باحث بالإفتاء: "الإخوان" خالفوا إجماع المسلمين والعلماء في الأفكار

كتب: سعيد حجازي وعبد الوهاب عيسى

باحث بالإفتاء: "الإخوان" خالفوا إجماع المسلمين والعلماء في الأفكار

باحث بالإفتاء: "الإخوان" خالفوا إجماع المسلمين والعلماء في الأفكار

قال الشيخ مصطفى ثابت، الباحث بدار الإفتاء، إن جماعة الإخوان خالفت إجماع المسلمين في العديد من الأمور واستحدثت أفكارا ومفاهيم مخالفة لجمهور علماء المسلمين، مثل الحاكمية وتكفير المجتمعات وتحريفهم لمفهوم الجهاد، واستخدمت الجماعة لنشر أفكارها تلك شعارات براقة مثل، "الإسلام هو الحل" لجذب اهتمام الغالبية المتدينة المحبة للدين، بينما الواقع يؤكد أن الهدف الأول للإخوان كان الوصول للحكم، تمهيدا لنشر أفكار "الجماعة الإرهابية" على الأرض، وهو ما أدى لوقوع كثير من الشباب في اضطرابات بسبب دعاية الإخوان، فإلى الحوار:

ما هي أبرز الانتقادات التي يوجهها علماء الدين لفكر جماعة الإخوان؟

استحدثت جماعة الإخوان بعض الأفكار والمفاهيم المخالفة لما استقرت عليه آراء جمهور علماء المسلمين، ومن أخطر هذه الأفكار هي فكرة الحاكمية، وما ترتب عليها من تكفير جموع المسلمين وحكامهم تحت دعوى عدم تطبيق الشريعة الإسلامية وعدم التحاكم إليها في القوانين؛ استنباطًا من قول الله تعالى في سورة المائدة: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة: 44]، والذي استقر عليه رأي جماهير علماء المسلمين من السلف والخلف أن الكفر في هذه الآية هو كفر دون كفر، وذلك لتشديد الوعيد في هذه المعصية، أما وصف الكفر فينطبق على من رضي بالكفر وأقره، بالإضافة إلى خطأهم في الحكم على واقع البلاد العربية كمصر أنها لا تحكم بالشريعة، وكذلك من الأخطاء المنهجية التي وقعوا فيها هي فكرة جاهلية المجتمع وحتمية الصدام، والخلط بين الفروع والأصول، ووصف الدول الإسلامية بأنها دار الكفر كما ذهب لذلك سيد قطب، وتحريفهم لكثير من المفاهيم الدينية الراقية مثل مفهوم الجهاد ومفهوم الوطن، حيث جعلوا تغيير الحكومات بالقوة بابا من أبواب الجهاد، واستهانوا بمفهوم الوطن وجعلوه حفنة من تراب، وكل ذلك على خلاف ما جاء به الوحي الشريف الذي جعل حب الأوطان من حب الله ورسوله، وجعل الجهاد لهداية الناس وصد العدوان.

وما هي أبرز الفتاوى الشاذة التي خرجت عن الجماعة؟

خرجت من بعض المنتمين للجماعة فتاوى غريبة تنشر الكراهية، مثل فتواهم بعدم جواز الصلاة للمخالف لهم في الرأي، وعدم مشاركتهم في الإفطار في شهر رمضان بل وصل الرأي إلى التحريض على قتل بعض العلماء المخالفين لهم الرأي، كما حدث في مقتل الشيخ السوري محمد سعيد رمضان البوطي فقد حرض بعضهم على قتله على شاشات التلفاز وجعل ذلك قربة لله، وبعضهم أفتى بجواز حرق سيارات الشرطة وأن ذلك لا ينافي السلمية، ووصل الأمر بأنهم أفتوا بجواز قتل الرئيس من أجل عودتهم للحكم.

كيف استطاعت الجماعة الانتشار داخل المجتمعات الإسلامية؟ وما هي أهم أهدافها؟

انتشرت الجماعة عبر الدعاية والترويج لمشروعها بأنه من صميم الإسلام، كما في تبني شعار الإسلام هو الحل، في محاولة لجذب اهتمام الغالبية المتدينة المحبة للدين من جموع الشعب المصري من دون تقديم مشروعات جادة وحلول عملية منطلقة من فهم الواقع ومعرفة بمقاصد الشريعة في معالجة قضايا العصر، كما استطاعوا الانتشار من خلال تقديم المساعدات الخيرية لقطاعات من المجتمع وهذا أمر غير مذموم في ذاته، لكنه استغل لكسب أصوات الناس في العملية السياسية.

وهدف الإخوان كما يعلنونه هم هو الإصلاح الاجتماعي والسياسي والاقتصادي في الدول الإسلامية للوصول إلى أستاذية العالم، لكن الواقع المشاهد يجعلنا نرى أن الهدف الأول للإخوان هو الوصول للحكم، تمهيدا لنشر أفكار الجماعة على الأرض، وكثير من الشعارات التي ينادون بها لا يطبقونها على أرض الواقع، ويرى المتابع أنهم يتعاملون ببراجماتية واضحة من أجل الوصول للحكم فقط.

كيف تأثرت المؤسسات الدينة في ظل وجود الإخوان؟ وهل تستطيع مليء الفراغ الديني؟

التأُثير الذي وقع على المؤسسات الدينية ظهر في زيادة التحدي المنوط بها للتصدي للكثير من الأفكار الشاذة والفتاوي الغريبة، والسلوكيات المنافية لأحكام الشرع والتي خرجت من الجماعة وأفرادها والمنظرين لها، ومع اضطراب أفكار كثير من الشباب بسبب دعاية الإخوان ورؤيتهم للعلاقة بين الدين الحياة حاولت المؤسسة الدينية القيام بجهد تصحيحي لهذه الأفكار، والسعي لإبراز الفكر الوسطي المعبر عن صحيح الدين، والذي يتبناه الأزهر الشريف في مصر والعالم، ويرجى لهذا الجهد مع بعض التركيز الإعلامي عليه، وتسويقه من خلال الموارد المتاحة أن يؤتي ثماره بإذن الله.


مواضيع متعلقة