"حمودة" مهندس خاف من التنمر فأصبح شاعرا وروائيا: "اكتبوا بصدق ومحبة"

كتب: سمر عبد الرحمن

"حمودة" مهندس خاف من التنمر فأصبح شاعرا وروائيا: "اكتبوا بصدق ومحبة"

"حمودة" مهندس خاف من التنمر فأصبح شاعرا وروائيا: "اكتبوا بصدق ومحبة"

خوفه من "التنمر" والسخرية جعله يخفي موهبته لسنوات كثيرة، حتى تكاثرت الكتابات وتطورت ونضجت بشكل أفضل بعد حضوره الندوات الثقافية، والأمسيات والصالونات، وبعدها قرر نشر ما كتبه على مواقع التواصل الاجتماعي وببعض المواقع والمدونات، ولاقى استحسانًا ومن هنا بدأ في الاهتمام بالكتابة والتدوين والتجهيز لطبع الديوان الأول، حتى طُبع أول ديوان له بعنوان "النبي دانيال" عام 2015، وثاني ديوان بعنوان "كتاتونيا" في عام 2017، والرواية الأولى بعنوان ودارت الأيام في عام 2018، والديوان الثالث تحت الطبع حاليا".

محمد عبدالله حمودة، صاحب الـ25 عامًا، أحد أبناء مركز مطوبس، بمحافظة كفر الشيخ، والحاصل على بكالوريوس الهندسة ـ قسم الهندسة المدنية، من جامعة الاسكندرية، فهو بين زملائه "المهندس"، وبين أفراد عائلته "الشاعر"، وبين عشقاه ومحبيه "الروائي"، يجمع بين المواهب المختلفة، أشاد به العديد من الشعراء، وأصبح له جمهور عريض ينتظر أعماله ويتابعها بشغف .

يقول الشاعر "حمودة"، "بدأت حكايتي مع الشعر في سن صغيرة جدًا، حينما وجدت أبي يحمل في يديه شرائط كاسيت بصوت الأبنودي رحمه الله وينطلق منها جوابات الأسطى حراجي القط، منذ هذه اللحظة وأنا أحب ذلك الصوت وتلك الكلمات ولصغر سني لم أعرف ما معناها، وماهو الشعر، وعندما التحقت بالمدرسة الإعدادية، بدأت في قراءة أعمال دكتور أحمد خالد توفيق رحمه الله، وبخطوات متسارعة نحو القراءة في كل المجالات من بعدها، وساعدني في ذلك مكتبة والدي مدرس اللغة العربية التي تحوي بداخلها آلاف الكتب، قرأت مئات الكتب من الشعر والأدب والفلسفة والدين والعلوم، حتى وصلت إلى الجامعة وفي السنة الأولى منها وضعت أولى كلماتي فنظمت أولى قصائدي في هذه السنة".

يحكي "حمودة"، عن خوفه من التنمر، قائلًا "ظللت أكتب دون أن يدري أحد بذلك، ولا أخبر شخص بما أكتبه، خوفًا من السخرية أو التنمر، بعدما تتصدرت البرامج التليفزيونية والأفلام السينيمائية بسخريتها من الشعر ومن الشاعر، لكنني أيقنت بموهبتي، وأن الرواية هي صورة من الحياة، شخصيات يتم خلقهم بأيدي الروائي وبث الروح فيهم عن طريق قلمه، وسطوره، يأخذ من واقعه ليدوّن ما يدور حوله بصياغات ادبية وفنية لمحاكاة الواقع، واكتسبت أسلوب الحكي والسرد من جدتي، التي كان لها قدرة مهولة على سرد الحكايات والمغامرات وحواديت قبل النوم، كنت استمع لها طويلاً وناظرًا لها بشغف لما تسرده، اعتقد أنها كانت أكملت تعليمها وتمكنت من تجربة الرواية وطريقة الصياغة الأدبية، كانت ستحقق ما لا يحقق في هذا الفن، اكتسبت أسلوبها في السرد وفي ربط الخيوط البنائية للحدوتة ومزجتهم مع ما قرأته من روايات عربية وعالمية فتمكنت من كتابة أولى رواياتي ولحسن حظي أنها لاقت استحسان كبير ونفذ منها طبعتان حتى الآن».

يضيف "حمودة": "استطعت التوفيق بين الدراسة وبين الكتابة بالرغم من صعوبة الموضوع، الكاتب أو الشاعر ليس له مواعيد محددة بيكتب فيها ويحتاج إلى ذهن صافي، وهو الأمر المختلف جذريًا مع الدراسة الروتينية وحضور المحاضرات والمذاكرة المضطرون إليها، والامتحانات المجبورون عليها مهما كانت الحالة الذهنية او الصحية او الحياتية، فالتوفيق بين مجالان مختلفان كل هذا الإختلاف من مشقات الحياة، وأرى أن الشعراء في هذه الفترة مختلفون عما سبق في بعض الأشياء، بعض الموضوعات المطروحة من أغلبهم، طريقة صياغة القصيدة وكتابة الرواية بهما اختلافات كثيرة، وهو أمر طبيعي، التغيير لابد أن يحدث في كل مجال حولنا، النمطية تقتل الإبداع، سواء كان هذا الإختلاف أضل أو أسوأ فهو تغيير ملاحظ، والأدب كالدول كلما هدأت أوضاعها وتقدمت تقدم الأدب، وما يصيبها من أزمات تصيب الأدب والفن بشكل عام، فهي مرحلة لن تطول".

ويتمنى الشاعر ان يموت ويبقى ما كتبت، ونصيحة للشباب الكُتاب رفاق جيلى، إكتبوا أنفسكم بصدق ومحبة».


مواضيع متعلقة