من دفاتر حكايات من عاشوا تجربة «الأسر البديلة»: حياتنا أصبح لها معنى

من دفاتر حكايات من عاشوا تجربة «الأسر البديلة»: حياتنا أصبح لها معنى
- إحدى المدارس
- الأسرة والطفولة
- الأمومة والطفولة
- الزيارات الميدانية
- السن الصغيرة
- السوبر ماركت
- الطفلة م
- العالم الخارجى
- المدارس الخاص
- أدنى
- إحدى المدارس
- الأسرة والطفولة
- الأمومة والطفولة
- الزيارات الميدانية
- السن الصغيرة
- السوبر ماركت
- الطفلة م
- العالم الخارجى
- المدارس الخاص
- أدنى
«كل أنثى أم، وإن لم تُنجب.. وهناك الكثير من الأطفال حرموا من أسرهم دون أدنى ذنب لهم، وواجبنا أن نمد أيدينا لهم ونطبطب عليهم»، بهذه الكلمات بدأت عزة مصطفى، إحدى الأمهات البديلات، والتى قررت كفالة بنت منذ ثلاث سنوات، حديثها لـ«الوطن»، مشيرة إلى أنها قررت كفالة بنت منذ 3 سنوات بعدما تعدت سنها السنتين داخل دار الأيتام، مؤكدة أن اللائحة القديمة كانت تنص على ضرورة مرور عامين على بقاء الطفل داخل دار الرعاية ومن ثم كفالته.
وأوضحت «عزة» أنها كانت تزور البنت منذ أن كان عمرها «5 أيام»، قائلة: «كنت بزورها كل أسبوع وأتابعها وهى تكبر، وأتابع حالتها وأجيبلها لعب، وعرفتنى وحبتنى، وحاولت بكل الطرق أقرب من قلبها، الأطفال فى السن دى بيحسوا بنبضات القلب»، مشيرة إلى أنها كفلتها عندما أتمت العامين.
وتابعت: «انتظرت 5 سنوات بعد زواجى ولم يقدر لى ربى الإنجاب بسبب إصابة زوجى بورم فى المخ، بعدها اتخذنا قرار كفالة الطفلة»، مؤكدة أنها أخدت كورسات تربية إيجابية وتدريس للأطفال فى مرحلة الحضانة حتى تستطيع التعامل معها.
{long_qoute_1}
أخبرت «عزة» الطفلة منذ فترة قصيرة لم تتجاوز الشهرين بأنها ليست أمها الحقيقية، وهو ما تحكى عنه قائلة: «أنا باحكيلها كل يوم حدوتة قبل ما تنام، وهى بتحب الحواديت جداًً، وعندها خلفية إن فيه أطفال مامتهم بتتركهم وتموت، وكذلك الحيوانات الصغيرة، فقررت إنى أقولها الموضوع فى شكل حدوتة وقولتلها: «فيه أطفال كتير معندهمش بابا وماما وربنا بيبعتلهم هدية بابا وماما تانيين، واللى معندهمش أولاد ربنا بيبعتلهم هدية بيبى، وأنا بحبك جداًً فربنا عاوزنا نعيش مع بعض، فحضنتنى وقالتلى وأنا بحبك وبحب ربنا علشان خلاكى مامتى»، مشيرة إلى أنها لم تخبر أحداً من جيرانها ولا أقارب زوجها، سوى أبويه، بموضوع كفالة الطفلة، حتى لا تتأذى نفسيتها بأسئلتهم ونظراتهم».
وأضافت: «رغم أننى فى أوقات كثيرة أفكر فى استضافة طفلة أخرى، إلا أننى لا أريد أن يأتى أحد ليشاركها اهتمامنا، وغصب عننا ممكن نميز واحدة عن أخرى».
وأوضحت أن غريزة الأمومة أعظم هبة خص الله بها النساء، مؤكدة أن الطفلة منذ أن تكفلتها غيرت مجرى حياتها للأفضل، قائلة: «إحساس إن حد بيحبنى وشايفنى كل حياته شىء سامىٍ، البنت بتحبنى جداً وبنلعب مع بعض، وباحكيلها كل يوم حدوتة وبخرجها وقدمتلها فى مدرسة لغات تطبق نظام «منتسورى»، وبراجع معها كل يوم ما درسته، والشعور بقيمة الشىء يزداد عندما نفقده، وفقدانى لنعمة الإنجاب سيجعلنى متمسكة بهذه الطفلة لآخر عمرى».
