تعرّف على أهم الورش التدريبية في مهرجان "القاهرة للمسرح التجريبي"

كتب: إلهام زيدان

تعرّف على أهم الورش التدريبية في مهرجان "القاهرة للمسرح التجريبي"

تعرّف على أهم الورش التدريبية في مهرجان "القاهرة للمسرح التجريبي"

يسعى مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي والمعاصر، برئاسة الدكتور سامح مهران، إلى تدشين مركز إقليمي لورش التدريب، بمناسبة الاحتفال بيوبيله الفضي، من شأنه إدرار دخل مادي جيد للمهرجان، عن طريق فتح أبواب التدريب للمصريين والأجانب، على غرار الدور الذى كانت تقوم به البعثات الخارجية فى القرن الماضي.

وكانت 5 ورش مجانية استهلت أنشطتها قبل بدء فعاليات المهرجان، على أن تستمر معه طوال فترة انعقاده، وهي: ورشة التمثيل للمدرب جايلز فورمان بريطانيا،، ورشة "الرقص المسرحي" للمدرب فيرينك فيهير (المجر)، ورشة "أدائية السعادة"، ويلي براجر (بلغاريا)، ورشة "الكتابة المسرحية" للمدرب إيريك التورفر (سويسرا)، ورشة مامنشانز للمدربة فلوريانا فراستو "سويسرا إيطاليا"، من داخل المهرجان.

"الوطن" تواصلت مع جايلز فورمان، وهو ممثل ومدرب بالمملكة المتحدة، يعمل بمركز الدراما بلندن، وغيره من مراكز التدريب بأوروبا، ويعمل بالتدريب فى ورش التمثيل بالمهرجان التجريبي للمرة الثانية، حيث تحدث عن منهجه في التدريب، قائلًا إنه يركز على أمور متعددة أهمها مطالبة الممثل بألا يمثل، وأن يكون على طبيعته.

وتابع فورمان لـ"الوطن": "اعتمد على منهج علمي كبير يدعى (الطريق إلى الحميمية)، وهو مبنى على التواصل بين الناس من خلال النظر بعمق فى عيون بعضهم البعض، لأن هذا التدريب يجبر الشخص على أن يكون أكثر صدقًا، ثم ننتقل إلى التدريب على علاقة الممثل بشخص آخر فى حياته، من خلال إعادة تمثيل مشهد حدث معه فى الواقع، ولأن هذه حياتهم فهى مخزنة بداخلهم وبالتالى يجسدون مشاهدهم بلا زيف، وبالتالي يصدقهم المتفرج، والتركيز الآخر يقوم على كيفية مساعدة الممثل على بناء الشخصية من مخزون الشخصي".

وأشار فورمان إلى أن الورشة تضم 26 متدربا، متابعا: "هذا رقم كبير، لكن الرقم المثالي هو 15، لكن لأنى لا أزور مصر إلا على فترات متباعدة، فأسمح بوجود عدد كبير من المتدربين بالورش، ومدة الورشة 6 أيام، يحصل فيها المتدرب على نبذة سريعة عن منهج كبير، يحتاج استيعابه وقت طويل حسب قدرات كل ممثل، والمتدربون بالمهرجان موهوبون جدًا ومتعطشون للعلم ولديهم قدرات متفاوتة، وحتى اللغة لا تشكل عائق كبيرًا وخصوصًا أنني معي مترجمة محترفة وهي معتزة عبدالصبور، والمهرجان سعى لاختيار مترجمين للورش بكفاءة عالية بحيث تحدث أكبر استفادة من الورش".

أما السويسري إريك التروفر، مدرب الكتابة المسرحية، فتحدث أيضا عن تجربته فى المهرجان، والأسس التى يعمل وفقا لها، قائلًا: "لا أعمل بطريقة المعلم النمطي، لكنى مهمتي مساعدة كل مشترك فى الكتابة عن الأشياء التي يهتم بها، بحيث يستطيع أن يكتب شيئًا مميزًا مناسبًا له وتتوافق مع شخصيته".

وعن آلية العمل داخل الورشة، أوضح: "نبدأ بتكليف المتدربين بكتابة نصوص درامية ثم الاطلاع عليها، ويتبعها الحديث عن تاريخ ونظريات المسرح، وأقوم بالتوضيح من خلال نماذج مسرحية من أكثر من دولة لكتابات من الشمال الأفريقي، وأوروبا، أما الورشة فتستوعب 15 مدربا، وذلك لأستطيع مساعدة كل متدرب بشكل جيد، إذ يحتاج كلا منهم الى 24 ساعة مقسمة على 6 أيام، نعمل بمعدل 4 ساعات في اليوم، إضافة إلى عمل واجب منزلي بشكل يومي يساعدهم على التعلم".

