بريد الوطن| عذراً «صلاح».. لست موهوباً

بريد الوطن| عذراً «صلاح».. لست موهوباً
نعم.. أحب محمد صلاح حباً شديداً، وأتابع كل مبارياته، وأصبحت من مشجعى ليفربول بفضله، وأتمنى أن يحصد كل الجوائز، فهو حقاً فخر لكل مصرى وعربى وكل من ينتمى إلى عالمنا، غير أن موهبته وحدها لا تصنع المعجزات، بل قد تكون نقمة على صاحبها وهلاكاً له، كم من المواهب رأيناها فى كل وقت وفى كل مجال، كم منها استمر حقاً، كم يصيبنا الحزن ونحن نرى مواهب كانت تتخطى «صلاح»، لكنها اعتقدت أن الموهبة فقط هى التى تصنع الفارق، فدفنت موهبتها ودُفنت بجوارها، صعد نجوم تخيلنا معهم أنهم أفضل من رونالدو وميسى، لكن خاب ظننا فيهم، نداء إلى كل من وقعت عيناه على هذه السطور، أقسم لك إنك موهوب حقاً، ستجد موهبتك موجودة، اكتشفها واستثمرها، إن لم تكن فى كرة القدم ستكون حتماً فى شىء آخر، كل من يعمل شيئاً حتى لو كان بسيطاً، احترف عملك، تعامل بكل جدية والتزام، تأكد داخلك أن هذا مصدر دخلك، موقناً أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً، كم من الأذكياء جلسوا متجاورين فى مقاعد الدراسة، تنبأ لهم الكل بمستقبل عظيم، كما مرة سمعنا كلمة عبقرى تتردد على زملاء لنا، أين هم الآن؟ ظنوا أن ذكاءهم فقط سيرتفع بهم لمستقبل عظيم، فظلوا فى أماكنهم، لماذا نصر كمصريين على الفهلوة؟ «أحسن صنايعى بس لو يهتم، طالب شاطر جداً بس لو يذاكر، دماغه حلوة قوى، بس لو يبطل لعب»، وكلمات وقت ما كانت تمر على آذاننا كنا نحس بفخر، والآن نشعر بالندم وخيبة الأمل على ما ضيعناه من أعمارنا، اعتماداً على الفهلوة، لم ينفض العمر بعد، حتى لو تبقى سويعات قليلة فى أعمارنا علينا أن نصلح نوايانا، الآن نعى جيداً أن الالتزام والاجتهاد هما الموهبة الأعظم.. عذراً صلاح، لست موهوباً فقط، بل مجتهد وملتزم أيضاً.
محمد فهمى سويلم - محام - المنوفية
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي
bareed.elwatan@elwatannews.com