من "علي اللولو" الذي سيضخ 500 مليون دولار استثمارات في مصر؟

من "علي اللولو" الذي سيضخ 500 مليون دولار استثمارات في مصر؟
خطة طموحة تسعى مجموعة اللولو الاستثمارية الهندية تنفيذها في مصر، من خلال ضخ استثمارات تزيد عن الـ500 مليون دولار خلال عامين فقط فى مجالات مختلفة منها فتح مراكز تسوق "هايبر ماركت" وتصدير الأسماك إلى الخارج، والتطوير العقارى، هذا مأكده يوسف على، رئيس مجموعة اللولو الاستثمارية الهندية، اليوم، خلال لقائه الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء.
لكن من هو يوسف على صاحب مجموعة اللولو الاستثمارية الهندية، الذى التقى به رئيس الوزراء اليوم.
قبل نحو ستين عاما أو يزيد، ولد يوسف علي، فى ولاية كيرالا الهندية التى تقع على الساحل الجنوبي لشبه القارة الهندية التى تطل على المحيط الهندي، لأسرة فقيرة، لا تمتلك من حطام الدنيا إلا القليل، عاش في صغره كبقية أقرنائه، حرمان وفقر، وعمل في المزارع القريبة من منزله.
قرر "علي" أن يترك موطنه ومكان ميلاده، بحثا عن حياة أفضل له ولأسرته، فتوجه إلى الخليج، وكان عمره آنذاك سبعة عشر عاما، كان صبيا لا يملك من حطام الدنيا إلا ملابسه التي يرتديها والكثير من الأمل والصبر والعزيمة والإيمان.
التحق بالعمل وانضم إلى مجموعة "EMKE" التي أسسها عمه عبدالله في إمارة أبوظبي، واستطاع أن يجلب إليه العديد من الزبائن بفضل حرصه الشديد على كسب رضاهم والعمل على تلبية حاجياتهم بكل مودة وصبر، وخلال أكثر من عشرين عاما طور مجال التوزيع بالجملة بالإضافة إلى زيادة واردات الشركة، حتى قرر فى النهاية أن ينطلق هذه المرة بمشروعه الخاص، وافتتح محلا له باسم "لولو هايبر ماركت"، موظفًا فيه خبراته الطويلة في التجارة وأمواله التي جناها من عمله السابق.
وسرعان ما لاقى دكانه النجاح والشهرة، ما دفع بالرجل إلى التوسع من خلال إطلاق فروع أخرى عديدة، واستطاع أن يرفع رصيد أفرعه إلى 100 فرع، منها 51 في الإمارات وحدها.
وعن أيامه الأولى في أبوظبي، يقول علي: "بدايةً كان من الصعب أن أجد عمّالاً لتحميل البضائع وإفراغها فقمت أنا بهذه المهمة، لأنني أؤمن بضرورة العمل الجاد منذ وصولي إلى العاصمة".
ويضيف: "كان عليّ العمل منذ الصباح الباكر حتى وقت متأخر من الليل، وعندما أعود إلى المنزل أبلّل الأرض كي أستطيع النوم عليها لأن مكيف الهواء كان من الكماليات بالنسبة لي، ماذا سآكل غداً؟ وكيف يمكن أن أزيد الإنتاجية أكثر مما هي عليه اليوم؟ كانت هي الأسئلة التي تراودني باستمرار حتى الآن".
وتعتبر مجموعة لولو في وقتنا الحالي من أكثر الشركات الناجحة عالميًا التي حققت نموًا تصاعديًا مطردًا خلال السنوات الماضية، وتضم ما يزيد عن 40.000 يداً عاملةً من 37 جنسيةً مختلفةً، وتبلغ قيمة مبيعاتها السنوية أكثر من 6.2 مليار دولار أمريكي.
يعد يوسف علي من أكثر الشخصيات التجارية الناشطة في المجال الاجتماعي، حيث إنه يشارك في الأنشطة الخيرية والإنسانية في الهند ودول مجلس التعاون الخليجي، بالإضافة إلى مساهمته في العديد من الأنشطة الخيرية في جميع أنحاء العالم كجزء من المسؤولية الاجتماعية للشركات العالمية، تزوج يوسف علي من زوجته شابيرا وأنجبا ثلاث بنات، وهو يعيش في منزل رائع بإطلالة كبيرة على الواجهة البحرية في العاصمة الإماراتية أبوظبي، ويمتلك طائرة إمباير ليجاسي الخاصة، ويعتبر مصدر إلهام للعديد من الشباب الصاعد الذي يمتلك طموحات عالية من مجتمعه.
“أهدي نجاحي إلى 35,600 من أفراد أسرة مجموعتي الذين أظهروا دائماً للعالم المعنى الحقيقي للصدق، و العمل الشاق”. هكذا تحدث يوسف علي لإحدى الصحف الهندية، كلمات قد تبدو مختصرةً، و لكنها تختزل دربًا طويلًا من الصبر و الكفاح، صنعا قصة نجاح و تألق لرجل عانى الويلات لسنوات، إلا أن إرادة الحياة في النهاية أبت إلاّ أن يستجيب القدر، ليصبح يوسف على ضمن ال40 فى قائمة “فوربس” لأغنى 100 هندي في العالم، مع ثروة تُقدّر بنحو 2.3 مليار دولارًا فى عام 2016.
وبالرغم من ذلك، فإنه ظل دائمًا وفيًا لتلك البدايات، فحرص على قيادة العمل الخيري في المنطقة، كما أكد على الدوام أنه من مسؤولية شركته الإهتمام بالحياة الشخصية للموظفين وضمان العيش الكريم لأسرهم، حيث يقول: "أدعو الموظفين لإرسال الأموال إلى ذويهم، وبعضهم لا يهتم بمثل هذه الأمور، فأقوم بتحويل الأموال إلى الحساب المصرفي لآبائهم كل شهر، وبعد معرفة الموظفين بذلك، يقابلونني والدموع في أعينهم و يريدون تصحيح خطأهم، وبعضهم يسعى لإعادة الأموال التي أرسلتها"، ضاربًا بذلك مثلًا آخر في حسن الخلق والبر بالآباء، ليستحق وعن جدارة أن يكون واحدًا من أكثر الشخصيات الفاعلة في دولة الإمارات.