بطولات أهالي سيناء ضد الاحتلال.. "أبورويشد فقد بصره وخلف انقذ الجندي"

بطولات أهالي سيناء ضد الاحتلال.. "أبورويشد فقد بصره وخلف انقذ الجندي"
- شمال سيناء
- سيناء
- نصر اكتوبر
- نكسة 67
- المقاومة السيناوية
- شمال سيناء
- سيناء
- نصر اكتوبر
- نكسة 67
- المقاومة السيناوية
روى مناضلون من أهالي سيناء بعض الأدوار البطولية لهم ولآخرين في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي المغتصب لأرضهم.
جاء ذلك في ندوة "الحياة تنتصر" في ذكرى انتصارات أكتوبر، التي نظمتها إحدى جمعيات التنمية في سيناء، وشارك فيها أبطال من أبناء سيناء شاركوا في مقاومة احتلال إسرائيل لسيناء بعد حرب يونيو 1967، وحضر الندوة لفيف من قيادات المجتمع المدني بشمال سيناء ورموز شعبية وجمع من الشباب .
بدأ الحديث المناضل "موسى أبورويشد"، وهو بطل سيناوي فقد بصره إثر انفجار لغم في جسده كان يعده لتفجير محطة وقود اسرائيلية وسط مدينة العريش، استهل الرويشد حديثه أنه لم يخطوا خطوة في عمليات نفذها إلا ابتغاء وجه الله ومن أجل الوطن وزوال المحتل.
وسرد "أبورويشد" أن بدايته كانت مع أسرته، عندما استضاف والده الجنود على خلفية حرب يونيو 1967، قائلًا إن الوطنية جرعة حصلوا عليها مبكرًا ونمت واستمرت، وكان لوالدته دور في مساعدته وإعدادة لتنفيذ عمليات بجهود فردية بحتة، من خلال قيامها بجمع الغام ونقلها وتجهيزها له، ونفذ هو عددًا من العمليات كان بينها تفجير أتوبيس إسرائيلي على مشارف شرق العريش، وتفجير مخزن أسلحة في وسط سيناء.
وتسلل لمقر تدريب في إحدى الجامعات في اسرائيل بعد إن استغل مهنته كسائق في معرفة المكان ثم العودة ودخول الموقع مرتديًا بدلة ضابط طيار إسرائيلي والحصول على وثيقة مهمة وتسليمها لمن تولوا مهمة تأمين وصولها للجانب المصري.
وقال أبورويشد، إنه فقد صديق له وهو "سلام عرادة" وهما يجهزان لتفجير محطة وقود في العريش، عندما أطلق برج مراقبة النار عليهم، وانفجر بهما اللغم واستشهد صديقة ونقل هو للسجون يعاني حروق في كل جسده، ودخل مرحلة تعذيب شديدة للاعتراف، استخدم العدو الإسرائيلي معه خلالها وسائل ضغط بينها إحضار والدته لمكان اعتقاله وهي التي كانت تظنه استشهد وعندما رأته قالت "راح العود اللحم يجود شد حيلك"، وبحسب قوله أنه انتقل لمرحلة تعذيب بسكب الماء الساخن عليه ليشاء الله ان تكون سببًا في تطهير جراحه، ثم أودع السجون في إسرائيل حتى جاء قرار الإفراج عنه ضمن آخرين بعد زيارة الرئيس الراحل أنور السادات للقدس.
واستعرض "عبدالعزيز الغالي" أحد المؤرخين بطولات أبناء سيناء، جانب من شخصيات شاركوا في معترك النضال ضد الاحتلال الإسرائيلي بينهم رجال وسيدات.
وأشار أنه وثق للبطولات في كتابه رجال من ذهب وكتاب آخر يعد لإصداره، مضيفًا، "أننا تعرضنا على مر الزمان في سيناء لأزمات وحروب زادتنا التصاقًا بالأرض".
وشارك الدكتور بكر سويلم خلف، مدير جمعية الجورة لخدمة المجتمع، بعرض جانب من دور الشيخ خلف حسن الخلفات، أحد أبرز رموز سيناء القبلية التي لعبت دورًا في مقاومة احتلال الأرض.
وقال مدير جمعية الجورة، إن الشيخ خلف من سكان قرية الجورة، جنوب مركز الشيخ زويد، وبعد احتلال سيناء حدث حالة عدم اتزان في المنطقة، فكان دور الشيخ خلف رائدًا بتحفيز الأهالي على الثبات في أرضهم، والتمسك بحب الوطن والتأكيد أن عقيدة كل احتلال الزوال.
وكشف أن مما لايعرف عن الشيخ خلف قصة تؤصل لمعاني كثيرة، وهي أنه عثر أحد رجال الشيخ على جريح من الجنود المصريين في أعقاب حرب 1967 بعد أن دهسته دبابة إسرائيلية وتركته فى منطقة صحراوية، وكلف الشيخ بإجراء اللازم له ورعايته رعاية كاملة، وبعد فترة تماثله للعلاج لاحظ من حول الشيخ أنه أثناء دخولهم الصلاة في المسجد يتوارى المجند الجريح ولا يرافقهم، ولكنه كان فطنًا ذكيًا وعرف انه غير مسلم، واقترب منه الشيخ وطلب منه أن يصارحه ولايخاف من شيء فعرفه على نفسه أنه "مسيحى الديانة" واسمه مجدى برتبة نقيب.
