مواطنون: مستشفيات الحكومة رخيصة وكلها أخطاء.. و«الخاصة بتسرقنا»
![الأخطاء الطبية والتلوث أبرز ما يعانيه المواطنون](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/5259436971539023227.jpg)
الأخطاء الطبية والتلوث أبرز ما يعانيه المواطنون
تباينت آراء المواطنين حول المقارنة بين المستشفيات الحكومية والخاصة، من حيث وجود بعض الأخطاء العلاجية التى يرتكبها الأطباء، وكذلك الاستغلال المادى الذى يحدث فى بعض المستشفيات الخاصة. أمام أحد المستشفيات الحكومية وقف أحمد مصطفى، ٥٦ سنة، من منطقة بولاق الدكرور، بجوار زوجته القعيدة التى اعتاد على اصطحابها إلى المستشفى لمتابعة ما وصلت إليه حالتها، بعد أن قامت بإجراء جراحة فى الكاحل، أفقدتها القدرة على المشى: «باجى يومين فى الأسبوع أعمل متابعة لمراتى، وفوجئت إن الأشعة اللى عملتها بره المستشفى أكدت إن فيه خُراج مكان العملية، ولازم الكاحل يتفتح تانى علشان يتنضف، وإن ده بسبب غلطة من الدكتور اللى عمل العملية». يقولها مصطفى مشيراً إلى وجود أخطاء طبية فى بعض المستشفيات الحكومية نتيجة الاعتماد على أطباء حديثى التخرج، إضافة إلى زيادة أعداد المرضى، ما يقلل من فرصهم فى الحصول على رعاية طبية مناسبة، وأرجع الرجل الخمسينى السبب الرئيسى لقدومه إلى مستشفى حكومى، إلى عدم قدرته المادية للذهاب لمستشفى خاص: «أنا جيت المستشفى ماشية على رجليّا، خرجت منها بكرسى متحرك»، بتلك الكلمات بدأت عبير على حديثها، عن حالتها التى ساءت بعد تكرار سقوطها على الجانب الخارجى من الكاحل، وبعد معاناة وتحمل دام سنتين، قررت الذهاب إلى الطبيب لتلقى العلاج، وبعد أن أجرت عملية جراحية فى القدم، ظلت تتابع مع الأطباء للتأكد من أن كل شىء على ما يرام، إلى أن داهمها ألم شديد، فذهبت لإجراء أشعة: قلت أروح مركز أشعة خاص، وطلعت النتيجة إن عندى خراج مكان العملية، بسبب تلوث وقت إجراء الجراحة».
فى هدوء شديد جلس طارق صابر، ٤٥ سنة، مع طفله الصغير على الرصيف المقابل لأحد المستشفيات الحكومية، ينتظر قدوم السيارة التى ستقله إلى قريته فى بنى سويف، وذلك بعد الانتهاء من المتابعة الخاصة بنجله، حيث يعانى الأخير من اضطراب نفسى: «المستشفى فى بلدنا حولتنى القاهرة، ولما جيت الدكتور قالى لازم يتحجز علشان الحالة محتاجة متابعة، لكن مفيش سرير فاضى، وبقالى ٣ شهور بتابع معاهم على أمل إن سرير يفضى، هو إحنا علشان غلابة يبقى نموت، ومعيش فلوس أروح بالولد مستشفى خاصة».
«عبير»: «دخلت على رجلى وخرجت على كرسى متحرك.. وفنى الأشعة قال لى إن الكاحل سليم وطلع عندى خُراج بسبب تلوث العملية»
المواطنون المترددون على المستشفيات الخاصة كان لهم الكثير من الشكاوى أيضاً، أحدهم محمد إبراهيم جاء بصحبة والد زوجته الذى سيجرى عملية جراحية، يقول الشاب الثلاثينى، إنه فضل المستشفى الخاص، بسبب قلة عدد الحالات وهذا بدوره سيؤدى إلى زيادة الاهتمام بالمرضى: «بس الفلوس اللى بيطلبوها كتير وفيه استغلال، لو العملية بره بـ ١٠٠٠ جنيه، هنا بتكون بـ١٠٠٠٠، وده بسبب إنها تجارة مش علاج، لكن بنطمن أكتر مع الخاصة، لأن بفلوسى باخد كل اللى أنا عايزه».
ويوضح أحمد شعبان، ٤٨ سنة، من محافظة الفيوم، أن السبب الرئيسى لاختياره مستشفى خاصاً، هو أن هناك رعاية بالمرضى بشكل جيد، ولكن على الرغم من ذلك، إلا أن هناك استغلالاً مادياً بدرجة كبيرة، وفى الوقت نفسه لا أحد يستطيع إلقاء اللوم عليهم: «فيه كوارث بتحصل فى المستشفيات الخاصة، لكن بيكتموا عليها، وده لأنها بيزنس».
وعن التشخيص الخاطئ، يقول: «كان عندى فتاق، ورُحت مستشفى خاص وقالولى اعمل الفحوصات دى، ولما عملتها حجزونى ٤ أيام، وبعد كده مراتى جات تزورنى، فلقتنى لابس مريلة العمليات، فشكت فى الموضوع لأنها عارفة إنى عندى فتاق، فقالت لازم نخرج، كده فيه حاجة غلط، ولما خرجنا رُحت لدكتور تانى، شاف الفحوصات فقالى، هو أنت هتشيل كليتك ليه، قلت له مش هشيلها، ده أنا عندى فتاق وانفجر، فطلب فحوصات تانية وعملى العملية فى خلال ٢٤ ساعة، وأخد منى ١٤٠٠ جنيه، فى حين المستشفى الخاصة كانت عايزه ١٣ ألف جنيه».