"مصر الخير" تحول الغارمات لمنتجات.. سونيا: "بقيت فخورة بنفسي وبحياتي"

كتب: محمد الرملي

"مصر الخير" تحول الغارمات لمنتجات.. سونيا: "بقيت فخورة بنفسي وبحياتي"

"مصر الخير" تحول الغارمات لمنتجات.. سونيا: "بقيت فخورة بنفسي وبحياتي"

غارمات تحولت حياتهن من متهمات إلى منتجات، وذلك بعد لجوئهن لمؤسسة "مصر الخير"، لمساعدتهن في تسديد المبالغ المالية المستحقة عليهن بدلًا من محاكمتهن أمام المحاكم القضائية، وتحويلهن لأيدي عاملة تساعد على تصدير منتجات السجاد للدول الأوربية والعربية.

بكل جدية يجلسون داخل مصنع السجاد اليدوي بمنطقة أبيس شرق الإسكندرية، للعمل والجهد وبذل العرق حتى يستطيعون العيش وسط الظروف الصعبة، وعدم لجوئهن للاقتراض ما يودي بهن إلى السجن، عند تعثرهن في السداد.

سونيا محمود، 42 سنة، أحد الغارمات العاملات بمصنع "سجاد مصر الخير"، بقرية أبيس 8، تقول إن لديها 3 أبناء، ومؤسسة "مصر الخير" أنقذتها من السجن، بعدما وقعت على إيصالي أمانة على بياض لشراء أدوات ومستلزمات كهربائية للمنزل، موضحة أن صاحب المعرض تقدم بتحرير محضر مرفق به إيصالات الأمانة، وبعد ذلك تحولت القضية إلي جنحة.

وأضافت سونيا لـ"الوطن"، إنها توجهت إلى مؤسسة "مصر الخير" لمساعدتها في تسديد المبلغ المستحق عليها، موضحة أن المؤسسة تحملت التكلفة المالية كاملة، بعد ما تواصلت مع محامي المؤسسة وقدمت له جميع الأوراق المطلوبة، مؤكدة أن المحامي توجه ثاني يوم برفقتها إلى المحكمة، وتم تسديد المبلغ وعمل تصالح مع الشاكي.

وأكدت أن المؤسسة وفرت لها وظيفة بالمصنع لمساعدتها في المعيشة بمرتب شهري يضمن لها حياة كريمة، ومع مرور الوقت المرتب بيزيد، وبنشوف تحسن ومعاملة جيدة داخل المصنع، بالإضافة لحوافز والأعياد ومنحة رمضان وشنط الخير.

"تمكنت من العمل بمصنع أبيس للسجاد منذ 4 سنوات، وبداية العمل كان فيه صعوبة لعدم معرفتي بالوظيفة، موضحة بأنها تعلمت المهنة من أحد المتدربين، خلال 10 أيام"، تصف سونيا كيف بدأت العمل بالمصنع.

توضح سونيا أنه "في حالة مرضها بيتم الحجز بعيادة خاصة وشراء الأدوية، وبعد ذلك بيتم تقديم روشتة العلاج وإيصال العيادة، وبنسترد المبلغ المدفوع مرة أخرى"، متابعة أن "صناعة السجادة الحرير بتستغرق 8 شهور والسجادة الصوف 3 شهور، وإن مواعيد العمل الرسمية من الساعة 7 صباحًا حتي الساعة 5 مساءً".

"كان ليا حلم ونفسي أحققه والشغل عمره ما أخرني عن بيتي، والمصنع ذي بيتي بالظبط بقعد فيه أكتر ما بقعد مع أولادي، وأصبحت الآن منتجة مش ست بيت بس"، موضحة أنها فخورة بنفسها وزملائها في المصنع بعد التقدم الذي يشهده المصنع في الفترة الأخيرة بتصدير السجاد لأمريكا وكندا وقريبًا في الشارقة.

وأشارت سونيا إلى أن سعادتها لا توصف عندما علمت بأن السجاد الذي اشتغلت عليها بيدها لأكثر من 8 أشهر يصدر إلى أمريكا وكندا، لافتة: "الناس كانت بتنظر للغارمين على أنهم مجرمين، ولكن مصر الخير احتوت الغارمين ورفعت من شأنهم للأعلى".

وأضافت، بأن مؤسسة مصر الخير علمتني القراءة والكتابة وأيضًا حفظ القرآن، مؤكدة بأن الدكتور علي جمعة كرمها هذا العام بوسام الأم المثالية في المؤسسة، وتتمني بأن المصنع يكبر أكثر لأنهم غيروا مصيرهم "كنا الأول غارمين والأن أصبحنا منتجين"، موضحة بأن المصنع بيقوم بتشغيل نسبة كبيرة من أهالي قري أبيس من الغارمين وغير الغارمين للالتحاق بالعمل، ولكن نسبة الغارمين أكثر، "أبيس فيها غارمين كتير غير الموجودين في المصنع" لأن الأمهات بتجيب أجهزة لأولدها لتجهيز عرسهم ومع مرور الوقت لم يتمكنوا من تسديد المبالغ المالية المستحقة عليهم وللأسف بتتحول من مواطنة إلي غرامة لعدم قدرتها علي الدفع".

وأكدت بأن مؤسسة مصر الخير فتحة بابها لتلقي الغارمين بعد تقديم شكواهم، وبعد ذلك بيتم تسديد المبلغ المستحق عليهم بدلًا من محبسهم، وتوفير وظيفة لمساعدتهم المالية.

من جانبه قال محمد راجح، مدير مصانع الغارمين للسجاد اليدوي، إن مؤسسة "مصر الخير" تعمل من عام 2014 في قرية أبيس، بمصنع واحد، وأصبح لدينا حاليا 4 مصانع، تضم نحو 500 مستفيد، فضلا عن تدريب 1200 شخص، موضحا أن الهدف من إقامة المصنع هو التمكين الاقتصادي للأسر الأكثر احتياجا.

وأضاف راجح، أن "السجاد اليدوي المصنع من قبل الغارمات يباع حاليا في دولتي أمريكا وكندا داخل معرض"، مشيرًا إلى أن المؤسسة تسعى لسد ديون أكبر عدد من الغارمات.


مواضيع متعلقة