ووجه الشيخ له الحديث قائلًا ولما تتردد لا تخف ومن اليوم أنت في حمايتي، وأحضر الشيخ أتباعه وقال لهم إنه له من الابناء ابن واحد وهو "محمد" ومن اليوم أصبح لديه 2 من الأبناء وهما "محمد" و"مجدي"، ولا فصال في القول.
واستمرت معاملته له على أنه أحد أبناءه حتى لا يتعرض لأي أذى أو إهمال في معاملته وبعد تماثله التام للشفاء قرأ الشيخ في عينه أنه يريد الرحيل، وهو لم يطلبه احترامًا وأدبًا.
وجهز له راحلة نقلته من قرية الجورة حتى بئر العبد حيث أحد رجال المقاومة من أبناء قبيلة البياضية ممن ينقلون الجنود، وأوصى من ينقله أن يبلغ الرجل أن هذا ابنه مجدى وعليه سرعة نقله وتدبير أمره، وقد كان ذلك وعاد البطل.
وشاء القدر أن يتم تعيين الشيخ خلف عضو مجلس شعب، وفي أحد المرات أثناء تواجده في القاهرة بحث عن عنوان "مجدي" ووصل إليه برفقة ابنه محمد وكانت المفاجئة أنه لم يجده، وبمجرد أن فتحت زوجته باب البيت قالت في مفاجأة غير متوقعة أنت الشيخ خلف، قال كيف عرفتي قالت من كثرة حديث زوجي عنك، و استأذن في الانصراف غياب زوجها ولكنها أبت وقالت كيف تحضر لمنزل ابنك ولا تدخل، وعند حضوره كان الاحتفال به شديدًا وهو يحاول أن يقبل قدميه وفاءًا لجميل صنعه معه.
أضاف أن للشيخ دور في التصدي لبيع الأرض وقيام إسرائيل بتزوير حُجج بيع أراضي بأسماء الأهالي، واستخدم منابر سياسية إسرائيلة منها المعارضة لفضح حكومتهم، كما رفض عروض أن تبني له قرية جديدة بمسجد في سبيل التخلي عن قريته، انتهت تلك العروض بتهديدات وسجن اجبارى بعد ان رفض مخططاتهم قائلا " أنتم لا تملكون شيئا لكى تعطوه او تمنعوه الملك لمصرنا الغالية".
وفى شهادة حية على نموذج من أدوار البطولة، استعرض البطل ماهر الكاشف ادوار قام بها، مشيرًا أنه نشأ في بيت بطولة وشاء قدره أن يكون من أصغر الأبطال في عمره عندما بدأت أدواره وهو فى العاشرة، وكان بيتهم ملتقى للفدائيين من كل أنحاء سيناء حيث كان والده تاجر معروف ووالدته أمينة سر كل مايحدث، وتأتي المعلومات من الأبطال لتنقل للقيادة من مقر المنزل.
وأضاف أنه كان من ضمن مهامة الرصد ونقل المعلومات لتحركات الجيش الإسرائيلي، والقبض عليه وإيداعه السجن وهناك التقي بكثير من الأبطال.
وبدورها عرضت فرحانة الرياشات دور بطولي له، يؤكد أن للمرأة السيناوية دورًا حيويًا في تلك الفترة، وقالت إنها هاجرت من الاحتلال وأقامت مع أسرتها في الصعيد، ثم حصلت على تصاريح للعمل في التجارة ونقل بضائع من مصر لسيناء، وكانت البداية لدور قامت به وهي عمليات نقل رسائل الأبطال في سيناء للقيادة، والعمل على توصيل لهم ما تريد أن تنقله القيادة ورصد على أرض الواقع لتحركات العدو وآلياته.
وأشار المهندس عادل محسن، من رموز مدينة العريش، الدور الوطني لأبناء سيناء لافتًا إنه تاريخ نفتخر به وقال "لا نحتاج شهادة من أحد وهذا الوطن قوي وأطرافه قوية".
وقال الدكتور عبدالكريم الشاعر، وكيل تعليم شمال سيناء، إن بطولات أبناء سيناء نبراس لكل جيل، وتستحق أن تدرس وتوثق، وتنقل من جيل لجيل، ورغم السنوات كل يوم يتكشف عنها الجديد.
وتابع إسلام عروج، الأمين العام لمؤسسة حياة، انه يأمل ان يتم تدريس بطولات ابناء سيناء فى مناهج المدارس ليعرف الاحفاد ماذا قدم اجدادهم.
وأضاف الإذاعي أحمد حماد، أنه من حق الآجيال القادمة معرفة بطولات ابناء سيناء وتوثيق تلك الفترة باعتبارها تاريخ لاينسى وذكرى نفتخر بها.