قبل مشاركتهم بالملتقى.. الدمج في الإمارات والسعودية: بها معلم متجول

كتب: سلوى الزغبي

قبل مشاركتهم بالملتقى.. الدمج في الإمارات والسعودية: بها معلم متجول

قبل مشاركتهم بالملتقى.. الدمج في الإمارات والسعودية: بها معلم متجول

يفتتح الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم، الملتقى العربي الأول لأنشطة "مدارس الدمج"، و"مدارس التربية الفكرية"، الذي تنظمه وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني.

الإمارات والسعودية من بين الدول العربية المشاركة في الملتقى، لما لهما من مساهمات مميزة في نظام دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس العادية، وهو ما ترصده "الوطن" وفقًا لما هو متاح على موقع حكومة الإمارات، وورقة بحثية للدكتور محمد محمود العطار عن دمج الأطفال المعاقين في المملكة العربية السعودية.

"أصحاب الهمم".. لقب أطلقته حكومة الإمارات على ذوي الإعاقة، إذ انتهجت وزارة التربية والتعليم استراتيجية تكييف المدارس العامة، وإتاحة الفرصة لتوفير التعليم لأصحاب الهمم، ووفقًا لذلك، يمكن للطلبة من هذه الفئة التسجيل في أي مدرسة، من دون أي استثناء.

ويتوفر لدى وزارة التربية والتعليم منذ عام 2008 إدارة معنية بأصحاب الهمم، والتي تعمل على تعزيز وتأمين حقوقهم، وإمكانية حصولهم على الفرص التعليمية نفسها المتوفرة لنظرائهم من الطلاب العاديين، بالإضافة إلى تزويد معلمين متخصصين لتدريسهم والعناية بهم.

وتطرح وزارة التربية والتعليم عدة برامج تدريبية ومرافق تستهدف تلبية حاجات الأطفال أصحاب الهمم، وأولياء أمورهم، ومدرسي رياض الأطفال.

ويعتبر المشروع الوطني لدمج ذوي الاحتياجات الخاصة الذي أطلقته مؤسّسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة في عام 2008 في أبوظبي تحت شعار "حياتنا في اندماجنا" من المبادرات الرئيسية لدمج "أصحاب الهمم" في المجتمع، في كل المستويات الصحية والاجتماعية والتعليمية والبيئية، وضمان تكافؤ الفرص لهم في جميع مجالات الحياة.

وتشمل البرامج إرشادات للتعامل مع الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية والسمعية، وبرامج تحديد المواهب، والتعرف على لغة الإشارة للصم، واضطرابات اللغة التي يعانيها الأطفال.

كما أنشأت الوزارة مراكز دعم لمتابعة وتقييم التقدم الذي يحرزه الأطفال أصحاب الهمم قبل وبعد الإدماج في المدارس. وتقدم هذه المراكز خدمات مختلفة تشمل التشخيص الفردي للطلاب ذوي الإعاقة، وصعوبات التعلم، والتوصيات، ومساعدة أولياء الأمور في التعامل مع حالة الطفل، وتوجيههم إلى مصادر توفر لهم خدمات دعم مناسبة لحالة طفلهم.

الفئات المستهدفة هي التي تعاني من الأمور التالية، منها صعوبات التعلم، وهي اضطرابات في واحدة أو أكثر من العمليات النفسية الأساسية التي تتضمن فهم واستخدام اللغة "قراءة وكتابة"، والتي تؤثر في قدرة الطالب على الاستماع والتفكير والتحدث والقراءة والكتابة، ولا ترجع أسباب هذه الصعوبات إلى وجود إعاقة سمعية أو بصرية أو عقلية أو غيرها من الإعاقات أو ظروف التعلم أو الرعاية الأسرية، وكذلك الإعاقات الجسمية والصحية: ويقصد بها المشكلات الجسمية والصحية التي قد تكون مزمنة أو حادة وتؤدي إلى ضعف ومحدودية الوظيفة.

ويشمل هذا التعريف الأمثلة التالية: "الربو، اضطراب نقص الانتباه مع النشاط الزائد، السكري، أمراض القلب، الصرع، سرطان الدم، الشلل الدماغي، الفشل الكلوي، نقص المناعة المكتسبة، إصابات الرأس، وغيرها"، وهي تؤثر بشكل سلبي في الأداء التعليمي للطالب.

أما الإعاقة السمعية: نقص في القدرات السمعية "الصم وضعف السمع"، هذه الفئة من الإعاقات تحتاج إلى برامج متخصصة في التربية الخاصة، والإعاقة البصرية: نقص في القدرات البصرية "كف البصر وضعف البصر"، وكذلك اضطراب اللغة والكلام "اضطرابات التواصل"، اضطرابات ملحوظة في النطق أو الصوت أو الطلاقة الكلامية أو التأخر اللغوي أو عدم نمو اللغة التعبيرية أو اللغة الاستقبالية، وهو ما يجعل الطالب في حاجة إلى بارمج علاجية أو تربوية خاصة، وأيضًا التوحد، وهو اضطراب نمائي معقد يظهر خلال السنوات الثلاث الأولى من العمر ويؤثر في قدرة الشخص على التواصل والتفاعل مع الآخرين، وغالبًا ما يعرف التوحد على أنه اضطراب متشعب يحدث ضمن نطاق بمعنى أن أعراضه وصفاته تظهر على شكل أنماط كثيرة متداخلة تتفاوت بين الخفيف والحاد.

