«السيسى»: علاقاتنا مع «واشنطن» استراتيجية.. واستقرار مصر ليس قائماً على جهود الأمن فقط
لقاء الرئيس مع أعضاء غرفة التجارة الأمريكية ومجلس الأعمال المصرى – الأمريكى
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أن العلاقة مع الولايات المتحدة استراتيجية وقوية، مشيراً إلى أن هذه العلاقات تكتسب أهمية خاصة فى ضوء تطورات الأحداث بمنطقة الشرق الأوسط خلال السنوات الماضية وانتشار الإرهاب بالمنطقة، منوهاً بأن الاستقرار فى مصر ليس قائماً على الجهود الأمنية فقط، إنما على قناعة الشعب بحتمية الحفاظ على مقدراته ومصالحه العليا وعدم الرضوخ للإرهاب، لافتاً إلى أن استقرار مصر له تداعيات كبيرة على المنطقة والعالم، ويسهم فى استعادة الأمن والاستقرار ودفع جهود التنمية بالمنطقة.
ورحب «السيسى»، خلال عشاء عمل نظمته غرفة التجارة الأمريكية، ومجلس الأعمال المصرى الأمريكى، اليوم، وشارك فيه عدد من رؤساء وقيادات كبرى الشركات العاملة فى مختلف القطاعات، بهذه المجموعة المتميزة من مجتمع الأعمال الأمريكى، مؤكداً حرص مصر على تطوير الشراكة الاقتصادية القائمة بين البلدين، ودفعها نحو آفاق جديدة لخدمة مصالحهما، مشيراً إلى أن الشراكة المصرية الأمريكية كانت ولاتزال إحدى ركائز الأمن والاستقرار فى الشرق الأوسط، لاسيما أن مصر تحتل المرتبة الأولى فى قائمة الدول المستقبلة للاستثمارات الأمريكية فى أفريقيا، والثانية فى الشرق الأوسط.
ونوه «السيسى» بأن مصر اتخذت عدداً من قرارات الإصلاح الاقتصادى الجريئة، وغير المسبوقة، استكمالاً لبرنامج الإصلاح الذى تم وضعه بالشراكة مع صندوق النقد الدولى، وبموجب الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة «رؤية مصر 2030»، موجهاً التحية فى هذا السياق إلى إصرار وعزيمة الشعب المصرى على معالجة الاختلالات المزمنة والمتراكمة التى عانى منها الاقتصاد الوطنى واستعداده لتحمل أعباء ذلك بصبر، باعتبار أن هذا هو السبيل الوحيد لتحسين مستوى معيشة المواطنين وجودة حياتهم، وهو الهدف الذى تسعى إليه الدولة بكل قوة.
الرئيس لقيادات الشركات الأمريكية: مصر تتحول إلى مركز إقليمى لتداول وتجارة الغاز والبترول لتأمين احتياجات السوق المحلية من إمدادات الطاقة ودعم التنمية الاقتصادية
وأكد الرئيس كذلك أن الدولة تواصل بكل عزم تنفيذ سلسلة المشروعات القومية الكبرى التى أطلقتها منذ عام 2014، فضلاً عن إحراز تقدم كبير على صعيد تطوير ورفع كفاءة شبكة الطرق القومية فى مختلف أنحاء الدولة، من خلال مشروعات عملاقة بمجال الطرق والكبارى ومحاور النيل، سيكون لها تداعيات إيجابية على حركة الاستثمار والتجارة بمصر والمنطقة، منوهاً بأن مصر تتحول إلى مركز إقليمى لتداول وتجارة الغاز والبترول على نحو يساهم فى تأمين احتياجات السوق المحلية من إمدادات الطاقة، ويدعم التنمية الاقتصادية ويتيح المزيد من الفرص لضخ المزيد من الاستثمارات فى هذه الصناعة.
وأوضح «السيسى» أن «الدولة تهدف لتعزيز المواطنة الحقيقية والمساواة الكاملة بين جميع المصريين دون تمييز»، مؤكداً أن الوحدة الوطنية فى مصر ثابتة على مدار الزمن، وأن مصر لا تنظر لأبنائها وفقاً لأى منظور سوى المنظور الوطنى الذى يعلى قيم المواطنة وعدم التمييز والتسامح والشراكة الكاملة فى الوطن.
