حوار| عضو "تنسيقية مسيرات العودة" لـ"الوطن": مصر عمق القضية الفلسطينية

كتب: محمد علي حسن

حوار| عضو "تنسيقية مسيرات العودة" لـ"الوطن": مصر عمق القضية الفلسطينية

حوار| عضو "تنسيقية مسيرات العودة" لـ"الوطن": مصر عمق القضية الفلسطينية

مرحلة "نضالية" جديدة من كفاح الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي تمثلت في "مسيرات العودة الكبرى"، التي دشنت بعد سنوات طويلة من التراجع الذي اعترض القضية الفلسطينية لعدة أسباب أبرزها الانقسام الداخلي، وثورات الربيع العربي والتحولات السياسية التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط، في محاولة من الفلسطينيين لإنهاء الانقسام وتنويع خيارات المواجهة.

يقول عرفات أبو زايد، عضو الهيئة التنسيقية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار، إن "مسيرات العودة الكبرى" أصبحت جزء من حياة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والشباب الفلسطيني صار لديه دوافع أكثر للمشاركة والإبداع، مشيرا إلى أن الأمة العربية دائما ما تراهن على الشعب الفلسطيني، الذي يقاوم منذ 70 عاما ومستمر في المقاومة ولن يتراجع أبدا.

وأضاف أبو زايد في حوار أجرته معه "الوطن" أثناء تواجده في مصر، أن جمهورية مصر العربية تعتبر العمق الرئيسي للقضية الفلسطينية، وتقوم بدعم فلسطين على مدار سنوات الصراع العربي– الإسرائيلي، متوجها بالشكر للشعب المصري والرئيس عبدالفتاح السيسي والمؤسسات المصرية التي كان لها دورا كبيرا جدا، خلال السنوات الأخيرة في محاولة كسر الحصار على غزة.

 وإلى نص الحوار...

{long_qoute_1}

* كيف تطورت مسيرات العودة الفلسطينية على مدار ثلاثين أسبوعا؟

- أصبحت مسيرات العودة جزء من حياة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والشباب الفلسطيني صاروا لديهم دوافع أكثر للمشاركة والإبداع، فعلى سبيل المثال الجمعة الأولى لمسيرات العودة الكبرى اعتمدوا على إطارات السيارات وبعض المسيرات التي توجهت بالقرب تجاه السياج الحدودي الفاصل، حتى أصبحت المسيرات تعتمد على تنوع وإبداع الشباب في المقاومة السلمية والمقاومة الشعبية، مثل وحدات قص السلك وإطلاق الأطباق الطائرة على المستوطنين في إطار مستوطنات غلاف غزة داخل أراضينا الفلسطينية المحتلة عام 1948، وتنوعت أشكال المقاومة أصبحت متنوعة بشكل كبير داخل الأوساط الشبابية.

وعلى مستوى المشاركة راهن البعض على تقلص أعداد المتظاهرين المشاركين مع مرور الوقت وتراجع الفعاليات، لكن كل يوم جمعة تزداد الأعداد، واستحدثت بعض الفعاليات في أيام مختلفة، مثل يوم الإثنين على الساحل في زيكيم، وابتكر الشباب فقرات فنية وسياسية على الحدود، وتنظيم جلسات في نطاق المسيرات لإحياء التراث الفلسطيني، وإحياء حق العوة في نفوس كل فلسطيني.

{left_qoute_1}

* كيف أثر قرار ترامب بنقل السفارة الأمريكية للقدس إلى تحول مسيرات العودة من يوم واحد كل عام إلى فعاليات أسبوعية؟

- الأمة العربية دائما ما تراهن على الشعب الفلسطيني، الذي يقاوم منذ 70 عاما ومستمر في المقاومة ولن يتراجع أبدا، أما قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فهي تعكس ممارساته تجاه جميع القضايا العربية، وهو صهيوني أكثر من الإسرائيليين أنفسهم، وليس معنى أنه يصدر قرارا بنقل السفارة الأمريكية للقدس، أننا نعترف بهذا القرار، فالقدس هي عاصمة فلسطين وهذا في وجدان كل عربي وحر في عالمنا، والشعب الفلسطيني سخر من هذا القرار، لكن بالمجمل لن يغير القرار تاريخ الصراع العربي مع الكيان الصهيوني.

* هل توقعتم هذا العدد من الشهداء منذ بداية مسيرات العودة؟

- نوجه التحية للشهداء الأبرار ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى، والشعب الفلسطيني بكل شرائحه وفئاته يقدم أرواحه لتحرير أرضه، ومهما كانت وظيفتك داخل فلسطين فأنت تقاوم ضد المحتل بالطرق لمشروعة التي أقرتها الشرعية الدولية، لذلك أعتقد هذه التركيبة أن المقاومة غير مختزلة بفصيل فالمسعف مقاوم والصحفي مقاوم، والشعب الفلسطيني يحمل المقاومة بين ثنايا جسده.