وتستهدف كذلك الاضطرابات الانفعالية والسلوكية، منها ظهور واحدة أو أكثر من الخصائص والسمات، وأصحاب الإعاقة الذهنية وهي عبارة عن قصور في النمو العقلي والسلوك التكيفي يؤثر بشكل كبير في قدرات الطالب على الاستفادة في الفصول الدراسية العادية، وتظهر هذه الأعراض قبل سن الـ18.

ولا تشمل فئات التربية الخاصة حالات التأخر الدراسي غير المرتبط بإعاقة أو الناتج عن الحرمان الاجتماعي أو الظروف الاقتصادية أو الناتج عن أن اللغة العربية ليست اللغة الأم ومن الممكن تقديم الدعم لهم حسب توصيات فريق الدعم المدرسي وفريق التربية الخاصة.

وفي المملكة العربية السعودية:

قررت وزارة التربية والتعليم السعودية ألا تقل نسبة الأطفال المدمجين عن 20% من تلاميذ المدارس العادية، وعملت على تفعيل دور المدارس العادية في مجال تربية وتعليم الأطفال المعاقين، من خلال استمرار التوسع في استحداث برامج الفصول الملحقة بالمدرسة العادية، وهي الأول، فصول يتحقق من خلالها تطبيق مناهج معاهد التربية الخاصة مثل فصول الأطفال القابلين للتعلم من المعاقين عقليًا وفصول الأطفال الصم.

والثاني فصول يتحقق من خلالها تطبيق مناهج المدارس العادية مثل فصول الأطفال ضعاف السمه، كما يتم التوظيف والاستفادة من الأساليب التربوية الحديثة مثل استخدام برامج غرف المصادر وبرامج المعلِّم المتجول، وبرامج المتابعة في التربية الخاصة، من أجل إيصال خدمات التربية الخاصة لأولئك الأطفال غير العاديين الذي يلتحقون بالمدارس العادية ويستفيدون من خدماتها التربوية مثل فئة الموهوبين ذوي صعوبات التعلم، المعوقين جسميًا وحركيًا، ضعاف البصر، المضطربين تواصليًا.

ويحدث الدمج التربوي في السعودية من خلال طريقتين الأولى: طريقة الدمج الجزئي المتمثلة في إلحاق الأطفال المعاقين بفصل خاص بهم في المدرسة العادية حيث يتلقون الرعاية التربوية والتعليمية الخاصة بهم مع بعضهم بعضًا في ذلك الفصل، مع العمل على إتاحة الفرصة لهم للاندماج مع أقرانهم العاديين في بعض الأنشطة الصيفية وغير الصيفية.

وتنقسم الفصول إلى فصول تطبق مناهج معاهد التربية الخاصة مثل فصول الأطفال القابلين للتعلم من المتخلفين عقليًا وفصول الأطفال الصم، وكذلك فصول تطبق المناهج العادية مثل فصول الأطفال المكفوفين وفصول الأطفال ضعاف السمع.

وطريقة الدمج الكلي التي تتم عن طريق استخدام الأساليب الحديثة ومن ضمنها برنامج المعلم المتجول هوأحد الأساليب التي بواسطتها تتم عملية دمج الأطفال غير العاديين في المدارس العادية، وهو مفهوم تربوي يتضمن الركائز الرئيسية كتسجيل الأطفال غير العاديين في أقرب المدارس العادية إلى منازلهم، أو إبقائهم فيها إن كانوا مسجلين بها فعلًا، ويتحتم على الأطفال غير العاديين أني قضوا معظم يومهم المدرسي في الصفوف الدراسية مع أقرانهم العاديين، ويقوم معلم متخصص في التربية الخاصة بالتجول في المدارس العادية التي يوجد بها الأطفال غير العاديين بغرض تقديم خدمات التربية الخاصة.

يأتي هذا وفقًا لجدول تحدده متغيرات أهمها: عدد الأطفال الذين يتكون منهم عبؤه التدريسي وطبيعة احتياجات أولئك الأطفال وعدد المدارس التي يزورها وطول المسافة التي يقطعها.

أما برنامج المعلم المستشار، وهو مفهوم تربوي تعتمد فكرته على الاستفادة من خدمات معلم متخصص في التربية الخاصة، ويقوم بزيارة ميدانية للمدارس العادية التي يوجد بها أطفال غير عاديين، شأنه في ذلك شأن المعلم المتجول، بغرض تقديم خدمات التربية الخاصة التي تتمثل في النصح والمشورة لمعلمي الفصول العادية حول كيفية التعامل مع الأطفال غير العاديين.

وبرنامج غرفة المصادر هو أحد الأساليب التي تتم بواسطتها عملية دمج الأطفال غير العاديين في المدارس العادية ويتضمن تخصيص غرفة في المدارس العادية تكون ذات مستلزمات مكانية وتجهيزية وبشرية تحددها طبيعة خصائص واحتياجات الفئات المستهدفة، وكذلك إبقاء الأطفال غير العاديين في الصفوف الدراسية بالمدرسة العادية مع أقرانهم العاديين إن كانوا من الفئات الموجودة أصلًا بالمدارس العادية مع أقرانهم العاديين إن كانوا من الفئات التي كانت تدرس تقليديًا بمعاهد التربية الخاصة أو الفصول الخاصة الملحقة بالمدارس العادية.


مواضيع متعلقة