حلم الخروج من «قوائم الانتظار» يكتمل بمبادرة الرئيس.. والمرضى: «أخيراً تنفسنا»

حلم الخروج من «قوائم الانتظار» يكتمل بمبادرة الرئيس.. والمرضى: «أخيراً تنفسنا»
- مبادرة الرئيس
- قوائم الانتظار
- المستشفيات الجامعية
- ثقب في القلب
- إنهاء قوائم الانتظار
- مبادرة الرئيس
- قوائم الانتظار
- المستشفيات الجامعية
- ثقب في القلب
- إنهاء قوائم الانتظار
أسماؤهم فى ملف جنباً إلى جنب مع آلامهم، يجمعهم أمل التخلص منها، لتأتى مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى مطلع شهر يوليو الماضى لتكافل كل جهات الدولة لإنهاء قوائم انتظار المستشفيات، فتترأس المستشفيات الجامعية القائمة فى آخر حصر من المجلس الأعلى للجامعات بانتهائها من 5874 حالة يجمعهم الانتظار والألم والأمل.
تحزم آية فتحى، سيدة ثلاثينية، أغراضها وأغراض ابنتها «سجدة» ذات التسعة أشهر، ممسكة بعدة أوراق تضج بتفاصيل طبية دقيقة تشرح حالة ثقب يستقر بقلب طفلتها، بعد رحلة كشف وأشعة وانتظار استمرت ثلاثة أشهر جاء موعد التوجه لمستشفى أبوالريش لإجراء أولى عمليات التعافى فى 12 يوليو الماضى وما تلبث أن يُسجل اسمها ثانيةً بقوائم الانتظار للعملية التالية، فتوضح الأم: «الدكاترة قالوا هنعمل عملية تانى كمان 6 شهور بس استنينا سنة و3 شهور لغاية ما بقى عندها سنتين ونص»، ظنت «آية» حينها أنها أمام نهاية المشوار إلا أن إصابة الجرح بميكروب خلال فترة النقاهة حال دون ذلك، تروى آية: «الدكتور قال ما كانش ينفع تخرج بدرى كده وحجزوها 40 يوم تانى ورجعت أروح من البراجيل لأبوالريش فى المنيرة فى طريق ساعتين كل يوم ده غير المتابعة كل أسبوع»، تستمر رحلات المتابعة الأسبوعية لمدة عامين من تاريخ خروج الطفلة من المستشفى.
{long_qoute_1}
«الواد سخن ونَفَسه بيروح خالص»، صوت أم على حافة فقدان وليدها «عماد» فى عمر الثلاثة أشهر، تستغيث بوالده، عصام إبراهيم، سائق سيارة نقل، فى منتصف الليل خلال عمله الذى يبعده عن منزله بكرداسة آلاف الأمتار. يشير الزوج عليها باصطحاب شقيقها لأقرب مستشفى حتى وصلوا لمستشفى الساحل بإمبابة، فحول الحالة إلى مستشفى 6 أكتوبر بالدقى، الذى سبق أن زاروه ضمن رحلة إنقاذ وليدهم دامت قرابة ثلاثة أشهر. يصيح الطبيب الاستشارى الذى استقبل الطفل: «إزاى سكتوا على الولد كده؟» فتخبره الأم برحلة العناء التى بدأتها الأسرة منذ ثانى أيام الولادة لمدة ثلاثة أشهر والتى رواها والده، لـ«الوطن»، ملخصاً إياها بقوله: «على ما تلف على مستشفيات مصر يكون ابنك مات»، بدءاً بمستشفى أبوالريش حيث يستقر اسم الطفل بسجلاته حتى الآن مدوناً بجانبه التشخيص (استسقاء بالمخ + كيس بالظهر) وذلك بالرغم من تجاهله لحالته: «مش بيكشفوا بسماعة حتى وبياخدوا رقمى ومش بيكلمونى وجبت كذا واسطة ومفيش فايدة»، لتستمر رحلة الأسرة إلى مستشفيات الأزهر الجامعى، وأطفال مصر وغيرها، يؤكد الأب بصوت يائس «كل يوم بحس بالعجز وأنا بلف بيه على المستشفيات»، حتى وصلوا إلى مستشفى 6 أكتوبر الذى يتبع له التأمين الصحى للطفل، والذى سبق أن زاروه ولم يقدم لهم أى مساعدة إلا أن الاستشارى الذى استقبل الطفل هذه المرة قام بالإجراءات اللازمة لعمل العملية الشهر الماضى حتى استقرت حالة الطفل نسبياً ويُحجز حالياً بغرفة الرعاية مع السماح لأسرته بإلقاء النظر عليه يومياً لمدة لا تزيد على 4 دقائق بعد قطع الطريق من كرداسة إلى الدقى.
«طارئ» توصية كُتبت أمام حالة «فاطمة» الطفلة ذات الشهرين، جعلتها تنتظر قرابة شهر على قائمة الانتظار وهو ما يُعد اختزالاً لما قد تقضيه غيرها من الحالات لعلاج الاستسقاء بجانب كيس فى الظهر، لتجرى أول تدخل جراحى كما يروى والدها، نادى حسن «عملنا عملية صمامات فى المخ قبل أيام من شهر رمضان الماضى، وعملية تانى بعد عيد الفطر» لتبدأ مدة المتابعة الأسبوعية لمدة ستة أشهر بعد العملية، فيما تكمل فاطمة رحلة آلامها وآلام أسرتها التى تتزامن مع الأعياد، حيث تنتظر الطفلة ذات الستة أشهر عملية أخرى عقب عيد الأضحى تخلصها من عجز أصاب قدميها الصغيرتين وتجنبها مصاحبته لها طوال العمر.
من جهته، صرح الدكتور حسام عبدالغفار، أمين مساعد المجلس الأعلى للجامعات لشئون المستشفيات الجامعية، لـ«الوطن»، بأن إنهاء قوائم الانتظار كان ينقصه مبادرة الرئيس السيسى لتضافر كل جهات الدولة وعلى رأسها وزارة الصحة، حيث تم توفير المستلزمات اللازمة والكوادر فى بعض التخصصات.