كما تم، خلال اللقاء، استعراض الفرص الاستثمارية المتاحة بالقطاعات المختلفة فى مصر، ومنها البنية التحتية، واللوجيستيات، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والطاقة، والصناعات الدوائية، وصناعة السيارات، مؤكداً حرص مصر على التواصل المستمر مع المستثمرين الأمريكيين، للتعرف على المشاكل والمعوقات التى قد تواجههم، والعمل على حلها، وتذليل كل العقبات أمامهم.
ورحب جون كريستمان، رئيس شركة «أباتشى» الأمريكية ورئيس مجلس الأعمال، بزيارة الرئيس إلى نيويورك، مشيداً بالتحسن المطرد الذى يشهده الاقتصاد المصرى ونجاح الإجراءات التى تتخذها مصر لتحسين الوضع الاقتصادى وتشجيع الاستثمار، مؤكداً عزم مجلس الأعمال المصرى الأمريكى مواصلة تعزيز التعاون الاقتصادى والتجارى بين البلدين فى المجالات المختلفة.
وأكد مايرون بريليانت، نائب رئيس غرفة التجارة الأمريكية، ترحيب غرفة التجارة بزيارة الرئيس لنيويورك واللقاء السنوى مع الغرفة لبحث سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية والتعاون المشترك بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية، مستعرضاً الأنشطة المختلفة التى تقوم بها الغرفة من أجل تعزيز التعاون التجارى بين البلدين.
وأكد «السيسى» تقديره للتعاون البناء بين الحكومة وصندوق النقد الدولى فى إطار تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادى، منوهاً بحرص مصر على استمرار التعاون معه، ومواصلة تنفيذ برنامجها، مشيداً بتفهم الشعب المصرى للإجراءات الاقتصادية، إيماناً منه بضرورة التعامل الفعال مع المشكلات على نحو حاسم بهدف تحقيق نهضة تنموية حقيقية يلمس عوائدها جميع المواطنين.
جاء ذلك خلال استقباله كريستين لاجارد، المديرة التنفيذية لصندوق النقد الدولى، بحضور وزراء الخارجية والاستثمار والتجارة والصناعة، بمقر إقامته بنيويورك، وذلك على هامش مشاركته فى اجتماعات الدورة الـ73 للجمعية العامة للأمم المتحدة، مساء أمس.
وأشادت «لاجارد»، بالتقدم المستمر فى تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادى، مؤكدة أن النتائج المتحققة تؤكد أن عملية الإصلاح تحرز تقدماً مشهوداً له من مختلف الجهات الدولية، وأن الاقتصاد المصرى حقق أعلى معدلات النمو بين دول الشرق الأوسط، مؤكدة الحرص على مواصلة التعاون مع مصر، وتوفير الدعم اللازم لإنجاح برنامج الإصلاح الاقتصادى.
وأكد «السيسى»، خلال لقائه جيم يونج كيم، رئيس البنك الدولى، الأهمية الكبيرة التى توليها مصر لتطوير علاقاتها مع مجموعة البنك باعتباره أحد أهم شركاء مصر فى التنمية، وأول مؤسسة تمويلية دولية تعاونت مع مصر فى تنفيذ برنامجها للإصلاح الاقتصادى، وهو ما ينعكس فى تطور واتساع التعاون بينهما فى العديد من المشروعات فى مختلف المجالات، بما فى ذلك المشروعات التنموية وتوفير الدعم الفنى، وتعزيز دور القطاع الخاص، إضافة إلى دعم تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادى.
فيما شدد رئيس البنك الدولى، على مواصلة دعم البنك للإصلاحات الاقتصادية التى تطبقها مصر على ضوء جهودها الناجحة فى تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادى والاجتماعى الشامل، والذى أسفر عن تحقيق نتائج إيجابية واقعية على صعيد رفع معدلات النمو وخفض عجز الموازنة وتحقيق الاستقرار الاقتصادى الكلى وتحسين مناخ الأعمال والاستثمار.