"لا تصلح للاستهلاك الآدمي".. وفاة طبيبة المطرية يفجر أزمة سكن الأطباء
سكن أطباء
فجرت واقعة وفاة الطبيبة الشابة سارة أبوبكر، صعقا بالكهرباء في دورة مياه سكن الأطباء بمستشفى المطرية العام، أزمة انتشار الإهمال داخل استراحات الأطباء في المستشفيات الحكومية.
وخصصت الإعلامية إيمان الحصري في برنامج "مساء dmc" المذاع عبر فضائية "dmc" فقرة في البرنامج لعرض ومناقشة هذه المشكلة الكبيرة.
يعمل الطبيب بنظام الورديات مما يجعله يعمل لـ18 ساعة متواصلة ثم يحصل على 4 ساعات راحة يقضيها في سكن الأطباء الموجود في المستشفى وأحيانًا ينام 4 أطباء امتياز على سرير واحد لعدم وجود أسرة كافية.. هكذا وصفت إحدى الطبيبات الشابات "مريم" حال سكن الاطباء في مصر، مؤكدة أن سكن الأطباء يسبب العدوى، مستنكرة إهمال الفئة التي تعالج المرضى.
واشتكت الطبيبة، في التقرير المصور من سوء نظافة سكن الأطباء ووجود حشرات مختلفة به، بالإضافة إلى الحالة العامة من عدم وجود أسرة كافية ومن اضطرار الأطباء للنوم على "ترولي" المرضى بسبب نقص الأسرة في الاستراحات واستخدامهم "البالطو" كغطاء لهم في فترة الشتاء لعدم وجود "بطاطين" مختتمة كلامها بعبارة، "قد إيه قيمتنا قليلة عند الوزارة".
وطالبت مريم بضرورة الاهتمام بسكن الأطباء وكذلك الطعام الذي يقدم لهم قائلة، "كل اللي إحنا عاوزينه إن السكن يبقى آدمي وإن ميبقاش فيه حشرات في الوجبات اللي جاية لنا".
"حادثة سارة دي بتحصل لناس كتيرة جدا على مستويات".. هكذا بدأ "أحمد" الطبيب الشاب حديثه عن حال استراحات الأطباء في مصر، مؤكدًا أنه وصلت إليه بعض الشكاوي من مختلف محافظات الجمهورية من حال الاستراحات التي وصفها بأنها غير آدمية على الإطلاق، "شفت بلاوي وكوارث جوة سكن الأطباء"، واختص بالذكر حال دورات المياة الموجودة في المستشفيات، مؤكدًا أنها لا تصلح للاستخدام الآدمي.
وبحسب التقرير، الذي عرضه برنامج "مساء dmc"، فإن عددا كبيرا من شباب الأطباء رفض المشاركة وإبداء رأيهم عن سكن الأطباء خوفا من المسئولية القانونية وخوفا من عقابهم واكتفوا ببعض الفيديوهات التي توضح حال استراحات الأطباء في مصر، والتي تظهر فيها دورات المياه غير نظيفة وتعاني من الإهمال، بالإضافة إلى أسرة غير جيدة وأماكن تقترب من العشوائية، حسبما ظهر في التقرير.
وعرٌض فيديو من سكن أطباء تم تصويره بمعرفة إحدى الطبيبات، تظهر فيه أسرة من الخشب مكسورة ودورات مياة مهملة وبعض الحشرات بوضوح.
الدكتور أحمد السبكي، مساعد وزير الصحة، أكد أن وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد بدأت العمل على ملف سكن الأطباء بعد حلفها لليمين مباشرة بإطلاق المشروع القومي لتحسين بيئة العمل واعتبار تحسين سكن الأطباء أحد الأذرع الرئيسية للمشروع نظرًا لأهميته وتأثيره على الآداء الوظيفي للطبيب.
وأوضح السبكي أن الوزيرة طرحت مسابقة لطلبة الجامعات لطرح أفضل تصميم لسكن الأطباء في مصر، مؤكدًا أن المرحلة الأولى من المشروع سيتم تنفيذها على المستشفيات النموذجية وعددها 29 مستشفى على مستوى الجمهورية.
وأعترف السبكي بوجود "عدم اعتناء" بسكن الأطباء والتمريض في عدد كبير من المستشفيات على مستوى الجمهورية مشددًا على اهتمام المشروع القومي لتحسين بيئة العمل بسكن الأطباء والتمريض في مختلف المستشفيات المصرية.
الدكتور أسامة عبدالحي، أمين عام نقابة الأطباء، وصف حال سكن الأطباء في المستشفيات بالرهيب، لافتًا إلى أن الحال المزري لسكن الأطباء ليس مسئولية الإدارة الحالية لمنظومة الصحة ولكنه بسبب تراكمات وإهمال لسنوات طويلة، مشيرًا إلى أن مسئولية الإدارة الحالية تكمن في بداية تصحيح هذا الوضع المزري، على حد وصفه.
وطالب عبدالحي بوضع خطة حقيقية وسريعة لإصلاح أوضاع سكن الأطباء مؤكدًا انه مسابقة وزارة الصحة لتصميم سكن الاطباء مضى عليها 3 شهور دون تنفيذ أي شيئ مطالبًا بألا يكون سكن الاطباء 5 نجوم ولكن البدأ في إصلاح سكن الأطباء فورًا ليصل للوضع الآدمي.
وطالب أمين عام نقابة الأطباء أيضًا برفع كفاءة سكن الأطباء داخل 550 مستشفى على مستوى الجمهورية وليس المستشفيات النموذجية فقط محذرًا من تطوير سكن الأطباء بالمستشفيات النموذجية لدرجة "5 نجوم" وإهمال باقي المستفيات مشددًا على انهم يطلبوا أن يكون سكن الأطباء آدمي فقط.
واشتكى عبدالحي أيضًا من الطعام الذي يقدم للأطباء بالإضافة للرواتب وأوضاع العمل التي وصفها بأنها ظالمة للأطباء.
وناشد أمين عام نقابة الأطباء وزيرة الصحة بضرورة فتح تحقيق شفاف حول ملابسات وفاة الطبيبة سارة أبوبكر حتى يحصل أهلها على حقها وطالب أيضًا بوضع خطة سريعة لتوفير أسرة ومراتب وأغطية لاستراحات الأطباء في المستشفيات مؤكدًا أن الوضع لا يتحمل الانتظار.
"عروس البالطو الأبيض".. حكاية "سارة" ضحية الإهمال بمستشفى المطرية
ولقت الطبيبة سارة أبوبكر مصرعها في دورة مياة سكن الأطباء بمستشفى المطرية العام وقال شهود عيان إن هناك علامات حرق في جسدها مما يؤكد انها ماتت صعقًا بالكهرباء في الوقت الذي رفض فيه شقيقها تشريح جثمانها لمعرفة سبب الوفاة وأعلن تنازله عن أي حقوق مترتبة على تشريحها واثبات وفاتها صعقًا بالكهرباء في سكن الاطباء بالمستشفى.
شقيق "طبيبة المطرية" عن عدم استكمال إجراءات القضية: رفضنا تشريح الجثة