{long_qoute_2}

* برأيك.. إلى متى ستستمر مسيرات العودة؟

- مسيرات العودة لها هدفين أساسيين الأول استراتيجي وهو إحياء حق العودة في نفوس الشعب العربي والفلسطيني في ظل مشاريع التصفية التي تمارسها الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني ضدنا، ونشر الوعي بذلك خاصة في ظل ما يتعرض له محيطنا العربي والإسلامي، نحن نتحدث اليوم أن القضية الفلسطينية لم تك الأولى على أجندة العرب في ظل الأزمات التي تعرضت لها دول المنطقة كالأزمة السورية والأزمة اليمنية، لكن بالمجمل في ظل كل القضايا الملتهبة، وجب علينا الخروج أمام العالم بأسره لنقول إن قضيتنا هي الأولى، ودورنا يتمثل في تعزيز الوعي بقضية اللاجئين ويحق لهم حق العودة التي أقرته جميع الشرائع الدولية، والأمم المتحدة أقرت بحق العودة في قرارها 194.

نرفض اختزال القضية الفلسطينية في أنها إنسانية وإغاثية لكن القضية الفلسطينية سياسية، واستمرار مسيرات العودة، أما الأمر الثاني يتعلق بشأن كسر الحصار الذي أنهك قطاع غزة منذ 12 عاما، على المستوى الاجتماعي، وإذا تحدثنا عن جانب بسيط من هذه الأزمة فيوجد لدينا ما يقرب من ربع مليون شاب فلسطيني داخل القطاع حاصل على شهادات جامعية وماجستير ودكتوراة عاطل عن العمل، والوظائف العمومية متوقفة، والشركات تقوم بتسريح العاملين.

* كيف ترى الدور المصري في دعم القضية الفلسطينية، لا سيما بعد تشديد الرئيس السيسي في خطابه بالأمم المتحدة على حق العودة للشعب الفلسطيني؟

- لدينا ثقة كاملة في دور مصر والقيادة المصرية ونعتبر أن مصر هي العمق الرئيسي للقضية الفلسطينية، وتقوم بدعم فلسطين على مدار سنوات الصراع العربي– الإسرائيلي، وأود أن أتوجه بالشكر للشعب المصري والرئيس عبدالفتاح السيسي والمؤسسات المصرية التي كان لها دورا كبيرا جدا، خلال السنوات الأخيرة في محاولة كسر الحصار على غزة، وفتح معبر رفح، وقرار الرئيس السيسي بعلاج المصابين في مسيرات العودة، ونأمل أن يظل الدعم المصري بهذا التواصل المعهود.

* كيف تتعاملون مع تهديدات وزير جيش الاحتلال أفيجدور ليبرمان؟

- يعتبر ليبرمان من أكثر المتطرفين ضد الفلسطينيين والعرب، وداخل الكيان الصهيوني يعتبرونه مجرد صوت عال يستخدمونه في التهديدات المستمرة، فالحرب ضد قطاع غزة الفلسطيني لن تكون نزهة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، والشعب الفلسطيني يعلم أنها تهديدات جوفاء ولا خوف منها، والاحتلال ليس لديه أدنى شك أنه سيخسر كثيرا في خوض أي معركة داخل القطاع الفلسطينين، ونحن لدينا قناعة تامة طالما نمر بمرحلة تحرير لأرضنا فكلنا نضحي من أجل تحرير أرضنا المحتلة من قبل الكيان الصهيوني، ولا يمكن لأي تهديدات أن تثني الشعب الفلسطيني عن المقاومة.

* ما أصعب موقف واجهك خلال 30 أسبوعا لمسيرات العودة؟

- كل شهيد وكل مصاب لديه قصة، وعلى سبيل المثال استشهد طفل فلسطيني يبلغ 8 سنوات في إحدى مسيرات العودة وتأخر والديه عن الإنجاب لمدة عشرين عاما، وليس لديهم أي أبناء سواه، وهناك الكثير من المشاهد المؤثرة سواء كان عمل مقاوم أو استشهاد أو إصابة، ونحن نعي جيدا أن هناك ضريبة ندفعها لتحرير أرضنا.

* هل ستؤثر مشاركة الضفة الغربية في مسيرات العودة؟

- هذا حلم وكطلب في الوقت ذاته، فلسطين ليست غزة فقط، والاحتلال ليس في غزة فقط، ودعونا لمسيرات العودة في جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة، وإذا تحركت الضفة الغربية لن تتحرك فلسطين فقط بل سيتحرك العالم العربي بأسره.

* ماذا عن التنسيق مع الفصائل في الضفة الغربية؟

يوجد تنسيق مستمر في البرامج والفعاليات واسم الجمعة، ومن باب الاحتياط الأمني يوجد اتصال بشكل غير مباشر.


مواضيع متعلقة