عشق أنور السادات وجيهان
- أسرة فقيرة
- أنور السادات
- البشرة البيضاء
- الجمعيات الخيرية
- الرؤساء العرب
- السيدة الأولى
- الشقة من حق الزوجة
- العيون الملونة
- الكلية الحربية
- الهلال الأحمر
- أسرة فقيرة
- أنور السادات
- البشرة البيضاء
- الجمعيات الخيرية
- الرؤساء العرب
- السيدة الأولى
- الشقة من حق الزوجة
- العيون الملونة
- الكلية الحربية
- الهلال الأحمر
العاشق هو أنور السادات، ضابط مصري شاب أسمر اللون ممشوق القوام فى مقتبل العمر، والعاشقة جيهان رؤوف، فتاة فى الخامسة عشرة، امتزج فى جمالها خفة الروح والحميمية الشرقية مع الجمال الأوروبى ذى البشرة البيضاء والعيون الملونة.
كان أنور السادات ضابطاً ثائراً خرج من أسرة فقيرة، دخل الكلية الحربية كحلم محال، لم تكن حياته سهلة، تربى فى بيت مزدحم بالأطفال وزوجات الأب، لهذا كان دائم الهرب وكان هروبه الأكبر إلى الجبهة وساحات القتال، كان مميزاً ذكياً، فذاً حاذقاً ومصرياً صميماً، لهذا كان دائماً اسمه ملء السمع والبصر.. مع حداثة سنه، تزوج شاباً صغيراً من فتاة تكبره بعامين، ولكنها من أكابر القوم، هى ابنة عمدة البلدة (إقبال) ولكنه لم يكن عليها ذا إقبال!!
فكانت حياته معها غيابية، معظم الوقت بين المعتقلات السياسية والسجون الحربية أو مختبئاً من كليهما، فى الحقيقة ومن إقبال أيضاً!!!!
ربما لم يستطع أن يحب تلك السيدة البسيطة الطيبة ولكنه فى إحدى الليالى قابل نموذجاً آخر تماماً جيهان (مزيج من الكعك الإنجليزى مع حب الهان)كانت ليلة رمضانية والساعة تقريباً اتنين بعد منتصف الليل، كانت جيهان فى بيت أقربائها نصف نائمة، تفتح عينيها بالكاد لتحضير السحور مع قريبتها مرتدية بيجاما النوم وشعرها غير مصفف بشكل ترضى عنه، ومع هذا كانت جميلة مشعة نضارة ووهجاً وألقاً من نوع خاص، لطالما قرأت الفتاة الصغيرة عن مغامرات وأخبار ذاك الشاب الأسمر المتهم فى قضية مقتل أمين عثمان، وتتابع هى وصديقاتها وأسرتها جميعاً أخبار البطل المغوار، تسمع عنه من صديقه الذى هو قريبها فى نفس الوقت تلك القصص عن قرب، وتظل تحلم وتحلم وتدعم أحلامها وتقويها برواية قريبها أن أنور عازم على الانفصال عن زوجته!
وبهذا أعطت جيهان لنفسها شرعية الحلم بأنور، وفجأة يقرع الباب ويكون أنور السادات هو ضيف السحور وتطير جيهان والسماوات والأرض فى عينيها تدور الرجل الحلم!!
كيف استجاب القدر!؟
وعلى مائدة السحور يتسابق الجميع فى سؤال البطل عن مغامراته، وتتأمله جيهان وتسأل وتتحمس وتعجب بذاك الصوت الواثق وذاك الوجه المنحوت كتمثال برونزى لأحد ملوك الفراعنة العظام، وتزداد حباً وتعلقاً، وبتلك الطفولة والأنوثة الأنيقة الجميلة يراها تسافر فى حكاياته وأخباره فيلتفت هو الآخر لهذا الشعور وتلك الجميلة!
غريبة تلك المراهقة ذات الخمسة عشر ربيعاً، لماذا لم تحلم ببطل سينما أو مغنٍ مشهور أو حتى تعجب بجار أو ابن أحد أصدقاء العائلة!!!
تلك الفتاة الميسورة الحال، التى تعيش بفيلا فى حى الروضة، والتى تتربى فى مدارس راقية وتنشأ بطريقة مميزة أتعجب بضابط ريفى النشأة من أسرة بسيطة جداً!!
