الحى العاشر وعزبة الهجانة وعشوائيات مدينة نصر تحولت إلى «باطنية جديدة»

الحى العاشر وعزبة الهجانة وعشوائيات مدينة نصر تحولت إلى «باطنية جديدة»
- أهالى المنطقة
- الحى العاشر
- الدراسات الإسلامية
- المواد المخدرة
- النوع الثانى
- بيع المخدرات
- تجار المخدرات
- تجارة الحشيش
- تجارة المخدرات
- أهالى المنطقة
- الحى العاشر
- الدراسات الإسلامية
- المواد المخدرة
- النوع الثانى
- بيع المخدرات
- تجار المخدرات
- تجارة الحشيش
- تجارة المخدرات
بين عشية وضحاها تحولت المناطق الرخوة فى منطقة مدينة نصر إلى أوكار ودواليب لتجارة المخدرات الشعبية مثل الفودو والاستروكس وشادو، والمناطق الرخوة يقصد بها أطراف حى مدينة نصر الراقى مثل الحى العاشر أو عزبة الهجانة وهى مناطق بها قدر كبير من العشوائية وأنماط وشرائح مختلفة من البشر، منهم المصريون ومنهم آخرون من جنسيات أجنبية يعيشون فى مصر سواء للعمل أو الدراسة وبعضهم يشارك فى البيع والتعاطى وأحياناً التصنيع، وأصبحت هذه المناطق أشبه بالباطنية حينما كانت ذائعة الصيت فى تجارة الحشيش.
عقارب الساعة تشير إلى الواحدة بعد منتصف الليل، الصمت والسكون يغلف المكان فى عمارات أطلس، بالحى العاشر، الحركة شبه منعدمة، وفى هذه الأثناء تحرك «محمد. ف» 24 عاماً، عامل بمحل منظفات، إلى بداية الشارع، قاصداً «عادل، ع» 27 عاماً، لشراء مخدر «الاستروكس» أو «الفودو» أو «شادو» منه بعدما اعتاد على تعاطيه يومياً عقب انتهاء عمله، بصحبة 3 آخرين، حتى ينسى تعب ومشقة اليوم بالكامل.
يقف «عادل» بجسده النحيل متكئاً على الحائط يراقب المارة بهدوء وينتظر السؤال الذى اعتاد سماعه من زبائنه المترددين عليه يومياً: «معاك إيه النهارده؟»، ليرد بكلمات متقطعة بعد أن ينظر إلى الشارع: «انت عايز إيه؟»، فيرد الزبون: «الاستروكس بكام النهارده؟»، فينظر إليه «عادل» ويمسك بيده اليمنى شفتيه ويصفر مرتين على فترات قصيرة، فيأتى إليه شابان سودانيان يقفان على بعد عدة أمتار منه على ظهر أحدهما شنطة سوداء، فيطلب: «تذكرة استروكس»، فيعطيها له الشاب الثانى بعد التقاطها من حامل الشنطة، يأخذها عادل منه، وقبل أن يلمسها «محمد»، يقول «عادل»: «25 جنيه الأول»، وبعد دفع الثمن يقول بفرح: «تسلم يا كبير»، ثم يغادر فى هدوء ويضعها فى جيبه ليذهب إلى الشقة التى يقطن بها، فى محطة المثلث.
{long_qoute_1}
بالقرب من منطقة «دولاب الاستروكس»، يقف مصطفى أحمد، 25 عاماً، وأحد المتضررين من وجود تجار المخدرات بالمنطقة، على مدخل سوبر ماركت لشراء بعض المستلزمات، ويقول: «ولاد الناس اللى اخترعوه فى البداية، وكان غالى ودلوقت رخص»، مشيراً إلى أن أحد أصدقائه قال له منذ فترة: «الأيام الجاية هيغلى أكتر وهيرجع زى الأول، وهيبقى أغلى من الحشيش»، موضحاً أنه منذ وجوده بمدينة نصر وبحكم تنقله فى العمل من صيدلية إلى مطعم، يرى «دواليب» مختصة فى بيع المخدرات، وتابع: «الكيس من فترة قريبة كان بـ200 جنيه، دلوقت بقى بـ100، بس بنسبة كبيرة بيقولوا هيغلى تانى، علشان قل فى السوق».
