تزايد الضغوط الأوروبية على لندن في المرحلة الأخيرة من مفاوضات "بريكست"

كتب: أ ف ب

تزايد الضغوط الأوروبية على لندن في المرحلة الأخيرة من مفاوضات "بريكست"

تزايد الضغوط الأوروبية على لندن في المرحلة الأخيرة من مفاوضات "بريكست"

كثف القادة الأوروبيون الضغوط على رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، اليوم، وطالبوها بمراجعة مقترحاتها من أجل وضع اللمسات الأخيرة على مفاوضات "البريكست" التي دخلت مرحلة حاسمة لكنها ما زالت تواجه عقبة الملف الإيرلندي.

ورغم أنهم رحبوا بالتطورات "الإيجابية" في المملكة المتحدة وبـ"أجواء" أفضل في التحضير "للبريكست" المقرر نهاية مارس 2019، فإن القادة الـ27 طلبوا بشكل رئيسي من زعيمة المحافظين تحسين مقترحاتها الأخيرة أثناء قمة الاتحاد الأوروبي في سالزبورغ (النمسا).

وقال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، إن اقتراح تيريزا ماي حول إطار التعاون الاقتصادي المستقبلي بين التكتل وبريطانيا بعد "بريكست" لن ينجح.

وأضاف في ختام القمة أن "إطار العلاقات الاقتصادية كما هو مقترح لن يعمل جيدا لأنه سينسف أسس السوق الداخلية" للاتحاد الأوروبي.

من جهته، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إن المقترحات البريطانية "غير مقبولة كما جرى تقديمها" كونها "لا تحترم السوق الموحدة"، موضحا أن "ساعة الحقيقة" بالنسبة المفاوضات قد حانت.

وردت ماي أن خطتها ما تزال "الاقتراح الجدي والموثوق به" على الطاولة، ما من شأنه أن يضمن على المدى الطويل عدم ظهور حدود فعلية جديدة بين إيرلندا الشمالية وجمهورية إيرلندا.

وأضافت "سنقدم قريبا مقترحاتنا الخاصة" لمعالجة المشكلة الإيرلندية التي أصبحت تمثل الخطر الرئيسي لفشل المفاوضات وتسفر عن مغادرة بريطانيا الاتحاد الأوروبي دون اتفاق.

"الإبداع"

وتوصلت لندن وبروكسل إلى تسوية بشأن معظم القضايا التي يتعين تسويتها قبل موعد "البريكست" بما في ذلك الفاتورة التي يتعين على لندن أن تدفعها، لكنهم يواصلون التعثر في بعض النقاط، وبشكل رئيسي المسألة الإيرلندية.

ويتفق الطرفان على تجنب إعادة الحدود الفعلية بين إقليم إيرلندا الشمالية وإيرلندا، لكن لندن تعترض على شروط "شبكة الأمان" التي يطالب بها الاتحاد الأوروبي من أجل ضمان هذه النتيجة.

وترفض لندن حلا عرضته الدول الـ27 يقضي بإبقاء إيرلندا الشمالية ضمن الاتحاد الجمركي في حال عدم التوصل إلى اتفاق آخر يرضي الطرفين، لأنها ترى أن ذلك سيكون بمثابة حدود الأمر الواقع بين إيرلندا الشمالية وبقية المملكة المتحدة.

استفتاء ثان؟

ونبه ماكرون إلى أنه "سيكون هناك صعوبات"، مشددا على ضرورة أن "يوحد (الأوروبيون) صفوفهم". وأضاف "يجب التوصل إلى حل، ولكن ينبغي ألا يضر (هذا الحل) بالتجانس وبقوة الحريات الأربع للسوق الموحدة".

من جانبه، قال رئيس وزراء مالطا جوزف موسكات لإذاعة بي بي سي "هناك وجهة نظر تحظى بإجماع، أو بشبه إجماع حول الطاولة مفادها أننا نود (...) أن تجري المملكة المتحدة استفتاء آخر".

لكن ماي رفضت، أمس، هذه الفرضية بشدة وحمل كل طرف الطرف الآخر مسؤولية تقديم تنازلات من أجل انفصال "ناجح".

وقالت المسؤولة المحافظة مساء أمس، بعيد مطالبة توسك لندن باقتراحات "اعيد صوغها"، "إذا أردنا التوصل إلى خلاصة ناجحة، على الاتحاد الأوروبي أن يقيم موقفه كما عمدت المملكة المتحدة إلى تقييم موقفها".

وكرر رئيس الوزراء الإيرلندي ليو فرادكار أن "الوقت ينفد" مضيفا "ما نريد تجنبه هو إقامة حاجز جديد أمام حركة السلع والتجارة وانتقال الأفراد".

وناقش القادة الأوروبيون مسائل أمنية على غرار التعاون بين عناصر الشرطة ومكافحة المضامين الإرهابية عبر الإنترنت.

كذلك، علق رؤساء الدول والحكومات الخميس على مباحثاتهم المغلقة الاربعاء في ما يتعلق بملف الهجرة.

ولئن تحدث البعض عن "أجواء أفضل"، فانهم أقروا بأن النقاش لم يسجل تقدما حول تقاسم استقبال طالبي اللجوء الذين يصلون إلى السواحل الأوروبية، وهو أمر لا تزال دول شرق أوروبا ترفضه بشدة.

وشهد الصيف مواقف متشنجة محورها السفن التي تقل مهاجرين في البحر المتوسط، وخصوصا مع رفض إيطاليا فتح موانئها ما دامت لم تتلق وعدا أوروبيا بتقاسم هذا العبء.

وجدد رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي مطالبته بـ"آلية أوروبية" تعكس تضامن الدول الأعضاء، ملاحظا أن "مشاركة حفنة من الدول (في هذا الأمر) لا تعني وجود آلية أوروبية".

في المقابل، اعتبر المستشار النمسوي سيباستيان كورتز المعروف بموقفه المتشدد في هذا الملف أن "قضية الهجرة لن تحل بتوزيع (اللاجئين داخل الاتحاد الأوروبي) بل بالدفاع عن الحدود الخارجية".

 


مواضيع متعلقة