«محمد» عمل جروب للنظافة.. والنتيجة: لكل طفل شجرة باسمه

«محمد» عمل جروب للنظافة.. والنتيجة: لكل طفل شجرة باسمه
من أدق التفاصيل إلى أكبرها، يكره الرجل رؤية قمامة فى مكان محيط به، ويحرص على النظافة بكل أشكالها، سواء فى منزله أو محيطه وحتى فى محيط عمله، ولذلك لم يدخر جهداً أو فكرة فى سبيل النظافة، وحين سكن فى القطامية، صار له مريدوه الذين ينتظرونه ليقوم بحملة نظافة معهم لمدة ساعة يومياً.
يعمل محمد يس، ذو الـ54 عاماً، فى أحد المصانع بمنطقة العاشر من رمضان، وحين بدأ الرجل العمل هناك كانت لديه أفكار بخصوص التشجير وزراعة بعض النباتات، ونجحت فكرته بعض الشىء، لكنها لم تلقَ الاهتمام من السكان، ولذلك كانت الفرصة أفضل بالاستعانة بالأطفال قرب محل سكنه، بمساكن الزلزال فى القطامية، بعدما قدم لهم إغراء أحبوه، فاسمهم سيُكتب فى مكان النظافة، وسيشاركهم التنظيف بنفسه: «وعشان لما الأطفال دول يكبروا، يبقوا حريصين على النضافة، وعندهم خلفية عن قد إيه إن رمى الزبالة سهل لكن جمعها صعب» يحكى الرجل، الذى شاركته الفكرة ابنته التى تدرس بإحدى الكليات، ورأى أن تطبيقها سيحتاج إلى مشاركتها مع جيرانه: «وكانوا متعاونين جداً واتبسطوا، وقالوا لى إن أولادهم هيشاركوا معايا فى التنضيف، وبكده نضمن محيط نضيف وأطفال فاهمين قيمة النضافة».
{long_qoute_1}
النظافة فى محيط المنازل، تبدأ من الشوارع والحدائق العامة وخلف المنازل، ويعمل الأطفال مع الرجل كل يوم من الساعة 5 حتى 6 مساء فى التنظيف، عقب عمله: «برجع من الشغل بلاقيهم مستنيين آجيلهم، ونبدأ ننضف مع بعض لحد ما نخلص». يحكى الرجل الذى اشترى عدة أشجار صغيرة تمهيداً لزرعها، كلفته الواحدة 45 جنيهاً، واشترى 10 أشجار، وكتب أسماء لعدة أطفال بتاريخ اليوم الذى قاموا فيه بالمساعدة فى زرعها: «والأولاد فرحوا بيها جداً، وبيهتموا بالشجر ده يومياً، وقبل ما نزرعه سألنا عن أفضل الأماكن اللى مفيهاش مواسير أو حاجة». «شوقى» و«محمد» شابان من أهالى المكان ساعدا الرجل فى تنظيم جمع الأطفال للقمامة والحرص على نظافتهم الشخصية، ومن ضمن الأطفال كان «يوسف وبلال وياسين وأسماء»: «ومبسوط بتفاعلهم معايا وحرصهم على النضافة، فى كل مكان محيط بيهم».