فوزى السعيد.. محارب ضد «الكافرين»

كتب: صلاح الدين حسن

فوزى السعيد.. محارب ضد «الكافرين»

فوزى السعيد.. محارب ضد «الكافرين»

أمضى 40 عاما فى محاولة إقناع مجتمعه بأنه «جاهلى» وأن دولته ومؤسساته «كافرة»، ونجح بهذه الدعوة فى أن يحشد أنصاراً وأتباعاً يقدَّرون بعشرات الآلاف. عقب أحداث 11 سبتمبر، أعلن الشيخ تأييده للهجمة على أمريكا، وأفتى لعدد من شباب السلفية بجواز جمع التبرعات وتهريبها إلى الفلسطينيين فى الأراضى المحتلة، وجواز الانتقال لهذه الأراضى للمشاركة فى المقاومة المسلحة ضد الاحتلال الإسرائيلى، وعلى أثر ذلك جمع هؤلاء الشباب ملايين الجنيهات كتبرعات وهربوها إلى غزة عبر سيناء. ألقت السلطات القبض على الشيخ فوزى السعيد، ومعه عدد من شباب الإسلاميين، وحوكموا عسكرياً بتهمة تشكيل تنظيم «الوعد» الإرهابى، وأصدرت المحكمة أحكاماً متفاوتة ضد أعضاء التنظيم، فيما عداه والشيخ نشأت أحمد، حيث قضت ببراءتهما، إلا أن مباحث أمن الدولة كان لها قرار أخر، بأن يقبع الشيخان خلف جدران «طرة» لعامين أو يزيد. خرج السعيد بشرط أن يضع لسانه فى فمه وأن يصوم عن الحديث فى أمر الجاهلية فرضخ، وظل ممنوعاً من حرية التكفير والتجهيل، إلى أن اندلعت ثورة يناير وجاء الفرج للشيخ من حيث لا يحتسب، وعاد لما نُهى عنه، وكانت أول خطبه موجهة للمجلس العسكرى، إذ خاطبه فيها مزمجراً: «عليك أن تمكِّن للإسلاميين وأن تحميهم حتى يكونوا سبباً فى عودة الشريعة، فيكتب التاريخ أنكم كنتم سبباً فى تحويل مصر لدار إيمان بعد أن كانت دار كفر، ومن دار ظلم إلى دار عدل». حين قررت جماعة الإخوان المسلمين الدفع بالدكتور محمد مرسى مرشحاً للرئاسة، خرج الرجل على أتباعه فى مسجده وقال: «كنت أنوى أن أعتزل أمر الانتخابات الرئاسية بعدما هُيِّئ لى أن كل المرشحين سواء، إلا أننى بعد أن قابلت مرسى، وعرفت منه أنه يحفظ كتاب الله وأنه يبغى تطبيق شرع الله كاملا، قلت لنفسى أجننت حتى لا تساند هذا الرجل؟». كان المهندس خيرت الشاطر النائب الأول لمرشد الإخوان، استدعى الشيخ، ليطوف به أرجاء البلاد طمعاً فى أصوات تلاميذه وأتباعه الانتخابية، لكن لسان الشيخ لم يبرأ من آفة التكفير، وكما شربت الجماعة من عسله جرحتها أشواك تكفيره، حين هب مكفراً الإعلاميين والصحفيين ووصفهم بأنهم أهل «الدعارة والفسق». وعندما قرر الراحل عمر سليمان الترشح لرئاسة الجمهورية، لم يتردد الشيخ فى تكفيره ووصفه بـ«الحية الرقطاء» و«اليهودى أكثر من اليهود» و«مندوب اليهود فى بلادنا» وبأنه «رجل يكره الإسلام وأهله والعقل المدبر للطاغوت المخلوع». لكن الأهم من ذلك أنه اتهم من يصرّح بأنه سينتخب سليمان بالكفر مستدلاً بالآية الكريمة «ومن يتولهم منكم فإنه منهم». ومضى يقول: «أسأل الله عز وجل أن من يقول هذه الكلمة ثم لم يتب أن يعذبه أشد العذاب فى الدنيا والآخرة وأن يجعله عبرة للعالمين». يرى السعيد أن شريعة الحق مهدرة فى هذا الزمان، وأن هذا كفر بالله وكفر برسول الله وكفر بالإسلام، ويقول: «من وقف حجر عثرة علمنا كفره وعلمنا خروجه على الملة، وعلمنا خيانته للأمة، والتلاعب فى مسألة عودة الشريعة لهى خطوط حمراء بل هى خطوط ودماء». السعيد ينتمى لمدرسة سلفية نشأت فى منتصف السبعينات من القرن الماضى، فى حى شبرا، ولم تختلف عن السلفية العلمية إلا فى شىء واحد: إعلان كفر الحاكم الذى لا يحكم بالشريعة الإسلامية باسمه أيا كان اسمه، وقد انتشر هذا التيار مع الوقت وصارت له شعبية كبيرة. أخبار متعلقة : «الجهاديون الجدد».. عشوائيون يبحثون عن الخلافة الإسلامية البذرة الأولى لـ«الجهاد».. تنظيم ضد عبد الناصر «طلاب الشريعة».. «أبوإسماعيل» أمير المؤمنين محمد الظواهرى.. عودة «الصيد» الثمين فوزى السعيد.. محارب ضد «الكافرين» «مجلس شورى المجاهدين».. أفغانستان فى قلب سيناء «التوحيد والجهاد».. إمارة إسلامية فى «جبل الحلال» القطبيون.. التكفير باسم «أهل السنة والجماعة» أبو الأشبال.. قائد غزوة المجلس العسكرى خالد سعيد.. أقصى يمين السلفيين طارق الزمر: اللجوء للعنف بعد الثورة انتحار سياسى منتصر الزيات: سيد قطب الأب الروحى لكل الجهاديين فى مصر ناجح إبراهيم: أحداث رفح انتقام لمقتل 6 من الجهاد فى أحداث العباسية سرى جداً.. العلاقات التنظيمية بين الجماعات الجهادية فى سيناء وغزة «الزعفرانى»: يعتمدون الفكر القطبى .. و«القوصى»: يستحلون الدماء «الوطن» تكشف: «خطوط اتصال» بين الجماعات الإسلامية والتكفيريين