بحضور ليلى علوى.. "الشروق" تنظم حفل توقيع "أحلام شمس" ليحيى الجمال

كتب: الهام زيدان

بحضور ليلى علوى.. "الشروق" تنظم حفل توقيع "أحلام شمس" ليحيى الجمال

بحضور ليلى علوى.. "الشروق" تنظم حفل توقيع "أحلام شمس" ليحيى الجمال

أقامت دار الشروق، مساء أمس، ندوة وحفل توقيع رواية "أحلام شمس" للروائي يحيى الجمال، وذلك بمكتبة القاهرة الكبرى بالزمالك.

حضر الحفل عدد من السياسيين والمثقفين والفنانين، على رأسهم النائب البرلماني هيثم الحريري والفنانة ليلى علوي وأحمد بدير مدير عام دار الشروق ومنى أنيس رئيس تحرير دار الشروق، وخالد داوود رئيس حزب الدستور السابق والمحامي الحقوقي مالك عدلي والمستشار أشرف العشماوي والدكتور أحمد حرارة وغيرهم.

وأدار اللقاء الكاتب الصحفي والناقد الأدبي إيهاب الملاح، والكاتب الصحفي والروائي أحمد سمير.

وأشاد أحمد بدير مدير عام دار الشروق، بالرواية قائلًا إنه تأثر بالرواية وشخصياتها وعوالمها، وبأن أهم ما يميزها، هو قدرة الكاتب على وصف فكرة الأكوان المتوازية، والأزمنة السردية للرواية، وانتقاله بين تلك الأزمنه وأبطالها بسلاسة.

وأضاف بدير: «يحيى الجمال شخصية محترمة ومتواضعة ومليئة بالتناقضات الجميلة، كونه سياسي ورجل أعمال وروائي أيضًا، وهذه ثلاثية جاذبة لأي ناشر، ودائمًا ما يرحب الناشر بأن يأخذ العمل الناتج عن هذا الفكر ليعرضه على الناس».

وكشف مدير عام لـ«دار الشروق» كواليس نشر رواية «أحلام شمس»، قائلًا: «كان يحيى يبحث عن ناشر، فاقترح عليه أحد أصدقائنا المشتركين، أن يعرضها علي في دار الشروق، فرحبت وأخذتها منه وأرسلتها إلى الأستاذة منى أنيس لتقول رأيها، وبناء عليه نقبل نشرها أو رفضها، فكان ردها أنها رواية رائعة تستحق النشر، وبالفعل أبلغته بذلك، وبدأت رحلتنا مع الرواية».

من جهتها، قالت منى أنيس رئيس تحرير دار الشروق، إن إعجابها الشديد برواية «أحلام شمس»، جاء من منطلق أن الرواية جاءت عكس توقعاتها بشكل كبير، فحين أرسلت لها، لإبداء الرأي بالموافقة أو الرفض على نشرها، استقبلتها على أنها من الأرجح رواية متوسطة المستوى لرجل أعمال يريد أن يصبح كاتبا، ولكنها تفاجأت بجودة الرواية وأسلوبها السردي السلس، وأدركت أن وراء هذا العمل كاتب مثقف يملك عين نقدية ثاقبة.

وأضافت أنيس، أن أهم ما يميز الرواية هو أنها تناولت أجواء جديدة لم تكن تعرفها من قبل، وكذلك الطريقة والنضج الذي صور بهم المؤلف تفسخ المجتمع، وهي الأمور التي جعلتها تشعر بأنها أمام كاتب هو في الأصل قارئ أدب جيد، وعلى درجة عالية من الثقافة، وبأن هذه الرواية التي من المفترض أنها عمله الثاني، ليست كذلك بل ورائها سنوات طويلة من القراءة والكتابة والخبرة.وأعرب الكاتب الصحفي، إيهاب الملاح، عن سعادته بالحديث حول رواية «أحلام شمس»، قائلًا إنه تعرف على الكاتب يحيى الجمال من خلال مقالاته السياسية، لكنه في الفترة الأخيرة تعرف على الوجه الأخر لإبداعه، بعد صدور روايته الأولى، ثم تأكد ذلك الإبداع مع روايته الثانية «أحلام شمس».

وأضاف الملاح أن يحيى الجمال روائي يمتلك أدواته، كما يمتلك قدرة التعبير عما يدور في ذهنه من أسئلة ومن هموم، وكأنه يكتب ليقول أنا لا أكتب الرواية فقط في شكلها التقليدي، وفي محتواها السياسي الاجتماعي المباشر، إنما أنا لدي أسئلة وهموم يمكن تجسيدها في صورة أخرى غير التناول السردي المعتاد.