وأضافت أنها تعهدت هى وزوجها لدار الرعاية بتوفير كافة احتياجات الطفلة، مع الحفاظ على نسبها، وضرورة التزامهم بتيسير مهمة «إدارة الأسرة والطفولة» فى الإشراف والزيارات الميدانية، مؤكدة أنها قدمت صور بطاقتها هى وزوجها، وقسيمة الزواج، وعقد الشقة، ومفردات مرتب، إلى جانب شهادة مرضية لزوجها تفيد بإصابته بورم فى المخ «حميد»، مؤكدة على ضرورة تغيير ثقافة المجتمع تجاه كفالة الأطفال لمواجهة مشكلات دور الأيتام، واحتواء الأطفال نفسياً وصحياً.
من جانبها، قالت إحدى الأمهات البديلة، «ص. م»، رفضت ذكر اسمها: «حياتى اتغيرت 180 درجة للأحسن، بعد ما قعدت 19 سنة مفتقدة لإحساس الأمومة، بقى عندى زرعة جديدة برعاها، وعوضتنى حرمان نعمة الأطفال»، مؤكدة أنها استقبلت طفلة عمرها سنتين منذ عام ونصف.
{long_qoute_2}
وأضافت: «انتظرت سنوات عديدة حتى أتمكن من كفالة بنت صغيرة لم تتجاوز العامين، نظراً لأن السن الصغيرة أفضل فى النشأة وتعليم السلوكيات الصحيحة والمبادئ من الصغر، فالطفل فى الصغر أشبه بالعجين سهل تشكيله، وذلك بعدما أقنعتنى إحدى صديقاتى بكفالة طفلة لتعليمها وتربيتها، ولتكون أنيساً لى أيضاً فى الكبر».
وتتابع الأم البديلة: «البنت مش مصدقة إنها عايشة فى بيت ومع أب وأم بيحبوها ويدلعوها، بنتى بقى عندها 3 سنوات ونص وكل شوية تيجى تقولى انتى بتحبينى، باخدها فى حضنى جامد، وبقولها أنا بحبك جامد، تقريباً طول اليوم بقولها أنا بحبك، أنا فى الفترة الحالية بشبعها أمان».
وتتابع «ص. م»: «شفت أطفال كتيرة فى دور أيتام، ورغم توافر كل الخدمات وسبل الراحة والرعاية لهم، وإلحاقهم بمدارس خاصة، لكنهم فى حاجة إلى أم، فالأطفال مش حاسين بالأمان فى دور الأيتام لأنها مؤسسات، واللى بيراعوا الأطفال دادات، والأطفال محتاجة أم تفهمهم وتحس بيهم، وحد يطبطب».
وأكدت أنها لن تبلغ الطفلة فى الوقت الحالى بأنها ليست والدتها الحقيقية، قائلة: «ماقدرش أهزها مايبقاش الكرسى ملخلخ ونحط عليه حجر.. أول ما أخدتها كان واضح إنها عانت فى حياتها، بدليل خوفها من أى حد، وبعالج خوفها بضمها لحضنى، ومش هقولها غير لما تفهم وتحس بالأمان الكامل».
وأوضحت أن هناك إخصائية اجتماعية تأتى من الإدارة الاجتماعية كل شهر للاطمئنان عليها والجلوس معها لمتابعتها وإجراء تقييم، لافتة إلى أنها تذهب للحضانة يومياً لتتعلم الأساسيات والألوان، وتدريبها على التعامل مع العالم الخارجى والأطفال.
وأضافت: «أهلى على دراية بكفالتى لطفلة، ورحبوا بالموضوع، لكن المجتمع المحيط وأخوات زوجى ضايقونى بحديثهم وتدخلهم فى حياتنا الشخصية بشكل مبالغ فيه، المجتمع كله والجيران عندهم حب فضول وتدخل فى حياة الآخرين بشكل مبالغ فيه، البقال فى السوبر ماركت كل مايشوفنى يقولى بنتك دى، لكنى تجاهلت كل الناس وكل المحيطين بى، ولم يعننى حديثهم لأننى أركز فى مستقبل وحياة طفلتى الصغيرة، وأتمنى من الله أن يحفظها»، مؤكدة أنها ستعمل كل ما فى وسعها لتصبح شخصية قوية ومتعلمة قادرة على مواجهة أى ظرف، ولن تسمح لأى شخص بأن يؤذيها بكلامه.