ويقول أحمد محمد، 24 عاماً، خريج كلية الدراسات الإسلامية والعربية، وعامل ديليفرى: «أنا كل يوم بتعامل معاهم لما يطلبوا أكل، والناس دى مبتهزرش، ولو الحكومة مسكت حد فى الحتة بياخدوا الكل معاهم، عشان ساعتها مبيعملوش حساب لحد ومبيقولوش ده مالوش دعوة، ما دام موجود فى الشارع يبقى انت بتشرب»، موضحاً أنه رغم قرار وزارة الصحة بمنع تداوله إلا أنه مستمر «زى أى مخدر تانى»، وتابع: «بعد تعاطيه.. المدمن أول ما يشرب جسمه بينمل، والتهيؤات بتاعته غريبة، ممكن تحس إنك بتموت»، وأضاف أن مفعول مخدر الاستروكس يبدأ «من أول نفس على طول وهو منتشر فى مدينة نصر، أنا فى شغلى بروح أماكن كتير، وبلاقى فيها زى ما بيحصل فى الباطنية، زى عزبة الهجانة فى الزهراء، والمنطقة التاسعة جنب مضرب الأرز على طول»، مشيراً إلى أن بيع الاستروكس لا يقتصر على المصريين فقط، وإنما يشارك فى بيعه وتعاطيه بعض السودانيين: «بقوا أكتر من المصريين فى الحى العاشر، ومعظمهم بيشربوا، ده غير الناس اللى بتاجر فيه، وبيستخدموا المصريين فى التسويق ليهم، لأن فيه ناس منهم معاها فلوس وعايزين يشغلوها ويكسبوا فلوس أكتر، ومفيش أسرع وأربح من تجارة المخدرات»، وأكد أن هناك أنواعاً مغشوشة من «الاستروكس» يكتشفها المدمنون، لكن «الديلر» لا يترك الزبون كثيراً لحيرته فيعرض عليه نوعاً آخر، فهناك نوعان من الاستروكس، الأخضر وده عبارة عن نبات البردقوش وبيحطوا عليه مادة عن طريق رشه، والنوع الثانى تبغ جولدن، ويضاف إليه المخدر بنفس الطريقة.
وقال «أحمد» إنه من السهل الامتناع عن هذا المخدر، حال عدم توافره، لكن ما دام فى الإمكانية الوصول إليه سيتحول متعاطيه إلى مدمن لأن «كل حاجة موجود قصاده وبالتالى صعب تمنعه عنه»، مشيراً إلى أن أعراضه تبدأ من النفس الثانى: «بيشوف الشخص مرتين، يعنى كل حاجة بتبقى مزدوجة فى عينيه، ويفقد التركيز، وبعض الأشخاص يعانون من هلوسات سمعية وبصرية، وقد ينتابهم شعور بالموت، ومستحيل تعمل حاجة لو انت تحت تأثير الاستروكس، متعرفش تسوق ولا تتكلم فى التليفون، وبيفضل نحو 45 دقيقة، وفى اليوم التانى على طول بتصحى فى حالة مزاجية صعبة غير الصداع».
لم يختلف الأمر كثيراً بالنسبة لأحد سكان باطنية مدينة نصر، الذى طلب عدم نشر اسمه، خوفاً من تجار المواد المخدرة، وقال: «الناس دى لو عرفت إنى اتكلمت معاكو ممكن يموتونى، دول مبيهزروش، والبيع ليس قاصراً على أهالى المنطقة فقط، لأن فيه ناس بتيجى بعربيات، بيكونوا عارفينهم»، موضحاً أنه قام أكثر من مرة بالإبلاغ عنهم، وتابع باستغراب: «متعرفش هم بيعرفوا إزاى، أول ما أتصل تلاقيهم مشيوا، وطبعاً ده كان من فترة، لأن دلوقت لو هعمل بلاغ بيحتاجوا بياناتى، والناس كلها بتخاف أحسن يعرفوا ويؤذونا»، وأضاف: «أهالى المنطقة يعيشون فى خوف ورعب على أبنائهم، وأنا بنزل مع بنتى أحسن حد يكون شارب ويعمل فيها حاجة، ومنذ فترة ببحث عن شقة إيجار جديد للابتعاد عن المنطقة بس الإيجار غالى ومفيش حل تانى، غير إنى أستحمل».