئيس الإدارة المركزية لرعاية الموهوبين وذوى الاحتياجات الخاصة بوزارة التربية والتعليم، إن وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى تولى اهتماماً خاصاً بطلاب ذوى الاحتياجات الخاصة بشكل عام، خلال الفترات الماضية، سواء من المكفوفين أو الصم والبكم، وطلاب الدمج، وأخيراً متعددى الإعاقة، تماشياً مع اتجاه الدولة والرئيس عبدالفتاح السيسى فى دعمهم وتشجيع وتنمية مهاراتهم.

ولعل أكبر دليل على ذلك إقامة الملتقى العربى الأول لهم فى شرم الشيخ بحضور «السيسى»، واستضافة عدد كبير من الوفود العربية المشاركة لتبادل الخبرات والمؤتمرات العلمية والرياضية، وهذا يؤكد أن مصر كانت، ولا تزال، من علّم جميع دول العالم معنى التربية الخاصة.

وأضافت «عبدالسلام» أن الوزارة بها نحو 3 آلاف طالب وطالبة من المكفوفين موزعين على 30 مدرسة فى جميع المحافظات، يتلقون نفس مواد التعليم العام للمبصرين، باستثناء الجزئية الخاصة بالإدراك البصرى التى يتم إعفاؤهم منها، مشيرة إلى أن الوزارة تتحمل نفقة جميع الطلاب بالكامل، من حيث المبيت والمأكل والمشرب والمناهج الدراسية والأنشطة الرياضية، ورحلاتهم الداخلية والخارجية، وبالإضافة لذلك، توقيع بروتوكول مع وزارة الاتصالات لتنفيذ مناهج الوزارة على سيديهات إلكترونية ناطقة، تساهم بشكل كبير وفعال فى مساعدة الطالب على المذاكرة.

وعن تفاصيل اليوم الدراسى، أكدت «عبدالسلام» أن اليوم الدراسى فى مدارس المكفوفين لا يختلف عن مثيله فى التعليم العام، ويتكرر نفس الأمر فى امتحانات نصف ونهاية العام، ولكن مع التأكيد على استبعاد المواد البصرية التى يعجز الطالب الكفيف عن إدراكها.

وحول شروط الالتحاق بمدارس المكفوفين، أوضحت «عبدالسلام» أن المدارس تقبل الطلاب من سن 6 سنوات، وفى حالة سماح الكثافة الخاصة بالمدرسة يتم قبولهم من 5 سنوات ونصف، مع ضرورة تقديم تقرير طبى يؤكد أن الطالب كفيف بنسبة كاملة، لأن الوزارة يوجد بها مدرستان لضعاف البصر، لكى يتم توزيع الطلاب بشكل صحيح، كما أن القرار الوزارى رقم 252 سمح للمكفوفين بالدمج فى المدارس العادية مع الطلاب المبصرين.

وأشارت إلى أن أى دولة تسعى للارتقاء بنفسها لا بد من اهتمامها بذوى الاحتياجات الخاصة، وتدعيمهم، وتحويلهم إلى منتجين يستطيعون العطاء والمنح، ولا يعرقلون حركة العمل والإنتاج، الأمر الذى وضعنا أمام مسئولياتنا لتوفير كافة سبل نجاح هذه الفئة، مضيفة: «لذا قمنا خلال هذا العام بتوقيع بروتوكول لإنشاء 9 فصول لمتعددى الإعاقة، وتجهيزها طبقاً للمواصفات العالمية، فى خطوة جادة لمنح فرصة العلم والتعلم للجميع، وعدم إقصاء أى فئة».

 

آخر يصنع أشكالاً من الطين الصلصال

 

مدرسة أثناء شرح المواد المقررة على التلاميذ داخل الفصل

 

التلاميذ يستمعون باهتمام لشرح المدرسة

 

استخدام جهاز الكمبيوتر أصبح من المهام اليومية لتلاميذ المدرسة

موضوعات متعلقة

الطلاب المكفوفون.. «نقطة نور» تفتح «عيون المستقبل»

«التضامن»: 14 مؤسسة لذوى الإعاقة البصرية.. و20 مليون جنيه لتطوير مكاتب «التأهيل»

الجامعات: حقوق ذوى الإعاقة محفوظة بالدستور والقانون

 


مواضيع متعلقة