وناشدت كل من لديه القدرة على رعاية وتربية أطفال أن يكفل طفلاً أو اثنين، قائلة: الإجراءات بسيطة، والكفالة ليست فى الماديات فقط، ولكن فى التربية والتوجيه والنصح، فالطفل فى مراحله الأولى يعجز عن مواجهة عواصف الحياة.
وفى هذا السياق، قال «محمد»: «كانت لى تجربة خاصة فى كفالة طفلة يتيمة، منذ عام 2001، حيث بالصدفة وجدت طفلة حديثة الولادة فى شنطة موجودة خلف سيارتى، ووقتها ناديت على البواب، وقلت له إيه الشنطة دى، قالى مش عارف واتصدمنا إن فيها طفلة حديثة الولادة»، مؤكداً أنه أخذها على مركز الشرطة لتحرير محضر بالواقعة، وقابل مأمور المركز وقص له الواقعة، مشيراً إلى أنه قال للمأمور: «أنا لقيت طفل وماتقوليش اتبناه، ربنا أرحم منى ومنك».
وأضاف أنه تم تحرير محضر وعمل شهادة ميلاد للطفلة حديثة الولادة واختيار اسم عشوائى لها، وإيداعها بإحدى الحضانات بالمستشفى لمدة 4 أيام، مؤكداً أنه تكفل بمصروفات الحضانة، ثم تم تسليمها لأحد مراكز الأمومة والطفولة، لافتاً إلى أن عمرها كان لم يتجاوز الثلاثة أيام حينها.
ولفت إلى أنه كان يتردد على المركز كل فترة للاطمئنان عليها، ومتابعتها بشكل خاص، قائلاً: «كنت بسأل عليها هى لدرجة إن الناس قالولى انت أبوها الحقيقى»، مؤكداً أنه فى هذا التوقيت كان متزوجاً حديثاً.
وأكد أن البنت مكثت فى المركز لمدة عامين ثم انتقلت إلى دار رعاية أيتام، مشيراً إلى أن ارتباطه بها كان يزداد يوماً بعد الآخر، قائلاً: «حسيت إنها مسئولة منى أنا، وربنا بعتنى ليها علشان آخد بالى منها، وفى هذا الوقت تعرضت البنت لأزمة صحية شديدة، لدرجة إن مشرفة الدار كلمتنى وقالتلى تعالى شوفها قبل ما تتوفى، قالتلى عندها جفاف شديد وشكلها مش هتعدى منه»، لافتاً إلى أنه زارها وتأثر بمرضها واتخذ قرار كفالتها فى بيته حتى يتمكن من رعايتها ويتولى شئونها أفضل من دار الرعاية المقيمة بها.
وأضاف أنه قدم طلباً للشئون الاجتماعية لكفالة البنت وتمت الموافقة، لافتاً إلى أن فرق السن بينها وبين أولاده سنة، لذلك تأقلموا على بعض سريعاً، ولم تكن هناك أى مشكلات فى التربية، مؤكداً أنه ألحقها بالمدارس مثل أبنائه واهتم بمذاكرتها وتعليمها.
وتابع «محمد»: «ربيت البنت لحد ما وصلت سن المراهقة، واتفقت مع زوجتى على التقديم لها فى إحدى المدارس الخاصة الداخلية فى القاهرة»، نظراً لصعوبة وجودها معه ومع «ولديه» فى منزل واحد، رغم أنه رباها من الصغر، لافتاً إلى أنه تكفل بكافة مصاريفها، ويذهب للاطمئنان عليها دائماً حتى لا يقصر معها، مشيراً إلى أن عمرها حالياً «17 سنة».
وأكد الأب البديل أنه فى البداية لم تتقبل زوجته الوضع إلا أنه مع مرور الوقت اعتادت عليها وتعلقت بها، مشيراً إلى أنهاً دائما كانت تقول له «أنا بعاملها بمنطق الرحمة وهى ملهاش ذنب فى هذا الوضع»، مؤكداً أن التحاقها بإحدى المدارس الخاصة الداخلية كان لأسباب شرعية، قائلاً: «ولادى فى فترة مراهقة ولا يجوز أن يجلسوا بمفردهم معها».