"مدرب تصويب" وإخصائي دبابات.. بسيس العشيبي "عيون الصقر" في 6 أكتوبر

كتب: محمد بخات

"مدرب تصويب" وإخصائي دبابات.. بسيس العشيبي "عيون الصقر" في 6 أكتوبر

"مدرب تصويب" وإخصائي دبابات.. بسيس العشيبي "عيون الصقر" في 6 أكتوبر

بسيس العشيبي بطل فارق من أبطال حرب أكتوبر، ومن أوائل الجنود، الذين عبروا القناة، جندي صاعقة من الطراز الأول، لحمه مرّ كأقرانه أسود الصاعقة المصرية.

المجند مصطفى عيسى يعقوب العشيبي، ابن محافظة مطروح وقبيلة العشيبات من أولاد على من مواليد سيدي براني 1948م حصل على الشهادة الابتدائية عام 1959م وانتقل إلى قرية القصر 1962م بمدينة مرسى مطروح، والتحق بالقوات المسلحة في الأول من مايو من عام 67 قبل النكسة ب 34 يوما، وأنهى خدمته والواجب الوطني في الأول من مايو 74 بعد النصر بـ 7 شهور تقريبا، رياضي ممشوق القوام حاد البصر كأقرانه من أهل البادية يعشق الصيد ويجيد التصويب سريع البديهة نابغ ويحفظ من أول مرة، دمّر 4 دبابات وكان يدرب رفاقه على التصويب وفك وتركيب السلاح.

العشيبي لم يكن محاربا فقط، بل كان شاعرا كبيرا وقعت له فاجعة فقد أطفاله وزوجته فابتعد عن الشعر، يتذّكر رفاق كفاحه حتى اللحظة، يقف خلال حديثه، ليقول: "أستحلفك بالله أن تدعني أحيي أبطال حقيقيون، تحية للأبطال، الشهيد العبقري عبد المنعم رياض الذي غدره العدو الملعون وهو في دشمة واستشهد معه ابن عمي مفتاح أبو زيد حارسه الشخصي، خلال حرب الاستنزاف عام 1969م، والبطل الفريق سعد الدين الشاذلى القائد العظيم كان سلاحه مظلات ورتبته رئيس أركان الذى كان يتحرك بيننا، يأكل مما نأكل، يلاعبنا ويضحك عندما يسمع صوت طائرات العدو يقول سيبوهم كل واحد له يوم".

واستكمل: اللواء حسن فرج عثمان قائد الكتيبة 73 صاعقه آنذاك وهي كتيبتي، قائد عبقري مهاب الجانب نحبه ونجله أمثاله قله، واللواء محمد العناني، الذي تولى بعد اللواء حسن عثمان، والعميد أحمد حنفى احمد جبر، والعميد فتحى أبوبكر محمد عامر لهما فى نفسى معزّة خاصه وهما أهم شخصيتين فى هذه الذكرى، ومن المساعدين الذين لن انساهم، المساعد محمود منصور، والمساعد حسن درويش".

واستدرك بسيس العشيبي قائلا: أنا ذكرت أغلب الأبطال الذين أعرفهم ويظن البعض أننى نسيت أبوهم القائد الأعلى الرئيس الراحل محمد أنور السادات المفكر العبقري والزعيم الحقيقى الذى ضحك على العدو وأضحك عليه العالم.

وحول قصة الحرب قال: "كنا كتيبة كاملة من 60 بطلا، نحمل أرواحنا على أكفنا، وظيفتنا تنظيف الطريق أمام الجيش المصرى العظيم والالتفاف حول خطوطه، عبرنا نحن صنع مصنع الرجال الصاعقة المصرية، في اليوم الأول واجهتنا صعّاب واستشهد الكثير، عبرنا من القنطرة غرب إلى القنطرة شرق بالقوارب المطاطية وفيما نحن لا نزال بمياه قناة السويس دكّ جيشنا العظيم قواعد العدو فدخلنا برا حوالى 2 كم، وفى اليوم الثاني 7 أكتوبر 1973م اليوم الذى لم ولن أنساه تعاملنا برشاشات خفيفة ضد مصفحات العدو".

وتابع: كان على يمينى حبيبي وإبن محافظتى، الشهيد محمد الساعدي خليل المعبدي إبن مدينة السلوم والشهير بـ"جربوع"، والذي قال لي يوم رحيله "يابسيس أنا نفسي نشوف إبراهيم قبل ما نموت"، أي "أمنية حياتي أحضن طفلي الذى كان يبلغ من العمر 3 أيام".

ويكمل البطل: كان جربوع على يمينى وعلى يسارى أسد مسيحي لا أنسى اسمه حلمى قدسى قلينى من أسيوط، تعاملنا مع العدو، أنا كنت رامي "آر بي جي" وأسقطت 4 دبابات وكان حلمي وجربوع بأسلحة خفيفة رشاشات، يهتفون بصوت لا نسمعه مع أزيز الطائرات وزغاريد الرشاشات، وأقسم بالله العظيم أن الحماسة أخذت الأسدين جربوع وحلمى ولم أفطن الا وهما وغيرهما يحتضنون الأرض وكلها ثوان وفقدت أنا الوعي وكان إلى جواري أسد مصاب وهو "جندى صاعقة علي عبيان"، رحل الأسدين محمد الساعدي خليل "جربوع" و"حلمي قدسى قليني"، وأنا أفقت في مستشفى الزقازيق.

كان يستذكر بطولات ومعاناة وذكريات الفرح والألم، تلك اللحظات والتي مر عليها 40 عاما، وقبل أن يختتم حديثه بنفسه، قال: هذا ماقدمناه نحن، ماذا قدمتم أنتم ؟"، فلملمت أوراقي وأدواتي ولم أستطع النظر في عيون الصقر.


مواضيع متعلقة