مدينة الأزهر الجامعية.. معسكر تنظيم الإخوان
تحول سور المدينة الجامعية للأزهر إلى بوابة بديلة للطلاب الرافضين لشغب عناصر الإخوان، فالبوابة الرئيسية توقفت عن العمل بشكل شبه كامل، بسبب الاشتباكات المتكررة بين الإخوان والأمن، فضلاً عن المتاريس التى وضعها طلاب التنظيم خلف البوابة، من مكاتب ودواليب ومواسير غاز وصهاريج مياه، والتى سطا عليها طلاب الإخوان من مشروع خلف المدينة ليضعوه خلف البوابة، بحجة منع الأمن من الدخول.
يقول محمد نبيل أحد المقيمين بالمدينة والطالب بكلية تربية: «دول عيال مخربين وبتوع مشاكل إحنا جايين نتعلم مش نخرب فى جامعتنا، إحنا نتظاهر لو فيه ظلم وقع علينا مش علشان السياسة».[FirstQuote]
وعند نقطة التقاء سور المدينة مع سور جامعة الطالبات المنخفض، وجدنا عشرات الطلاب يحاولون المرور إلى داخل المدينة وخارجها، سألنا محمود عبدالعاطى بكلية التجارة عن السبب فى استخدام السور، فأجاب بانفعال: «دى مش مظاهرات دى بلطجة ولازم القانون يتطبق على شوية البلطجية دول، إحنا حياتنا باظت، مش عارفين نذاكر ولا ننام ولا ناكل ونشرب، بسبب الغاز المسيل للدموع» وأضاف «المدينة كلها بقت بتستعمل السور علشان مانشوفش وشهم لكن علشان الإخوان غاويين يفسدوا علينا كل حاجة بقوا يشاركونا فى النط من على السور، وكل ما يجيلهم عيال من بره يستخدموا السور زينا، لما الأمن بقى يقف لكل اللى ينطوا ويقبض عليه، نفسى أفهم هما عايزين مننا إيه؟ هما ربنا خلقهم لقرفنا؟».
لم تنته مفارقات الحياة بالمدينة الجامعية بالأزهر، فعلى الجانب الآخر من المدينة، حيث ملاعبها التى لا تبعد عن بوابة الاشتباكات كثيرا، تجد شبابا يلعبون كرة القدم غير عابئين بالاشتباكات ولا بالغاز، يقول محمود بسيونى بكلية العلوم ومقيم بالمدينة: «إحنا مش فاضيين لوجع القلب بتاع الإخوان ولا راضيين عنه ولما بنلاقى دقيقة فايضة من المذاكرة بنلعب»، وبسؤاله هل تناقشت مع أحد منهم؟ قال: «كثيراً كنت أتناقش معهم ثم توقفت لما لقيتهم حافظين مش فاهمين حاجة، وبيزهقونى فبطلت أكلمهم خالص» وتابع: «الكلام بيبدأ دايما لازم تكون معانا علشان تجيب حق شهيد كلية العلوم الذى قتله الأمن أثناء وجوده فى السكشن، أقوله مفيش عندنا قتلى فى علوم وأنا سألت ومتأكد، يقول طيب علشان حق عميد كليتك اللى سحلته قوات الأمن وضربوه العساكر على قفاه وفيديو ضربه على اليوتيوب، وأؤكد لهم أن العميد لم يحدث له أى شىء من ذلك، وأنا كنت شفت كل حواره مع قوات الأمن وأدعوه يجيب لى الفيديو من على يوتيوب علشان بدور ومش لاقى حاجة، ساعتها ينفجر فى وجهى غاضبا ويقول علشان حق إخوانك اللى ماتوا فى رابعة، فقلت كده بقت العملية سياسة وأنا مش هاشتغل سياسة فى الجامعة، وكمان أنا نزلت فى ثورة يونيو ونزلت لتفويض الفريق عبدالفتاح السيسى، فينقلب الحديث إلى خناقة، فبطلت أناقشهم خليهم على عماهم لما يفهموا» هنا تدخل عمر عبدالوهاب السوهاجى طالب بكلية دعوة ومقيم بالمدينة، وممن كانوا يلعبون الكرة بقوله: «أنا آخر واحد ناقشته منهم ضربته بالجزمة» فسألته لماذا؟ فحكى قصة قريب له وفى نهايتها «فقال لى الواد الإخوانى إن مرسى هو اللى عمل شرف للصعيد فرحت قالع جزمتى ومديله بيها على دماغه يمكن تنضف» وأثناء الضحك الجماعى ممن التفوا حولنا على كلام عمر الصعيدى، سألنا الطالب محمد هاشم من تجارة ومقيم بالمدينة أن يبعث برسالة لشباب الإخوان فقال: «يا شباب الأزهر إحنا ملح البلد، فلن يصلح الطعام إذا الملح فسد» ووسط الصيحات المازحة من الطلاب على جملة زميلهم جاء نحونا بعض الطلاب مهرولين هاربين من أثر قنبلة غاز فاستوقفتهم حلقة النقاش فى الملعب، وحينما علموا بوجود صحفى انتابتهم حالة من الهياج وأخذوا يسبون ويقذفون وحاولوا التعدى علينا بالضرب، لكن تصدى لهم شباب الملعب وكادت تحدث اشتباكات بين الطلاب وبعضهم، فآثرنا الانسحاب ورافقنا مجموعة من شباب الملعب وأخرجونا من مخرج خاص يعرفونه يطل على مبنى الأمن الوطنى المواجه لسور الجامعة، وفى الطريق أبدى الشباب أسفهم من تهور زملائهم.