أوجاع الشرق الأوسط بين أمريكا وروسيا.. اتهامات متبادلة لاتفيد شيئا

كتب: محمد حسن عامر

أوجاع الشرق الأوسط بين أمريكا وروسيا.. اتهامات متبادلة لاتفيد شيئا

أوجاع الشرق الأوسط بين أمريكا وروسيا.. اتهامات متبادلة لاتفيد شيئا

تحولت أوجاع منطقة الشرق الأوسط إلى مجرد تهمة يتم تبادلها بين القوى الكبرى كروسيا والولايات المتحدة، رغم أن جانب كبير من مسؤولة وتداعيات تلك الأوضاع يعود إلى تدخلاتهما في المنطقة، في وقت أكد خبراء أن سيناريو الشرق الأوسط الجديد سيتواصل.

وقالت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أمس، إن تصرفات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط خلال العقود الأخيرة أدت إلى كوارث عالمية، وفق ما نقلت عنها وكالة أنباء "سبوتنيك" الروسية.

وأضافت زاخاروفا، على هامش منتدى "بالتيك ويك إند": "أعتقد أن هذا شأن أمريكي داخلي، كيف يقيمون أخطاءهم، لذا أترك ذلك لعلماء السياسة والخبراء الأمريكيين، لكن ما أستطيع أن أتفق معه هو أن تصرفات الولايات المتحدة في العقود الأخيرة في الشرق الأوسط، وهذا ليس سرا، أدت إلى كوارث عالمية، هل هذه أخطاء؟ على الأرجح إنها أخطاء أسوأ من الجرائم".

الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب من جهته، اعتبر أن الرئيس الأسبق جورج بوش الابن ارتكب "أسوأ خطأ" في تاريخ الولايات المتحدة عندما تدخل في شؤون منطقة الشرق الأوسط، بحسب ما صرح في مقابلة مع قناة "هيل تي في" الأمريكية.

وأوضح: "أسوأ خطأ ارتكب في تاريخ بلادنا هو الذهاب إلى الشرق الأوسط الذي قام به الرئيس بوش".

وأضاف: "قد يكون (الرئيس السابق باراك) أوباما قام بسحبهم (العسكريين الأمريكيين) بطريقة خاطئة، لكن التدخل بالنسبة لي كان أسوأ خطأ في تاريخ بلادنا".

وردا على سؤال لماذا كان ذلك أكبر خطأ برأيه، قال ترامب: "لأننا صرفنا 7 تريليونات دولار في الشرق الأوسط، 7 تريليونات وحياة ملايين الأشخاص، لأنني أفضل احتساب الجانبين".

وتشير تقديرات إلى أن النفقات الأمريكية المتعلقة بسياساتها في الشرق الأوسط بلغت قيمتها 5.6 تريليون دولار بحلول سبتمبر عام 2017، وهذا يشمل النفقات على الحربين في العراق وأفغانستان والنشاط العسكري في باكستان وسوريا والنفقات على الأمن الداخلي في الولايات المتحدة، وقيمة الخدمات الطبية للمحاربين القدامى، بحسب دراسة لجامعة "براون".

ويرى الدكتور معتز محيي، مدير المركز الجمهوري للبحوث الأمنية والاستراتيجية في "بغداد"، أن التصريحات السابقة طبيعية وترتبط بنسبة كبيرة بالاتفاق الذي أبرم مؤخرا بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، بخصوص محافظة "إدلب" شمال سوريا وعدم الذهاب إلى عملية عسكرية في آخر معاقل الفصائل المسلحة.

وقال محيي لـ"الوطن"، إنه "لأول مرة منذ فترة طويلة يمكن أن تشعر بأن سوريا لديها قدر من الهدوء بعد هذا الاتفاق، وبالتالي تثبت صحة وجهة النظر الروسية والإيرانية حيال الوضع في سوريا، وهذا الأمر يعني في الوقت ذاته أن الولايات المتحدة أثبتت فشلها في إدارة ملفات الشرق الأوسط، كما خسرت كثير من الأصدقاء وكسبت كثير من الأعداء في المنطقة العربية، وخاصة كذلك مع الخروج الأمريكي من الاتفاق النووي مع إيران".

ووصف محيي فترة حكم الرئيس الأمريكي جورج بوش، بالأسوأ بالنسبة للشرق الأوسط، قائلا: "في فترة بوش كان هناك تدخلا واضح إما بالإنابة أو بإرسال القوات ممن خلال غزو العراق عام 2003".

وأضاف: "كانت هناك رؤية في فترة بوش للبقاء إلى فترة طويلة حتى بعد نهاية عهد بوش، بمجيئ قيادة سياسية أخرى وهي أوباما، رأت أن بقاء القوات العراقية لا تخدم العملية السياسية في العراق ولا مصالح الولايات المتحدة".

واستدرك المحلل السياسي العراقي: "لكن أيضا حتى عندما قرر أوباما الخروج من العراق ربط بغداد باتفاق المعاهدة الأمنية والاستراتيجية التي تراجع كل 6 شهور، لكنها وضعت اعتماد القوات العراقية على التسليح الأمريكي فقط والتدريب لمختلف أنواع القوات".

وكان لـ"واشنطن" دور بارز في الأزمة السورية بدعمها فصائل المعارضة المسلحة منذ انطلاق الاضطرابات في سوريا عام 2011، في الفترة التي سميت بـ"الربيع العربي".

"سيناريو الشرق الأوسط الجديد متواصل ويتوارثه الرؤساء الأمريكيون"، هكذا علق الخبير العسكري والسياسي السورين علي مقصود، لـ"الوطن"، على تصريحات الرئيس الأمريكي، قائلا: "تقسيم الشرق الأوسط سياسة وخطة موضوعة منذ فترة طويلة، وكل رئيس يأتي لتنفيذها واستكمال ما انتهى إليه سلفه، وبالتالي هي تصريحات لا تقدم ولا تؤخر".

وأضاف مقصود: "وحتى لو دققنا في تصريحات ترامب سنجد أن الذي شغله في مسألة التدخل في الشرق الأوسط هي الأموال التي خسرتها الولايات المتحدة نتيجة هذه الحروب وليس شيئا آخر".


مواضيع متعلقة