حوار| الجبالي: يجب التضحية ببعض الأحزاب لإعادة ترتيب الحياة السياسية

حوار| الجبالي: يجب التضحية ببعض الأحزاب لإعادة ترتيب الحياة السياسية
- تهاني الجبالي
- الجبالي
- الأحزاب
- الوفد
- الناصري
- التجمع
- المحكمة الدستورية
- التحالف الجمهوري
- قانون الأحزاب
- تهاني الجبالي
- الجبالي
- الأحزاب
- الوفد
- الناصري
- التجمع
- المحكمة الدستورية
- التحالف الجمهوري
- قانون الأحزاب
طالبت المستشارة تهاني الجبالي، نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا السابق، مؤسس «التحالف الجمهوري»، بالتضحية ببعض الأحزاب لإعادة ترتيب الحياة الحزبية وتحفيز العمل الحزبي وتنمية عضوية الأحزاب بالقانون.
وقالت الجبالي في حوارها لـ«الوطن»، إن الأحزاب الحالية لا تعبر عن قوى المجتمع، وتدافع عن مصالح شخصية فقط، فضلاً عن أن توجهاتها في برامجها وشعاراتها لا يتم تطبيقها أو الالتزام بها على أرض الواقع، ما أدى إلى عزوف الجماهير عنها.
وأضافت أن الأحزاب التاريخية كـ«الوفد، الناصري، والتجمع» فقدت قدرتها على التواصل مع الشارع، بسبب قياداتها التي «شاخت على الكراسي»، ولا يحدث ضخ دماء جديدة بها، وشددت على خطورة استمرار الحياة السياسية المصرية بالأحزاب الحالية، ويجب تعديل قانون الأحزاب، بحيث يُحل الحزب الذي يحظى بعضوية أقل من 100 ألف في 10 محافظات.
وإلى نص الحوار..
• ما العلاقة الواقعة حاليا بين الأحزاب والمجتمع المصري؟
- الأحزاب فشلت في التعبير عن القوى الاجتماعية، هي فقط تدافع عن مصالحها الشخصية، فالحزب في الأساس يعد طليعة فئة أو طبقة اجتماعية، وعندما يفتقد هذه الصفة يقابله عزوف الجماهير، فضلاً عن أن توجهات هذه الأحزاب في برامجها وشعاراتها جوفاء ولا يتم تطبيقها أو الالتزام بها على أرض الواقع، وبالتالي لا يراها المواطن أو يشعر بأثرها.
{long_qoute_1}
• هذا يعني أن الأحزاب منفصلة عن الشارع؟
- بالفعل لا يوجد لها أي دور في الشارع، وكل أحزاب مصر خاضعة للشخصنة، لأنها تنتمي للقائمين عليها أكثر منها تعبيرا عن القوى الاجتماعية، فأين حزب الطبقة الوسطى، وأين حزب قوى الإنتاج، عمال وفلاحين، وأين حزب الرأسمالية الوطنية الصغيرة؟، لا بد من وقفة ومراجعة شاملة لطبيعة الحياة الحزبية في مصر.
• وهل الموقف نفسه ينطبق على الأحزاب صاحبة التاريخ السياسي كـ«الوفد، والناصري، والتجمع»؟
- هذه أحزاب تعد من التراث السياسي المصري بعد أن فقدت قدرتها على التواصل مع الشارع، بسبب أن «قياداتها شاخت على الكراسي»، ولا يحدث ضخ دماء جديدة، ما أدى لعزوف الجماهير عنها وضعف المشاركة السياسية، فلا يوجد حزب قادر على إحداث التوازن الاجتماعي، أو تحقيق السلم الاجتماعي، أو مناقشة السياسات المطبقة بمنهج يسمح برؤية نقدية لها، أو إعادة النظر في بعضها لصالح الأغلبية الشعبية، وأصبح هناك فراغ سياسي مرتبط بالقوى الاجتماعية، ولا يوجد كيان يعبر عن الطبقة الوسطى وقوى الإنتاج، وهناك خطورة على الحياة السياسية المصرية إذا استمرت الأوضاع الحزبية كما هى عليه.
{long_qoute_2}
• وكيف نعيد الحياة إلى شرايين الأحزاب؟
- هناك أحزابا تعاني، ولا بد من إعادة النظر في قانونها، ووضع الحوافز والإمكانيات ودعمها ماديا من الدولة، كي لا تسقط الأحزاب في قبضة التمويل الخارجي، أو سيطرة رأس المال عليها، وحينئذ ستتوقف عن الدفاع عن مصالح الناس لصالح ممولها، كذلك يجب إعادة تنظيم صفوف الشعب بكيانات جماهيرية قوية كالاتحادات العمالية، والنقابات، وفق ضوابط تتماشى مع المرحلة الراهنة بضمان حماية الأمن القومي المصري.
• هل إذا تم تعديل قانون الأحزاب سينصلح حالها؟
- الأمر أولا يحتاج إلى إرادة سياسية، وليس رغبة الأحزاب فقط، حتى لو تم التضحية ببعض الأحزاب لإعادة ترتيب الحياة الحزبية، فلا بد من تحفيز العمل الحزبي، وتنمية عضوية الأحزاب بالقانون، والحزب الذي يحظى بعضوية أقل من 100 ألف في 10 محافظات يعتبر منحلا بقوة القانون، مع وضع آليات قانونية تضمن ديمقراطية إدارة الأحزاب، مع تقديم الدعم المادي من الدولة للحزب الذي يحقق من 500 ألف إلى مليون عضوية، لتطهير الحياة الحزبية من الأحزاب الكرتونية والعائلية.
• وأين برامج الأحزاب من هذه الرؤية الإصلاحية؟
- برامج الأحزاب تعبر عن أهداف عامة وطموحات نظرية في المجتمع، وتبقى دائما مصداقية الحزب في امتلاكه القدرة على تحويل الأهداف والشعارات في برنامجه إلى تعبير عن سياسات تطبيقية واقعية، بدليل أنه عندما تُقدم الحكومة برنامجها، لا نرى حزبا يُقدم برنامجا موازيا، أو يطرح فكرة لتطوير بعض السياسات، فضلاً عن أن القوانين التي أقرها البرلمان كلها مقدمة من الحكومة، والطبيعي أن الأحزاب تساند الحكم بتقديم البدائل لتحقيق آمال الشعب، وهذا ما لا يحدث، ويعكس بصدق الحالة السياسية والحزبية التي نمر بها.