مهنة حرة لا يمارسها العبيد

كتب: إكرامى كشك

مهنة حرة لا يمارسها العبيد

مهنة حرة لا يمارسها العبيد

المحاماة مهنة حرة لا يمارسها العبيد، تشارك السلطة القضائية فى تحقيق العدالة وتأكيد سيادة القانون.. ومهنة المحاماة بهذا التعريف صارت رسالة، لأن المحامى يمارس مهنته ولا سلطان عليه سوى ضميره، ولعظمة المحاماة قال لويس الرابع عشر عنها: «لو لم أكن ملكاً لفرنسا، لوددت أن أكون محامياً»، وتتميز مهنة المحاماة عن غيرها بميزة الإحساس المرافق للعمل، ويتجلى ذلك حين وقف رجل يسأل ثلاثة محامين يعملون فى المحاماة: «ماذا تفعلون يا سادة؟»، فأجاب الأول: «المحاماة مهنتى أتعامل مع أوراقها»، وقال الثانى: «المحاماة صفتى أعمل فى حصنها»، أما الثالث فقال: «المحاماة رسالتى غايتى تحقيقها»، الثلاثة يمارسون العمل نفسه لكن كل منهم يختلف عن الآخر اختلافاً بسيطاً هو الإحساس المرافق للعمل، وهنا تتجلى صفة الاستقلال فى هذه المهنة الحرة التى لا يمارسها العبيد، سواء كانوا عبيداً للمال أو الشهرة فهؤلاء ليسوا محامين، فمن الطبيعى أن يحصل المحامى فى عمله على الأتعاب والأرقى من ذلك أن يجد نفسه موضع تقدير وإعجاب، وأجمل من الاثنين أن يسمو فى عمله لجزاء حامل الرسالة الوازن بالقسط الذى لا يخسر ميزانه أبداً.

ولمصر الفخر أن نشأت فيها المحاماة منذ فجر التاريخ قبل ما يناهز ثلاثة آلاف سنة وكان للمحاماة مواقف سطرها التاريخ على مر الزمان فى ظل نقابة قوية عريقة أذكر منها موقف نقابة المحامين المصرية من ثورة يوليو إذ كانت أول المطالبين بعودة الحياة النيابية فى مارس 1952 واستمراراً لدورها الوطنى كان لها الفضل فى منع بيع هضبة الأهرام وموقفها من اتفاقية كامب ديفيد ومروراً بمقاومة فرض الحراسة على النقابات المهنية، وكانت نقابة المحامين فى مقدمة النقابات التى رفعت عنها الحراسة بعد معركة قضائية شهيرة، وكانت صاحبة الدعوى وتنفيذ حكمها الأستاذة فاطمة ربيع المحامية، ومروراً بمقاومة التوريث فى عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك وانتهاء بقيادتها لثورة 30 يونيو التى قضت على أحلام ومخططات جماعة الإخوان المسلمين لاختطاف هذا الوطن.


مواضيع متعلقة