ويمكث أنور فى ضيافة أقربائها أياماً، وخلال تلك الأيام يتعرف العاشقان على بعضهما، يتمشيان ويتنزهان وتمر الدقائق والساعات بين ضحكات وتأملات وشجن وسكون إلى أن يأتى وقت كلمة أحبك، وبالفعل تقال ولكن أنور قلق فأوضاعه صعبة جداً، فيلقى فى وجه جيهان لستة من العيوب، ربما أراد بها أن يتأكد من مشاعر الفتاة وأن يأخذ منها ضمانة بالحب، فيقول لها كيف تحبيننى وأنا أكبر منك بخمسة عشر عاماً، سوف أشيب وأنت ما زلت فى مقتبل العمر وتجيب لا يهم!
ويكمل: أنا مطارد من الإنجليز والحكومة فتجيب لا يهم!
ويردف: «لكنى مفلس فتقول وماذا يهم!
المهم أن نكون سوياً.. لكن بمجرد أن يذكر أنه أب ومتزوج من أخرى فقد كان هذا هو كل ما يهم جيهان وكان شرطها أن تطلق الأولى ولم يفكر أنور بالأمر. ولم يتردد.. وطُلقت إقبال.
تزوجت جيهان فى شقة أتى بها والدها وخاتم زواج هدية من والدها أيضاً وعاشت سنواتها الأولى مع أنور تأكل وجبة وتجوع الأخرى، فالحياة صعبة ولكنها مع أنور صعبة ممتعة وتستقر أحواله ويقترب من صناع القرار، فالخيل معقود بنواصيها الخير.. وجيهان مهرة نضرة مثابرة مقبلة على الحياة... ويأتى الخير مع جيهان وعند أعتابها وتذهب معه أينما ذهب وارتحل حتى وإن اضطرت أن تلد فى مستشفى ناءٍ أو فى المنزل كأى امرأة بسيطة، وتمر السنوات ويرقى أنور ويمتلئ البيت بالأولاد، حتى إنه ورغماً عنه ينسى فى كثير من الأحيان أن له بنات ثلاث من امرأة سابقة!
وكيف لا ينسى العالم وهو يعشق بهذه الطريقة، فجيهان كانت عاشقة أكثر منه وبذكاء تخطاه أحياناً، فعندما تعشق امرأة جميله وذكية رجلاً فقل على الدنيا وعليه السلام!!!
جيهان كانت لديها عاطفة جياشة قوية، هى تجسيد لمعنى الحب القوى المغوار، طالما شغل بالها شأن الطلاق وتحول المشاعر، ومع حداثة سنها إلا أن الموضوع شغل بالها وأرقها لهذا كان دائماً أمام عينيها أسباب عزوف الأحباء عن بعضهم، فتجنبت كل احتمالات الفشل، أحاطت أنور بحب كبير ورعاية فائقة بل وفضلته على نفسها دوماً.. أنجبت له البنين والبنات، كانت دائماً وأبداً مشرقة أنيقة جميلة يحسده عليها الكون، واستخدمت فى كل هذا ذكاء حاداً وقوة شخصية حباها الله بهما، واستمرت عاشقة إلى أن أصبح الضابط المهم نائباً للرئيس، ثم رئيس البلاد.. رئيس مصر، الدولة الرائدة فى الشرق وساحة الأحداث، وعلى الفور قدمت نموذجاً مختلفاً لزوجات الرؤساء العرب، فظهرت للمرة الأولى، السيدة الأولى وخلقت مجالات اهتمام ووجود جديدة كالهلال الأحمر والجمعيات الخيرية بل واهتمت بقضايا وشئون المرأة، حتى لقب قانون الشقة من حق الزوجة باسم قانون جيهان السادات، وجدت جيهان بشكل عبقرى جعل منها معشوقة الشعب وليس فقط سيادة الرئيس.
أجادت جيهان أموراً عدة، كانت ربة منزل مدبرة ومتزنة وأماً صارمة وزوجة تراعى أدق تفاصيل زوجها، تجيد الخياطة والرسم حتى الدراسة أكملتها بعد سن الأربعين إلى أن وصلت للدكتوراه ودرست فى جامعات أمريكا.
وفى يوم حزين مات أنور السادات فى حادث اغتيال أدمى قلب شعبه وأرهقها، أرهق معشوقته ولكنها عاشقة من نوع خاص تتألم وتنهار ولكن برقى وأناقة ووقار فهى السيدة الأولى.. مات أنور عاشقاً لجيهان، طلباتها أوامر، يخشى غضبها ويسعد لرضائها، فما قدمته من حب ورعاية واهتمام وهيام استحق وبجدارة أن تحوز على عشقة بدرجة ممتاز، وتخرج الشائعات حول الرئيس قبل وبعد الوفاة بمعرفته لأخريات، ولكن دائماً وأبداً لم يكن هناك سواها، فهى قرينة السيد الرئيس، وما زال العالم عندما يشتاق لأنور السادات يستمع لأحاديث جيهان معشوقة أنور السادات.