دونالد ترامب ورفاقه

عاطف سالم

عاطف سالم

كاتب صحفي

يمثل الرئيس الأمريكى دونالد ترامب منذ إعلان ترشحه للرئاسة فى يونيو 2015 وحتى الآن ظاهرة فى تاريخ الولايات المتحدة المعاصر.. فعلى الرغم من مرور فترة قصيرة من حكمه فإن الاختلافات بين الباحثين والمحللين حولها قد تراوحت بين مؤيد ومعارض لسياساته، ويتفق الجميع على أنه قلب الموازين فى كل الاتجاهات من صراع مع روسيا إلى نزاع مع الصين، ومن ضغوط على كوريا الشمالية إلى خلاف مع حلفائه فى الاتحاد الأوروبى وكندا، وعداء مع إيران.. وغيرها، وصولاً إلى الشرق الأوسط وطرح سيناريوهات متضاربة أطلق عليها الإعلام الغربى «صفقة القرن» التى، بكل المقاييس، لا تعتبر صفقة بقدر ما هى إملاءات القوة.

فقد جاء الرئيس ترامب إلى الحكم وهو يحمل مجموعة من التوجهات طرحها بالفعل فى حملته الانتخابية، كما مارس الحكم على رأس طاقم من الحكوميين والمستشارين مؤهلين لتنفيذ هذه التوجهات.. وفيما يتعلق بالشرق الأوسط هناك لاعبون أساسيون ضمن هذا الطاقم للوهلة الأولى لا يمكن اعتبارهم محايدين، ويأتى فى مقدمتهم جاريد كوشنر، صهر الرئيس البالغ من العمر 38 عاماً، خريج هارفارد الذى يعمل بدون راتب على ملف الشرق الأوسط وإسرائيل والشراكات مع القطاع الخاص والتجارة، ويعتبره الإعلام الغربى أحد صناع سياسة الرئيس وأنه يلعب دوراً مؤثراً من خلف الستار على أساس أن الرئيس لا يستطيع تعيينه فى منصب حكومى طبقاً «لقانون المحسوبية» لعام 1967 الذى ينص على عدم إمكانية تعيين الرئيس لأحد أقاربه فى مناصب تحته. وكوشنر هو حفيد لاثنين من الناجين من الهولوكوست فى بولندا هاجرا إلى الولايات المتحدة، واشتغلت الأسرة كلها فى مجال المقاولات وتزوج إيفانكا ترامب عام 2009 بعد أن تحولت إلى الديانة اليهودية قبلها بعام، ويشير الإعلام الأمريكى إلى أن كوشنر، الذى له ابتسامة أبوالهول، قد ساهم فى إقناع الرئيس ترامب بتعيين مايك بنس (58 سنة- حاكم ولاية إنديانا السابق) فى منصب نائب الرئيس بدلاً من كريس كريستى (حاكم نيوجيرسى) انطلاقاً من العداء القديم بينهما، حيث سبق لكريستى محاكمة والد كوشنر وسجنه سنتين عندما كان كريستى فى منصب المدعى العام.

هذا وقد لعب كوشنر أيضاً دوراً حيوياً إبان الحملة الانتخابية للرئيس سواء فى تويتات منشورة أو اتصالات مع قادة رفيعى المستوى من بينهم هنرى كيسنجر، وروبيرت موردوخ.. وغيرهما..

أما جيسون جرينيلات، الذى شغل منصب محامى ترامب على مدى 20 عاماً، فهو من مواليد عام 1967، يهودى متدين، ابن لاجئ يهودى مجرى هاجر إلى الولايات المتحدة عام 56 ولديه ستة أبناء، فقد درس فى إحدى المدارس الدينية فى الضفة الغربية أواسط الثمانينات، وتخرج فى مدرسة القانون بنيويورك، كما حصل على درجة الدكتوراه الفخرية عام 2017 من كلية تورو بنيويورك.. فقد تولى منصب الممثل الخاص للمفاوضات الدولية مع التركيز على الصراع الفلسطينى الإسرائيلى، وملف العلاقات الكوبية الأمريكية، والاتفاقيات التجارية الأمريكية مع دول العالم، وهو يعتبر أن المستوطنات الإسرائيلية فى الضفة الغربية لا تمثل عائقاً للسلام، كما أنه يعد كبير مهندسى ما يسمى «صفقة القرن».

ودافيد فريدمان: السفير الحالى للولايات المتحدة فى إسرائيل من مواليد 1959 فى نيويورك، تخرج فى جامعة كولومبيا (بكالوريوس فى الفنون)، وعمل محامياً وصحفياً، كما عمل مستشاراً لترامب فى حملته الرئاسية.. يتحدث العبرية ويمتلك منزلاً فى حى الطالبية غربى القدس.. يعلن دعمه الكامل للمستوطنات الإسرائيلية، ويساهم فى تمويلها، كما يعرب عن شكوكه بشأن مستقبل حل الدولتين.

وبالطبع السفيرة المتشددة نيكى هايلى مندوبة الولايات المتحدة فى الأمم المتحدة، التى أعلنت مؤخراً رغبتها فى الاستقالة من منصبها، والتى تعارض بشدة أى توجهات إيجابية لمعالجة القضية الفلسطينية. ولن ننسى هنا أنها هندية- أمريكية من مواليد 1972 وكانت تشغل من قبل منصب حاكم كارولينا الشمالية.

وقد ركزنا فى هذا المقال باختصار على الرفاق الذين لهم صلة تعامل بمسائل الشرق الأوسط إلا أنه يجدر الإشارة إلى أن طاقم الرئيس ترامب يضم 17 يهودياً كما أنه فاز فى انتخابات الرئاسة بأصوات 24٪ من اليهود الأمريكيين.

ولا يفوتنا هنا الإشارة إلى الوجه المشرق للرئيس ترامب ممثلاً فى ميلانيا كنيز (ميلانيا ترامب لاحقاً) التى زارت مصر مؤخراً وهى سيدة أولى من الطراز الرفيع، كانت تعمل «موديل» فى سلوفينيا قبل زواجها من ترامب، كما أنها أم طيبة لابنها «بارون ترامب» وهى تفضل دائماً أن تكون خلف الستار.

وللحديث بقية..