كهربائى بـ«دار العلوم»: وفاة والدى أجبرتنى على احتراف الصنعة

كهربائى بـ«دار العلوم»: وفاة والدى أجبرتنى على احتراف الصنعة
- إجازات الصيف
- إحدى المدارس
- السنة الأولى
- الظروف الصعبة
- المدارس الخاصة
- المواقف الصعبة
- بنى سويف
- جامعة الفيوم
- دار العلوم
- أجر
- إجازات الصيف
- إحدى المدارس
- السنة الأولى
- الظروف الصعبة
- المدارس الخاصة
- المواقف الصعبة
- بنى سويف
- جامعة الفيوم
- دار العلوم
- أجر
ماهر رشاد عبدالحليم أجبره القدر على أن يصبح مسئولاً عن 6 أفراد من أسرته بالإضافة إلى والدته بعد وفاة والده، عندما كان يدرس فى السنة الأولى بكلية دار العلوم فى جامعة الفيوم، والتى تخرج فيها عام 2003، وظل يمارس عمله اليومى فى الصنعة التى أتقنها. {left_qoute_1}
«عمى كهربائى وكنت باشتغل معاه من وأنا فى خامسة ابتدائى»، هكذا بدأ «ماهر» حديثه عن تعلمه مهنة الكهربائى التى احترفها، رغم استكمال تعليمه وحصوله على مؤهل عالٍ، ورغبته فى الابتعاد عنها، إلا أن الظروف دوماً كانت أقوى منه.
فى عام 1992، كانت البداية، حيث لازم الطفل «ماهر» عمه الكهربائى أثناء الإجازات الصيفية، وأصبح يعمل مساعداً له بأجرٍ أسبوعيٍ لا يتعدى الـ10 جنيهات وتعلم الصنعة رويداً رويداً، حتى أصبح متقناً لها فى سن مبكرة، وعن هذه الفترة قال: «بقيت صنايعى زى الفل وأنا لسه مادخلتش الثانوية».
لم يتخيل الشاب أن يدخل اختباراً صعباً وقاسياً بعد عام واحد من التحاقه بالجامعة: «أبويا مات فجأة وسابنى متكتف وسط البحر ومربوط فى رجليا بإخواتى الستة وأمى ومطلوب منى أعديهم البر التانى»، وجد نفسه مضطراً للعمل المستمر أثناء الدراسة، وليس بشكلٍ متقطع فى الإجازة كما اعتاد، ونجح فى إنهاء دراسته الجامعية، وتخرج فى الكلية التى بدأها دون رسوب فى أى مادة طوال سنواتها الأربع.
«ماهر» علّم أخاه الأصغر منه «الصنعة» حتى يساعده فى تحمل مسئولية باقى أشقائهما، ووجد نفسه مضطراً لاستكمال العمل بمهنة الكهربائى بعد تخرجه، لأن المسئولية كانت أكبر من الصبر فى العمل براتبٍ قليلٍ فى إحدى المدارس الخاصة أو الحكومية.
ورغم الظروف الصعبة التى مر بها «ماهر»، الذى أصبح حالياً فى السابعة والثلاثين من عمره، لم يتخل بسهولة عن السنوات الطويلة التى قضاها من أجل الحصول على الشهادة الجامعية، وحاول تحسينها بالحصول على دبلومة تربوية، إلا أن الظروف كانت أقوى منه ولم يستطع أن يستكمل تمهيدى الماجستير.
مهنة «ماهر» أسهل كثيراً من العمل فى «الفاعل» وباقى مهن «المعمار» التى اعتاد باقى أهالى قريته الصغيرة فى محافظة بنى سويف العمل بها، وهو سببٌ دفعه للاستمرار بها، رغم رغبته الملحة دوماً فى العمل بالشهادة التى حصل عليها، وتابع بمرارة: «نفسى أرتاح من الشغلانة دى اللى بتنسينى إنى اتعلمت أصلاً».
«ماهر» لا يذكر أمام عملائه وزبائنه أنه من حاملى الشهادات العليا، لأن الأمر لا يعنيهم على الإطلاق، ولن يفيده كثيراً، وربما يوقعه فى حرجٍ حال تطفل بعضهم وتدخله فى حياته بشكل سافر، فالمواقف الصعبة التى تعرض لها فى حياته لا تحتمل أن تضاف لها نظرات شفقة أو سخرية.
«اتجوزت سنة 2008 ومعايا 3 عيال نفسى يبقى حظهم أحسن منى»، كلماتٌ عبر بها «ماهر» عن رغبته فى أن يكون مستقبل أبنائه أفضل منه، وألا تجبرهم الظروف على العمل فيما لا يحبون، وألا تقسو الحياة عليهم كما قست على والدهم من قبل، وتابع: «مش هحرمهم من حاجة ومش هجبرهم على حاجة عشان مايشوفوش اللى شوفته».