وأشاد الملاح، بحضور ممثل رفيع المستوى عن دار الناشر، قائلًا إن وجود ممثل لدار النشر، يعد تكريما للكاتب، فهو شيء من اللائق والضروري، خاصة إذا كان الناشر له اسم وتاريخ كبير، ويمارس هذا المهنة بوعي، لافتًا إلى أن رحلة الكتاب بين المؤلف والناشر تكون رحلة شاقة، تبدأ من التعامل مع النص، ثم جلسات القراءة مع المؤلف، ثم إبداء الرأي والملاحظات، ثم إجراء عملية التحرير، وحتى غلاف الكتاب قائلًا: «الكتابة عملية معقدة، ليست للكاتب فقط، بل لدار النشر أيضًا التي تسعى لخروج الكتاب إلى القارئ بالشكل الذي يليق به وبالكاتب وباسم الدار»، كما أشاد بغلاف الكتاب لافتًا إلى أن الرواية جميلة ولذلك استحقت غلافها الجميل.

فيما كشف الروائي والمحلل السياسي، يحيى الجمال عن كواليس كتابة روايته «أحلام شمس»، قائلا: «جاءت فكرتها أثناء كتابتي روايتي الأولى، عندما استقيظت في أحد الأيام وأنا أتساءل هل أنا نفس الشخص الذي كان موجود هنا بالأمس؟، وبدأ هذا الهاجس يشغلني، ثم بدأت أقرا في نظرية «الأكوان المتوازية»، وهي النظرية الموجودة منذ زمن «أفلاطون»، وتقوم على افتراضية «أننا لا نعيش فى كون واحد، بل عدة أكوان، تشكل معا الوجود بأكمله».

ولفت: فقررت الكتابة عن هذه الفكرة كأسطورة وأتناولها بشكل فني، وأضيف إليها نماذج وأحداث عايشتها، وحاولت أن أعمل سرد للثلاثين عاما الماضية في مصر، عن طريق عدة أكوان، بنفس الأحداث التاريخية، وهي أحداث مكملة لبعضها، لكنها منفصلة، الرابط بينهم شمس بطل الرواية الذي يعيش ثلاثة حيوات، مع شخصيات تستمر معه أو تختفي.

وتابع: كتبت في الرواية عن الهاجس الذي ظل يشغلني، وهو فكرة الموت، فأنا دائمًا ما أتساءل ماذا لو استطاع الأشخاص الذين ماتوا في أعمار صغيرة العودة إلى الحياة؟، وماذا سيفعلون إن عادوا؟ وهي الفكرة التي طرحتها من خلال أحلام شمس الثلاثة، وحديثه مع الملاك الذي يوضح له بعض الجوانب الغامضة والمستعصية الفهم عليه».

وأشار الجمال، إلى أنه حاول أن يجنب روايته الحديث حول السياسة، لكنه لم يستطع تفادي ذلك كليًا، ولذلك جعل السياسة في الرواية تأتي بشكل غير مباشر.

من جهته، قال الكاتب الصحفي والروائي، أحمد سمير، إن رواية «أحلام شمس» من الروايات التي يتحمس الشخص ليرشحها إلى أصدقائه وهو يعلم أنه يهديهم الكثير من المتعة، لافتًا إلى أن أسلوب الكاتب هو من أكثر الأشياء التي ميزت الرواية، وبأن هذا الأسلوب سيعلق في ذهن القارئ، ويجعله يتعرف على العمل القادم للكاتب بسهولة.

وأضاف سمير: «أسلوب يحيى الجمال وطريقته في الكتابة مختلفة، وقرأت الرواية على مرتين، وهذا أمر من النادر حدوثه، فأنا أتوقف كثيرًا للتفكر ثم استكمال القراءة، وهو ما حدث أيضًا مع (أحلام شمس)، لكنه بشكل بسيط، وهذا يعود لسلاستها وكونها كانت رحلة ممتعة مع الرواية».

«أحلام شمس» رواية مشحونة بالأجواء الصوفية، وتدور في إطار اجتماعي، وتناقش العديد من القضايا الإنسانية، وتتعرض لفكرة نهم الإنسان بالحياة، وسعيه بأن يأخذ كل شىء ويتشبع بجميع الملذات والرغبات الموجودة فيها، وتتناول فكرة «الأكوان المتوازية»، والقائمة على افتراضية «أننا لا نعيش في كون واحد، بل عدة أكوان تشكل معا الوجود بأكمله»، وبأن الأحلام التي نشاهدها ونشعر أننا كنا نعيشها بشكل حقيقي على أرض الواقع، وما يصاحبها من وجود آثار نجدها بعد الاستيقاظ، هي حقيقة لحياة يعيشها الإنسان في كون آخر.

يحيى الجمال، روائي ومحلل سياسي مصري حاصل على بكالوريوس دراسات الشرق الأوسط (العلوم السياسية) من الجامعة الأمريكية عام 1995، عمل بمجالات البحث السياسي والتنمية في مصر والشرق الأوسط، والتطوير العقاري. صدرت له رواية «بعد الحفلة» عام 2016، ولديه العديد من المقالات في الصحف المصرية.


مواضيع متعلقة