بـ70 ألفا وتأشيرة.. مي حجت بشهادة ختم النسر: "أنا الحاجة اللي مش حاجة"

كتب: عبدالرحمن قناوي

بـ70 ألفا وتأشيرة.. مي حجت بشهادة ختم النسر: "أنا الحاجة اللي مش حاجة"

بـ70 ألفا وتأشيرة.. مي حجت بشهادة ختم النسر: "أنا الحاجة اللي مش حاجة"

حج بيت الله الحرام وزيارة قبر الرسول، حلمٌ يراود الكثيرين لأداء فريضةٍ يُغسل فيها العبد من ذنوبه ويعود متجردًا منها كما ولدته أمه، إلا أن ذلك الحلم تحول إلى كابوسٍ في حياة السيدة الخمسينية، التي قدمت في قرعة الحج، وأصابها حظ القبول قبل أن تضطرها بعض الظروف الشخصية للتراجع عن أداء الفريضة، لتخوض رحلةً طويلة لاسترداد "تحويشة العمر" التي تجردت منها.

"قدمت في قرعة الحج في شهر 3 اللي فات، والنتيجة طلعت وعرفت إني إتقبلت" بتلك الكلمات بدأت السيدة مي موسى، حديثها لـ"الوطن" عن بداية قصتها التي تحولت لمعاناة فيما بعد، حيث تواصل قسم النزهة التابعة له معها وباقي المقبولين في القرعة واستلم منهم جوازات السفر والأوراق المطلوبة، وأخبرهم بالمبلغ المطلوب دفعه.

بعد تسليم الأوراق في قسم النزهة، أعلنت وزارة الداخلية في شهر مايو الماضي عن أسماء المقبولين بشكلٍ رسمي، وضرورة دفع 68 ألف جنيه في بنك مصر، وهو ما قامت به السيدة بالفعل "دفعت في بنك مصر وأخدت الوصل سلمته لقسم النزهة".

بعض الظروف الشخصية اضطرت مي ألا تسافر لأداء الفريضة، لتتقدم بطلب لقسم النزهة للتنازل عن دورها في القرعة واسترداد أموالها، وهو الطلب الذي قوبل بضرورة إرساله لمديرية الأمن "قالولي في القسم هنبعت الطلب للمديرية ولو مستعجلة أوي وديه بنفسك" وهو ما قامت به في نهاية شهر رمضان الماضي.

في مديرية أمن القاهرة سلمت السيدة التي لم تكد تحصل على لقب "الحاجة" طلبها وتركت رقم حسابٍ لتستقبل أموالها عليه "عرفوني في المديرية إني مش هستلم فلوسي غير بعد موسم الحج ما يخلص" إلا أن الوضع بقى كما هو حتى نهاية شهر أغسطس، رغم اتصالها بالمديرية كل يومين تقريبًا.

قررت مي أن تذهب لمكتب تلقي شكاوى المواطنين بأكاديمية الشرطة بالعباسية تسأل عن مصير أموالها "قالولي آخر رحلة حج هترجع في 16 سبتمبر، وهتاخدي فلوسك بعدها بأسبوعين بالكتير" إلا أنه وعلى الرغم من مرور شهر كامل على وصول آخر رحلة، لم تظهر أي بوادر تنبئ عن استرداد نقودها.

"الفلوس اتبعتت السعودية واحنا مخلصين ورقنا ومستيينها ترجع الفلوس مش أكتر" كلماتٌ تتلقاها مسامع السيدة كلما استفسرت عن مصير أموالها، وعلى الرغم من عرضها على مسؤولي الوزارة عدم استرداد أموالها، الفوز بمقعد في قرعة العام القادم، إلا أن طلبها قوبل بالرفض "كل سنة ليها قرعة".

"لا مني حجيت ولا مني أخدت الفلوس سديت بيها في الظرف اللي حصلي وبقيت الحاجة اللي مش حاجة" كلماتٌ لخصت بها مي مشكلتها، ورحلة الشهور الستة للبحث عن أموالها ومحاولة معرفة مصيرها، موجهةً نداءها لمسئولي وزارة الداخلية لسماع استغاثتها ورد أموالها لأنها في أشد الحاجة لها.


مواضيع متعلقة