وروت همت مصطفى، إحدى المتدربات في الورشة عن تجربتها، قائلة: "تم قبولي بورشة الكتابة المسرحية للمدرب إريك التورفر، وهو يستعرض أنماط الكتابة المسرحية فى عدة دول أوروبية، وبخاصة في بريطانيا والدول المجاورة لها، منذ فترة العصر الحديث والقرن السابع عشر والثامن عشر والكتابات الجدية التى ظهرت بعدها، كما يشرح كيفية تطور هذه الكتابة، ومن أمثال هؤلاء الكتاب هنريك إبسن وتجربة بريخت".

وتابعت: "مركز العلاقات العامة فى المهرجان وفر مترجمين لنا، وكان ضمن شروط طلب الالتحاق، أن يكون المتدرب على إلمام بإحدى اللغات الأجنبية، والورشة تعتمد على اللغة الإنجليزية، إذ يوجد اثنين من المنسقين ومترجم، وطريقة شرح المدرب سلسة جدًا ونستوعبها".

وأكملت: "اشترك في ورش المهرجان التجريبي لأول مرة، ولكنى سبق لى الاشتراك فى ورش أخرى مع مدربين داخل مصر، ولكن ورش المهرجان أكثر تكثيفًا وأعلى مستوى من الورش الداخلية، حيث استفدت منها في إضافة معلومات معرفية عن المسرح، كما تدفعني للبحث في العلوم المسرحية المتعددة، وأتمنى أن يتم تفعيل مركز الورش بشكل أساسي طوال العام، للاستفادة من مدربين ذو خبرات ثقافية مختلفة، من خارج مصر لثقل مواهب غير القادرين على الحصول على دراسات أكاديمية متخصصة".

وتحدث المتدرب محمد طارق، طالب جامعى، عن تجربته مع ورشة التدريب، قائلًا: "أنا أمثل في فريق كلية الحقوق، وعندما عرفت بورشة التمثيل، وجدت أنها فرصة، لكي أطور من نفسي كممثل، وخصوصًا أن المدرب هو "جايلز"، الذي يستخدم منهج لا يتبعه الكثير من المدربين فى مصر، حيث يتبنى "جايلز" طريقة المدرسة الواقعية، التى تبحث فى تاريخ الشخصية التى يقدمها العمل الفني".

وأضاف: "اختلاف اللغة لا يشكل حاجزا بيننا وبين المدرب، وخاصة أنى ملم إلى حد ما باللغة الإنجليزية، كما أن المترجمة تترجم للورشة ما يصعب فهمه، وطموحى من خلال الاشتراك فى عدد من الورش الاستفادة من الخبرات المختلفة للمدربين للوصول إلى طريقة خاصة بى فى التمثيل".

الناقد المسرحي أحمد خميس، أكد أن الورش من أهم الفعاليات الموجودة بالمهرجان، مضيفا: "نحن فى حاجة طوال الوقت إلى نضع أقدامنا على عناصر المسرح الجديد فى العالم، من خلال كفاءات فنية فى مجالات هندسة الديكور، والإضاءة وكذلك الكتابة، والتمثيل، وجميع عناصر العرض المسرحي، لا بد أن يكون لدينا مبدعين أكفاء لقراءة المشهد الراهن، والاطلاع على مختلف أنواع التجارب، لكي يكونوا مستعدون للعمل على مثل هذه النوعية من العروض".

وأضاف: "وكى يتحقق هذا الهدف على أرض الواقع، لابد من من مراجعة علمية لما حققناه بالفعل، وأين نقف من الدراما بمعناها الجديد على مستوى العالم، وبناءً عليه نحدد أهدافنا، ولنعرف مشكلاتنا الحقيقية فى هذه المجالات، وبذلك نضع أيدينا بشكل صحيح على عناصر العرض المسرحي"

وتابع: "الورش تفيد حسب الساعات التى يستغرقها المتدرب، ومنهجية المدرب، أما (المختبر) ووجود ورش دائمة على مدار العام، فهى تضمن فكرة تحقيق الأهداف، واستثمار المشروع أمر مفيد للمهرجان، وتصبح الورش قادرة على تحقيق المرجو منها، بالإضافة إلى قدرتها على إدرار دخل مادى، عند التحاق المتدربين بها من داخل مصر وخارجها".


مواضيع متعلقة