من "الليمون والنعناع".. هويدا تحارب السرطان وتعول أبناءها وأحفادها

من "الليمون والنعناع".. هويدا تحارب السرطان وتعول أبناءها وأحفادها
- هويدا
- بائعة الليمون والنعناع
- مريضة سرطان
- السرطان
- ممرضة
- هويدا
- بائعة الليمون والنعناع
- مريضة سرطان
- السرطان
- ممرضة
تجلس على مقعد صغير بجانب أحد الأكشاك الموجودة بمنطقة روكسي في مصر الجديدة، عيناها مليئة بالدموع المحبوسة، وحاملة بيديها حزمة من النعناع وأمامها شوالا تضع به الباقي وحبات الليمون، متحدثا معها عامل الكشك "أنا هسيبك تقعدي بس انتي هتقدري تشتغلي كده".
هويدا أحمد التي تعمل ممرضة في أحد مستشفيات مصر الجديدة الشهيرة، اضطرت منذ عام للتجول في الشوارع حتى تستقر بمكان لبيع النعناع والليمون بسبب زيادة المصاريف عليها كونها تعول أحفادها الستة من بعد وفاة ابنها وابنتها في ظروف مختلفة وباقي أولادها متزوجون ولا يساعدونها بل يطلبون منها وفقا لوصفها.
اعتادت السيدة الخمسينية خريجة التمريض على العمل والصرف على أسرتها بعد وفاة زوجها منذ 38 عامًا، حيث جاءت من الإسكندرية بلدها الأصلي بعد زواجها من ابن خالتها الذي يعيش في القاهرة ويعمل كسائق، لتجد نفسها وحيدة وسط 5 أبناء، وبعد سنوات من الشقاء والتربية رحل اثنين من أولادها تركوا لها أحفادها قائلة وهي تحاول أن تمنع دموعها من الانهمار: "مرات ابني طفشت وسبتهوملي".
وتابعت: "بشتغل في مستشفى من زمان ولما جالي ورم في المخ والدم بقيت باخد كيماوي وبغير دم".. مأساة "هويدا" التي جعلتها لا تستطيع العمل في التمريض بنفس النشاط بدأت بعدما أصيبت بمرض السرطان منذ 4 أعوام فأصبحت تذهب إلى العمل بشكل غير دائم: "لأن لسه فضلي 5 سنين على المعاش".
تذهب "هويدا" التي يظهر عليها التعب والإرهاق بكل وضوح، كل 15 يوما إلى معهد الأورام من أجل العلاج الكيميائي وتغيير الدم الذي تضطر لشراءه حيث يصل سعره لـ 750 جنيه كون فصيلة دمها "O" والتي تعتبر نادرة: "في واحدة والدتها كانت معايا في المعهد قالتلي لو ربنا شفى أمي هتبرعلك بكيس الدم كل 15 يوم".
تتمنى هويدا التي طلبت عدم إظهار وجهها تجنبا للمشاكل مع أبنائها أو بعملها في المستشفى، العمل في مكان بدلا من التجول في الشوارع قائلة: "الشكوى لغير الله مذلة، نفسي حد يساعدني بشغلانة أكل بيها عيش بدل اللف والبلدية تيجي كل شوية وتبهدلنا".